أصل شعيرة الأضحية تلك القصة القرآنية الخالدة، قصة جدِّنا أب الأنبياء، وإمام الحنفاء، وخليل الرحمن إبراهيمَ مع ولده إسماعيل. . فسأل الله أن يرزقه الولد، ليستعين به على مهمّة الرّسالة، ويكون له خلَفا وعقِبا يحملها من بعده، فاستجاب الله دعوته، ورزقه ولدا من زوجه هاجر، (فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ)، وتعلَّق إبراهيم بولده تعلُّقاً عظيماً، ولكن ما إن بلغ أشدّه، حتى جاء البلاء العظيم، رؤيا في المنام أنه يذبح ولده، ورؤيا الأنبياء حق؛ فسارع إلى تنفيذ أمر ربه، ولما كان الأمر متعلِّقا بنفس مستقلة عنه في خضوعها للابتلاء؛ وجب أن يكون للمذبوح موقف مستقل، فعرض أمر الله عليه، (فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى)، (فانظر ماذا ترى)، يا لها من كلمة، ويا له من منهج يؤسّس للشورى، والاختيار الحرّ، شتان بين منهج (فانظر ماذا ترى)، ومنهج (وما أريكم إلاّ ما أرى)، يسارع الولد إلى تنفيذ أمر ربه، (قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ). إنّه درس العبودية، وسرعةِ الاستجابة، فإذا أمرك ربك بشيء تقول: لبّيك اللهمّ لبيك، تسرع بالاستجابة، لا تؤثر شهواتك ونزواتك على أمر الله، لا تجعل الله آخر شيء في حساباتك، (إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ). إنّه درس التقوى، (لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ). إنّه درس تفريغ القلب إلاّ من الله، وعدم التعلّق إلاّ بالله، الدّرس ألاّ يعظُم في قلبك شيءٌ من هذه الدنيا كما يعظم الله، لا ولد، ولا والد، ولا عشيرة، ولا تجارة، ولا مسكن، ولا مركب، (قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ).
إعداد: د .عبد الرحمان خلفة
الدرس أنّ الابتلاء سنة شرعية ماضية، وأنّ هذه الدارَ دارُ تمحيص، لا تنتظر أن تهنأ بالنعيم المقيم، لا تأمل أن تخلص لك السعادة من كلّ وجه، (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ). الدرس أنّ الله يبتلي ويعين، (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا، وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ). الدرس أنّ (مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا)، وأنّ عاقبة الصبر حميدة، ومآلات الطاعة رغيدة، (فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ، وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ، قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ، إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ، وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ، وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ، سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ، إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ). انظروا عاقبة الطاعة.
الدرس أنّ النفس رخيصة في سبيل الله، وأرخص منها أموال الدنيا بأجمعها، فأين نحن من التضحية بالنفس والمال؟ وماذا تساوي شاةٌ في سبيل الله يا من تستكثرها على الله؟ لا يؤمن العبد بحقيقة الإيمان حتى ينفق أعز ما لديه، (لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ)، وقد كان النبي r يضحّي بكبشين أملحين أقرنين.
ومن دروس قصة الأُضحية؛ شكر الله على ما أنعم به علينا من سماحة الدين، ويسر الشريعة، وخفة التكليف، فقد وضع علينا الإصر والأغلال التي في الأديان الأخرى، وحطّ عنّا التقرب بذبح الآدمي، وأبدله بذبح الحيوان الأعجمي. فاسمعوا كيف يكون شكر النعمة: (وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ). ومن معاني الأضحية: الصدقة على الفقراء والمساكين، وتوثيق الصلة بذوي الأرحام والقربى، (فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)، وقال r: (فكلوا وادّخروا وتصدّقوا).
التكنولوجيات الحديثة
و وسائط التواصل الاجتماعي تعزز صلة الأرحام
يصر الكثير عشية كل عيد على شن حملة شعواء على الوسائل التكنولوجية ووسائط التواصل الاجتماعي بدعوى أنها قضت على صلة الأرحام و حدت من التواصل بين الأقارب. حيث أصبح البعض يكتفي بالرسائل القصيرة والمكالمات الهاتفية ورسائل الفيسبوك و التغريدات وغيرها في نقل التهاني بدل التنقل بنفسه كما جرت عادة الأجداد إلى أقاربه. الحملة التي اعتاد خوضها الذين ما انفكوا متموقعين موقع الرفض لكل جديد طارئ في حياة البشرية قبل أن يقفوا على أهميته بعد حين ويدركوا أنهم كانوا متأخرين في استيعاب مقاصده ومحاسنه رغم تصدرهم منابر الناس.
المسلمون اليوم أدركوا بحكم التجربة والواقع أهمية هذه الوسيلة التي حققت لهم ما لم يتحقق لأسلافهم من تواصل الأرحام وتبادل التهاني.
حيث يسرت سبل ذلك. فقد رفع عن المسلم الكلفة ومشقة التنقل أميال كثيرة بتكاليف مضاعفة كل عيد ليهنئ قريبا أو صديقا. هذا إن تمكن من السفر فقد ظل الكثيرون لا يجدون حيلة لذلك خاصة أولئك الذين يقضون أعيادهم في الثكنات ومراكز العمل أو يوجد ذووهم في المهجر أو في ولايات نائية. ذلك أن الوسائل التكنولوجية الحديثة ذللت كل هذه الصعاب وأضحى المسلم في أي مكان يتواصل بالصوت والصورة مع أهله وأصدقائه فرادى وجماعات. بل ان هذا الفضاء سمح له بربط تواصله مع مئات أو آلاف الأصدقاء المسلمين في شرق الأرض وغربها في مشهد عظيم لم يألفه أو ربما لم يحلم به أسلافنا فتضاعف الأجر وتحقق التواصل والتعارف بلا حرج أو مشقة. فأين المناوئون لهذه الوسائل من هذه المقاصد والأهداف. والغريب أن الذين تزعموا حملة المناوئة اتخذوا من الوسائط الاجتماعية وسيلة لذلك مما يكشف عن تناقض رهيب في الفهم والسلوك وتكييف القضايا وتحقيق المناط وتنقيحه وبما لا يؤهل هؤلاء لتصدر منابر المسلمين وقيادة الرأي العام مستقبلا
ع/خ
الله ضامن بنجاح تشريعاته في تقسيم التركة
قبل أن تتكلم سورة النساء عن احتكام الميراث بدأت في الآية الأولى بتقرير وحدة النوع الإنساني، وهو تنبيه إلي أن تفتيت الثروة لصالح الورثة هو نوع من تقوية الوحدة الاجتماعية وتغييب الأنانية في التعامل مع الثروة جمعا وإنفاقا، بل لما كان المال عماد التنمية فانه عماد الاجتماع الإنساني القائم على التعاون وحماية الفئات الضعيفة كالفقراء واليتامى ولأن وحدة النوع الإنساني قضية أبدية دائمة تجتهد البشرية في الوصول إليها، وهي بتأسيسها لفكرة الدولة إنما هي في مرحلة مهمة من مراحلها فحسب، ولما تم ربط أحكام الميراث بهذه الفكرة المهمة دل ذلك على أن هذه المواريث وسيلة مهمة في نضال البشرية للوصول إلي هذه الغاية، لذا كان المسلم يمتاز بقيمة تربوية وعقدية في قلبه وعقله وهي ضرورة اتحاد البشر انتهاء. كما هم متحدون في النوع ابتداء، و لاشك في حاكمية هذه القاعدة في صنع السياسات التربوية والعقدية والمالية، فالناس كلهم لآدم والمال لله وهم شركاء فيه.
وقد تكون هذه الفكرة ميتافيزيقية أو طوباوية في نظر بعض المفكرين والسياسيين. لذلك قرنها النص القرآني بنداء لعالم الإنسان من الله وهو عالم الغيب بقوله: يأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة، وهذا النداء كفيل بالإجابة علي كل الشبهات والاستفسارات التي يثيرها المشككون، من ناحية الاطمئنان إلى تفصيلات هذه الأحكام الميراثية، التي بإمكان الإنسان أن يأتي ببدائل عنها ويستحسن صيغا قانونية أخرى مبررة عقلا وواقعا، لكن أين الضمانات التي يمكن تقديمها لنجاحها وتوصيلها إلى وحدة النوع الإنساني والاجتماعي وإزالة الأنانية في التعامل مع الثروة، ومن غير الخالق يستطيع تقديم هذه الضمانات؟ في الدولة الحديثة يتم وضع مخططات وتقديم دراسات علمية وإحصائية يتم من خلالها دراسة جدوى السياسات وتقديم الضمانات والوعود، .. وقد ينجح الأمر بمستويات اقل على المستوى الدولي والإقليمي، لكن هل يمكن أن ينجح الأمر في تقديم ضمانة أو وعد بنجاح تشريع ما على المستوى الإنساني، ومن هي الجهة المخولة بتقديم هذا الضمان أو الوعد وما هي مصداقيتها؟ إن الضامن هو الله وحده الذي قدم وعدا بنجاح تشريعاته.
فتاوى
من هم الأقارب والأهل الذين واجبة صلتهم في مجال صلة الرحم؟
الأقارب الذين تجب صلتهم هم كل من ينتسب إليك من جهة أبيك أو أمك أو جدك أو جدتك وهم درجات، فأولاهم بالصلة والبر الوالدان ثم الإخوة والأخوات ثم الأعمام والعمات ثم الأخوال والخالات وأولاد كل منهم، ثم الأصهار وهم أقارب زوجتك إن كانت لك زوجة. وليس هناك حد للمدة التي يعد من تجاوزها قاطعا للرحم، وإنما يعمل في ذلك بالمعروف المعتـاد، وحسب ظروف كل شخص، على أن الأمر سهل اليوم، فبإمكان الشخص أن يكلم والديه أو أقاربه بالهاتف كل أسبوع إن كان بعيدا، ويشق عليــه زيارتهــم، كما لا يخفى أن الزيارة تتأكـد في المناسبات التي تجتمع فيها العائلة سواء كانت مناسبات عامة كالأعياد أو مناسبات خاصة كفرح أو قرح يمس أحد الأقارب.
هل يمكنني البحث عن والدتي بعد أن أهملتني منذ صغري؟ فكفلتني عائلة أخرى؟ وهل عليّ أن أسامحها؟
يقول الله عزّ وجل:» ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن»، وقال «وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا» والآيتان وغيرهما من الآيات التي تحثّ كلها على الرفق بالوالدين، وخفض الجناح لهما. فإن ابتُليت والدتك بما جعلها تتخلى عنك وأنت صغيرة، فالأحرى بك أن تتلطفي بها وإن أذنبت، وأن تشفقي عليها، وأن تقدري الأسباب والعوامل التي دفعتها إلى ارتكاب ما ارتكبته من خطأ وزيغ عن الصواب. فالصفح الجميل عن الهفوة والزلّة خلق من أخلاق القرآن الكريم، وفضيلة من فضائل الإسلام العظيم، وجانب من هدي النبي صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى «ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم…» فما بالك إن كان المخطئ هو والدتك التي أمر الله تعالى أن تخفضي لها جناح الذل من الرحمة، فلا حرج ولا مانع شرعا من البحث عنها وبرّها، فعسى أن تكون قد تابت إلى الله تعالى توبة نصوحا.
وزارة الشؤون الدينية
قميص فريق «روستوف» الروسي مستوحى من سجادة
أعلن فريق «روستوف» الروسي عن قميصه الرابع للموسم الجديد، المستوحى تصميمه من سجادة خاصة لأحد مشجعي الفريق. وحسب تقرير صحفي لبعض الوكالات فان الأمر بدأ حينما خسر «روستوف» على ملعبه في إحدى المباريات. وهي الخسارة التي دفعت أحد مشجعي الفريق لاصطحاب سجادته معه إلى الملعب، لاعتقاده أنها تجلب الفأل الحسن فكانت المفاجأة! وهي فوز «روستوف» بأربعة أهداف دون رد. وانتشرت صورة المشجع وسجادته في المدرجات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لتقوم إدارة النادي بدعوة المشجع لحضور تدريب الفريق ويبدو أن الاعتقاد بالفأل الحسن انتشر بشدة داخل النادي، حتى دفعه لإصدار قميصه الرابع بشكل مستوحى من تصميم السجادة.