الثلاثاء 8 أفريل 2025 الموافق لـ 9 شوال 1446
Accueil Top Pub

في يومه العالمي: الضمير.. وازع إيماني نفسي ورقابة ذاتية للإنسان

يحتفي العالم اليوم بيوم الضمير بوصفه –كما تقول الأمم المتحدة-نبراسا يذكّرنا بدوره الجوهري في دفع النفوس إلى دروب السلم والصفح والاحترام المتبادل. وهو يوم -تضيف-ما أُعلن عنه إلا ليوقظ فينا جذوة التأمل الأخلاقي، ويستحثّ فينا الرحمة، في زمن تشتدّ فيه الأزمات وتتقاطع فيه التحديات على امتداد الأفق. فهو بذلك كله دعوة صادقة إلى شعوب الأرض قاطبة للتشارك في حوار يشفّ عن تعاطف، وسلوكيات تستبطن وعيًا، ومواقف تذود عن كرامة الإنسان، وتؤمن بأن التنمية الحقة لا تستقيم إلا على أساس من التعايش والوئام بين الثقافات، وتقدير للتنوع لا بوصفه تحديًا، بل مصدر غنى وثراء.وبهذا اليوم، تجدّد الأمم المتحدة توكيدها بأن لا سلام بلا ضمير، ولا عدالة بلا مسؤولية مشتركة، ولا إنسانية بلا تضامن. فبمثل هذه المبادئ تسمو الأمم، وتُشيّد معالم عالم أكثر تناغمًا، أعدل في جوهره، وأشمل في إنسانيته.
وقد وردت تعريفات كثيرة للضمير خلاصتها أنه خاصية عقلية باطنية واستعداد نفسي للحكم على الأفعال تحسينا أو تقبيحا،صوابا أو خطأ، حثا أو نهيا، بما يحقق العدل ويحمي القيم من منظور صاحبه، ويترجم ذلك من خلال جملة مشاعر وأحاسيس بالرضى على الفعل والانشراح له أو الندم والتأنيب.

ولئن أكدت نصوص الشريعة الإسلامية واجتهادات المدارس الكلامية والصوفية والأخلاقية والفقهية الإسلامية على أهمية الضمير ودوره في الرقابة الذاتية على تصرفات الإنسان لتكون موافقة لهدي الإسلام وبينت وسائل تربيته في النفس الإنسانية؛ إلا أنها ترى فيه وازعا دينيا يرشد النفس إلى حسن الأخلاق وفضائلها ويوطنها على الوقوف عند حدود الله تعالى، ويؤنبها إن انحرفت عن ذلك أو وقعت في المحظور، وهو بهذا يخالف ما يسعى البعض لتسويقه من مفاهيم حول الضمير ليجعلوا منه حاكما في حد ذاته على تصرفات الإنسان ومواقفه النظرية والعملية وموجها للسلوك الأخلاقي والاجتماعي، بغض النظر عن مدى موافقة هذه الأحكام للشريعة الإسلامية أم لا، وهو بهذا يعد مقابلا للدين وبديلا له؛ فالإسلام يحث على الرقابة الذاتية للإنسان على سلوكه وموقفه؛ لكن معيار حسن أو قبح ، صلاح أو فساد تلك المواقف هو الدين، فالدين هنا ضمير الضمير ومصدره في إصدار أحكامه على أفعال الإنسان.
فجوهر الضمير في الإسلام هو الرقابة الذاتية التي تتشكل عند المسلم من خلال التزامه بأحكام دينه؛ وقد كشفت بعض آيات القرآن الكريم عن ذلك، من خلال تأكيدها على اطلاع الله تعالى على نفس الإنسان ومراقبته لأفعاله؛ منها قوله تعالى: أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ [الزخرف: 80]، وقوله تعالى: مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ [ق: 16-18]. وقوله تعالى: يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ[غافر:19]،وغيرها من الآيات الدالة على ذلك، وهو ما يستشعره المسلم في حياته فحيثما وجد فإنه يراقب الله تعالى لعلمه أنه مطلع عليه فينبغي أن يكون سلوكه موافقا لأحكامه ظاهرا وباطنا، نفسا وبدنا، ويفرق بين الحق وهوى النفس، فيتهذب سلوكه ويتقوم خلقه، ويخلص في عمله ويتقنه؛ ولا يظلم الناس أو يهضم حقوقهم في السر أو في العلن، وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَمَا كُنْتُمْ[الحديد:4]، ولذك جاء عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن» رواه الترمذي وقال: حديث حسن، وقد بين رسول صلى الله عليه وسلم أهمية صوت الضمير في بيان الصالح من الفاسد من الأعمال فروي  عن النواس بن سمعان الأنصاري رضي الله تعالى عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(البر حسن الخلق، والإثم ما حاك في نفسك، وكرهت أن يطلع عليه الناس)، [رواه مسلم] وعن النعمان بن بشير رضي الله تعالى عنه:قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب) [متفق عليه] وفي الحديث: (دع ما يريبك إلى ما لا يريبك، فإن الصدق طمأنينةٌ، وإن الكذب ريبةٌ) رواه أحمد والترمذي عن الحسن رضي الله تعالى عنه، فالضمير في هذه الحال يعد مظهرا من مظاهر عمل الفطرة في النفس البشرية، ولا غرابة أن يقول فيكتور هيغو (الضمير هو صوت الله في الإنسان).
وقد أورد الباحث السعيد صبحي العيسوي ضوابط معيارية للاستفادة من الضمير؛ منها: أن يفسر الضمير بمعنى الوازع الإيماني ومراقبة الله تعالى؛ فهذا المعنى يحيي الضمائر ويوقظ فيها معنى المراقبة لله تعالى والاحتساب فيما يفعله والأمانة وألا يكون الضمير بديلاً عن الدين في إثبات الحكم الشرعي:أن يكون صاحب الضمير على حظ من العلم والفهم يميـز بهما:أن يكون صاحب الضمير على ديانة وورع.
ولذلك فإن المسلم مطالب في أن ينمي ضميره بالمفهوم الإيماني السابق ويعززه ويترجمه على مستوى النفس وعلى مستوى الواقع؛ فيطهّر نفسه من الحسد والعجب والكبر لأن الله تعالى مطلع عليه، ويتقي الله تعالى في السر والعلن، فلا ينتهك محرماته وينتهي عن نواهيه، ولا يقصر في طاعاته لله تعالى، ولا يلحق الأذى المعنوي أو الحسي بالناس، بلسانه أو يده،ولا يقصر في حقوقهم المالية والأدبية، وأن يخلص في عمله ويتقنه، وأن لا يغش في علمه أو عمله وحرفته، وتعليمه وقضائه وطبه ونصحه وتربيته وشتى ضروب معاملاته مع الناس؛ وليمارسها بضمير يقظ يراقب الله تعالى ويخافه، لأن الله تعالى يعلم ما يظهره وما يخفيه عن الناس، ومن فعل ذلك فقد بلغ درجة الإحسان في العبادة، وفي الحديث: (الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك) [متفق عليه].
ع/خلفة

أزمة غزة كشفت موت الضمير الإنساني عند البعض
لقد ربطت الأمم المتحدة الضمير بالسلام العالمي والعدالة والمسؤولية والإنسانية، وقالت: لا سلام بلا ضمير، ولا عدالة بلا مسؤولية مشتركة، ولا إنسانية بلا تضامن، لكن هل بقي للعالم ضمير حي وهذه المبادئ تغتال على مرأى الجميع بفلسطين، والعالم يشاهد مجازر فظيعة قتلا للأطفال وللنساء وللمدنيين، وتجويعا لهم وحصرا وانتهاكا لكل القيم والأخلاق والأعراف والقوانين الدولية منذ قرابة العامين في غزة الصامد؟ فأي حديث عن السلام وهو يغتال وتجهض كل فرص تحقيقه، وأي حديث عن العدالة في عالم يميزه ازدواجية معايير حقوق الإنسان ونفاذ القوانين الدولية، وماذا بقي من صفات الإنسانية وخصائصها والقانون الدولي الإنساني ينتهك بشكل فظيع، ولا استجابة لصراخ الأطفال وأنين الضحايا؟
إن الحديث عن الضمير يقتضي قبل ربطه بتلك القيم والمبادئ الإنسانية إعادة إحيائه في النفوس ليغدو لها سجية ورقابة ذاتية ترفض بموجبه الظلم والاعتداء والقتل والتشريد، وتعترف بحق الإنسان في الحياة وحق الشعوب في الدفاع عن أرضها وكرامتها وتقرير مصيرها، ومحاصرة النظريات والمذاهب والقوانين التي تحول دون تفعيله، أو تعطي لفئة أو طائفة أو دولة امتيازا يجعلها فوق القانون وفوق الأخلاق وفوق العدالة وفوق حقوق الإنسان، ينبغي قبل ذلك تطبيق مقتضيات الضمير الإنساني في أن يكافئ المحسن ويعاقب الجاني ويتوقف الظلم؛ إن الضمير يقتضي تأنيبا للذات تدفعها للثورة على الوضع الجائر والسعي للإصلاح وإقامة العدل،أما الحديث عن السلام والعدل والإنسانية في ظل موت الضمير أو غفلته لن يكون إلا شعارا جميلا يخفي قبحا مشينا في جبين البشرية.
ع/خ

فتاوى
هل بجب القطع في صيام ستة من شوال أم يجوز الصيام أياما متتالية؟
يجوز القطع والتتابع بالنسبة لصيام ستة أيام من شهر شوال. فالتتابع يشترط في صيام الكفارة.
هل يجوز للمرأة أن تصوم ستة أيام من شوال تطوعًا قبل قضاء الأيام التي أفطرتها من رمضان؟
إن الأصل أن تبادر المرأة إلى قضاء ما عليها من صيام قبل التطوع إذ ذمّتهـا مشغولة به، والنـبي صلى الله عليه وسلم قال:« فدين الله أحق أن يقضى».لكن إن تعذّر عليها الجمع بين القضاء والتطوع في شهر شوال، ورغبت في صيام ستة أيام من هذا الشهر الفضيل مصداقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم:«من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال، كان كصيام الدهر» رواه مسلم.كان لها ذلك ولا حرج عليها حيث ثبت أن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها كانت تقضي ما عليها من صيام في شهر شعبان، فلا حرج في ذلك والله عز وجل يقول في كتابه العزيز:« يريـد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر» البقرة 185.
هل تدفع الفدية مرة واحدة في آخر الشهر لفقير واحد؟
يجوز دفع الفدية مرة واحدة لشخص واحد. أو تقسيمها على عدة أشخاص، كما يجوز دفعها متفرقة على الأيام أو تقديمها في أول الشهر.أو تأخيرها إلى أخر الشهر والأمر في ذلك واسع.
موقع وزارة الشؤون الدينية 

التكبير جماعة جهرًا بصوت واحد سنة من هدي السلف
ينشر البعض بين المسلمين أن (التكبير في العيد جهرًا جماعة بصوت واحد لم يفعله الصحابة).ويستدلون بأن السلف لم يفعلوها !هكذا بكل جرأة على شرع الله تعالى، وافتراء على السلف .و الصحيح أن منع المسلمين من إظهار شعيرة من شعائر الإسلام وهي التكبير في العيد بدعة ومخالف لما عليه السلف.وبيان أدلة التكبير الجماعي بصوت واحد سنة وأنه من هدي السلف.
ما رواه البخاري في صحيحه:
الأول:وكان عمر رضي الله عنه، يكبر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد، فيكبرون ويكبر أهل الأسواق حتى ترتج منى تكبيرا، وكان ابن عمر يكبر بمنى تلك الأيام، وخلف الصلوات وعلى فراشه وفي فسطاطه ومجلسه، وممشاه تلك الأيام جميعا وكانت ميمونة: «تكبر يوم النحر» وكانت النساء يكبرن خلف أبان بن عثمان، وعمر بن عبد العزيز ليالي التشريق مع الرجال في المسجد.
الثاني: كان ابنُ عمرَ وأبو هريرةَ يخرجانِ إلى السوقِ في أيامِ العشرِ يُكبرانِ ويكبرُ الناسُ بتكبيرِهما قال بعضهم: إن الباء سببية أي بسبب تكبيرهم يكبر الناس !
وجوابنا: إن التكبير مشروع في الأصل في كل وقت وليس بسبب أحد كما في الآية، وإنما يكبر الناس لتذكرهم بهذه الشعيرة.قال شيخ الإسلام الموفق رحمه الله في المغني: (ويظهرون التكبير في ليالي العيدين، وهو في الفطر آكد، لقول الله تعالى {ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون} [البقرة: 185] وجملته أنه يستحب للناس إظهار التكبير في ليلتي العيدين في مساجدهم ومنازلهم وطرقهم، مسافرين كانوا أو مقيمين، لظاهر الآية المذكورة.....ومعنى إظهار التكبير رفع الصوت به،واستحب ذلك لما فيه من إظهار شعائر الإسلام، وتذكير الغير، وكان ابن عمر يكبر في قبته بمنى، يسمعه أهل المسجد فيكبرون، ويكبر أهل الأسواق، حتى ترتج منى تكبيرا.قال أحمد: كان ابن عمر يكبر في العيدين جميعا، ويعجبنا ذلك).
قال فارس الخزرجي:وقد دل الإجماع على مشروعية التكبير كما نقله الموفق، والنووي وابن تيمية وابن رجب رحمهم الله.أما (صفة التكبير جماعة) تتضح من خلال صورة التكبير التي يكبرون بها الصحابة رضي الله عنهم أجمعين وهي:أن الصحابة عمر وابنه وأبا هريرة رضي الله عنهم إذا بدأوا بالتكبير يكبر الناس بتكبيرهم فتتحد التكبيرات، ولا يمكن أن يكبر كل واحد منهم على حدة؛ لأن الدليل نص على أنهم يكبرون.

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com