أوصى أساتذة جامعيون وباحثون بضرورة الحرص على إبراز جهود علماء الجزائر وتونس في خدمة التراث الإسلامي في مختلف مجالاته الشرعية والأدبية واللغوية والإنسانية وغيرها، ملحين على أهمية تعزيز الشراكة وتوثيقها بين جامعتي الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية وجامعة الزيتونة في مختلف المجالات العلمية والتكوينية؛ باعتبارهما جامعتين رائدتين في الدولتين وتشتركان إلى حد كبير في ميادين وتخصصات ومعارف تقدمانها لطلابها؛ لاسيما في ميدان علوم الشريعة وبينهما اتفاقية أكاديمية.
وفي توصيات توجت أشغال يومين كاملين من فعاليات ملتقى دولي مشترك حول «المدخل السياقي للحديث النبوي الشريف –أسسه النظرية وتطبيقاته عند أعلام الجزائر وتونس».بادرت إلى تنظيمه جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة وجامعة الزيتونة بتونس بالشراكة، شارك فيه أزيد من 30 أستاذا من جامعات الجزائر وتونس ولبنان وبعض مراكز البحث تليت في اختتام الأشغال مساء الأربعاء إلى الخميس، أكد المشاركون على أهمية إبراز خصوصية البلدين في فهم القضايا المعاصرة وتناول مسائل معرفية مميزة، ولذلك دعوا إلى تشجيع الباحثين وطلبة ما بعد التدرج والماستر لتناول الشخصيات الجزائرية والتونسية في البحوث الأكاديمية الجامعية على اعتبار أن مثل هكذا بحوث تمتاز بمصداقية أكبر وأكثر عمقا في ميدان البحث العلمي لما يسبق إقرارها من تحكيم علمي ومناقشات علنية، ودعوا إلى نشر ما أمكن من تراجم علماء الجزائر وتونس المخطوطة مع تبني جامعة الأمير عبد القادر وجامعة الزيتونة له؛ لأن هذا النشر كفيل بإبراز جهود علماء الجزائر وتونس في شتى الآداب والعلوم والفنون، وإسهامهم في الحضارة الإسلامية خصوصا والحضارة الإنسانية عموما؛ لاسيما وأن إسهامهم لم يكن أقل من نظرائهم بالمشرق الإسلامي بل فاقه في بعض الفترات التاريخية كما تشهد بذلك الآثار المادية واللامادية وتأسست دول في الغرب الإسلامي قادت زمام الحضارة الإسلامية أطوارا.
وفي سياق ذي صلة مباشرة بموضوع الملتقى دعا المشاركون إلى الاشتغال على المعجم اللغوي العربي القديم الذي ارتجله الرسول صلى الله عليه وسلم منذ بعثته وعقد ندوات علمية تشتغل على المعاني النحوية في الحديث النبوي الشريف، مع طبع ونشر أعمال هذا الملتقى العلمي لما يكتسيه من أهمية بالغة على الصعيدين العلمي والتاريخي.
كما قدم اقتراحان عنوانا للملتقى المقبل بجامعة الزيتونة الأول حول غريب الحديث النبوي الشريف دراية ورواية عند أعلام تونس والجزائر قديما وحديثا، والثاني درء تعارض الأدلة بين النصوص في الحديث النبوي الشريف-أسسه النظرية وتطبيقاته-عند علماء تونس والجزائر.
تجدر الإشارة إلى أن هذا الملتقى الذي استقطب عشرات المشاركين قد عالج بالدرس والوصف والتحليل والنقد والمقارنة مظاهر ومجالات توظيف علماء الجزائر القدامى والمحدثين لسياق الحديث النبوي الشريف، مقالا ومقاما، لحظة صدور الحديث النبوي وميلاده قديما أو لحظة إسقاطه وتنزيله في الواقع ماضيا وحاضرا من قبل العلماء؛ في ميدان الشريعة واللغة والأدب والتاريخ، ومنهم: ابن خلدون و التلمساني وقرقول الوهراني وأبو الحسن بن القابسي، وابن مرزوق الخطيب وأحمد بن عبد الله الجزائري، والسنوسي، وابن خروف الإشبيلي، وعبد الكريم بن الفكون، وأبو يعلى الزواوي، وابن رشيق المسيلي القيرواني، وعبد الكريم الجزائري، ومحمد الطاهر بن عاشور والإمام عبد الحميد بن باديس، والشيخ محمد الخضر حسين، ومحمد البشير النيفر، ومحمد بن يوسف إطفيش، والشيخ أحمد حماني وغيرهم من أعلام الجزائر وتونس منذ القدم.
وقد استقطب الملتقى أسماء بارزة في عالم الفكر الإسلامي على غرار الأستاذ الدكتور عبد المجيد النجار الأستاذ الأسبق بجامعة الأمير الذي عاصر الشيخ محمد الغزالي في سنوات الجامعة الأولى، قبل أن يحط الرحال مدرسا في جامعات عربية وغربية كثيرة وبحوزته اليوم عشرات الكتب والمقالات العلمية في تخصص العقيدة والفكر الإسلامي والفقه والمقاصد وغيرها وكان أمسنا مساعدا في الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين وعضو المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث، وإلى جانب مداخله في الملتقى فقد أشرف خلال أيام الملتقى على تقديم محاضرات تأطيرية لطلبة الماستر بكلية أصول الدين وكلية والشريعة والاقتصاد، وكذا الأستاذ الدكتور قريسة هشام مدير معهد الحضارة الإسلامية والمدير الأسبق لجامعة الزيتونة، وكذا المدير الحالي لجامعة الزيتونة الذي أشرف بمعية مدير جامعة الأمير على افتتاح الملتقى وغيرهم من الأساتذة من ولايات الجزائر وتونس ولبنان.
ع/خلفة
ضرورة حماية الشباب من الآفات الاجتماعية
وصال حسيني /جامعة الأمير عبد القادر
تعد حماية الشباب عموما والطفولة خصوصا من الآفات الاجتماعية كالتدخين والمخدرات، مسؤولية مشتركة تقع على عاتق الأسرة والمجتمع والدولة، نظرًا لما تسببه هذه الآفات من أضرار على الصحة الجسدية والنفسية للأطفال.
والمخدرات آفة هذا العصر، وفي غياب الرقابة الأسرية والمدرسية والاجتماعية سيتفاقم الوضع وستنجر عنه مشكلات للأطفال؛ كالانحراف والجريمة والعزلة وغيرها من الأمراض الجسديّة والنفسيّة.
لذلك فإن الأسرة هي الحصن الحصين الذي يحتمي به الطفل من مخاطر هذه الآفات، فيجب أن تكون نموذجًا إيجابيًا للامتناع عن التدخين أو تعاطي المخدرات وذلك من خلال تعزيز الحوار المفتوح مع الأطفال حول خطورة هذه السلوكيات وتحفيزهم على القيام بالأنشطة الرياضيّة والثقافيّة، لشغل وقتهم بطرق مفيدة، مع القيام بحملات توعوية في المدارس والمجتمع لشرح مدى خطورة التدخين والمخدرات بشكل علمي ومؤثر، كما أن تطبيق القوانين بحزم لمنع بيع هذه المواد وتداولها في أوساط القاصرين، ومراقبة الأماكن التي قد يتعرض فيها الأطفال لهذه الآفات يعتبر جزءًا أساسيًا من الجهود الوقائية وكذا التوعية المستمرة والتعاون بين مختلف الجهات هو السبيل الأمثل لحماية الطفولة وضمان نموهافي بيئة صحية وآمنة.
تجوب مساجد الولاية خلال ثلاثة أيام
قافلة علمية حول علماء تيزي وزو و إسهاماتهم الفكرية والنضالية
تجوب قافلة علمية منذ أمس الأول الخميس وإلى نهار اليوم مختلف مساجد ولاية تيزي وزو بمبادرة من مديرية الشؤون الدينية والأوقاف للولاية تحت إشراف وزارة الشؤون الدينية والأوقاف بمناسبة الذكرى الـ70 لاندلاع الثورة التحريرية المباركة، وقد حملت القافلة عنوان: قوافل العلم والإيمان من الثورة إلى النهضة، وحملت شعار «علماء تيزي وزو وإسهاماتهم الفكرية والنضالية»، ويؤطرها ثلة من إطارات الوزارة وأئمة من مختلف الولايات، الذين يجوبون مختلف المساجد خلال الأيام الثلاثة.
وحسب ما استفيد من مديرية الشؤون الدينية والأوقاف لولاية تيزي وزو فقد انطلقت القافلة صباح الخميس من دار الثقافة مولود معمري بتيزي وزو بحضور مسؤولين محليين ومركزيين وأئمة المساجد والمرشدات الدينيات وشيوخ الزوايا والطلبة والأعيان .
وقد قدمت حسب ذات المصدر في أشغال الانطلاق محاضرات قيمة منها:’الشيخ السعيد اليجري مناقبه وآثاره’للأستاذ يحيى لطرش، ومحاضرة بعنوان ‘مدرسة الشيخ سيدي عبد الرحمن اليلولي الإقرائية، معالم وأعلام’للدكتور سمير جاب الله،ومحاضرة بعنوان ‘الشيخ بلميهوب حياته وآثاره’ الأستاذ فريد عتيق.
دورة تدريبية لأئمة من الجنوب بالتعاون مع اليونيسيف
استفاد عشرات الأئمة من الجنوب الجزائري خلال أسبوع من دورة تدريبية في إطار عمليات التعاون بين يونيسف الجزائر، وزارة الصحة ووزارة الشؤون الدينية والأوقاف الجزائر، هذا التدريب الذي حمل عنوان:« الاتصال خلال الأزمات، والتواصل الاجتماعي»، استفاد منه 30 إماما و16 مرشدة دينية من ولايات؛ أدرار، تيميمون، المنيعة وعين صالح وأطره السيد رضوان سمار عضو مكتب اليونسيف، وقد حضر عن مكتب اليونسيف بالجزائر السيدة ليلى ذهبي منسقة المكتب الجزائر، السيد مدير الشؤون الدينية والأوقاف لولاية أدرار.
كما استفاد 26 إماما و14 مرشدة دينية من ولايات؛ الوادي، الأغواط، ورقلة، غرداية وتوقرت، تحت عنوان:« الاتصال خلال الأزمات، والتواصل الاجتماعي»، وقد أطرها الدكتور طارق حجوج وقد اختتمت يوم 27 نوفمبر 2024 بولاية الوادي.
صدى المنابر
مخالفة وعدم احترام قوانين المـــــــرور معصيــــــــة
عباد الله: ما مِن يوم ينقضي إلا ونسمع عن عددٍ من حوادث المرور المفجعة المخيفة المفزعة التي تحصد الأرواح أكثر مما تحصدُ الحروب، حتى سميت بإرهاب الطرقات.
أيها المؤمنون: النفس البشرية لها حرمة كبيرة جدا، و لقد نهى الإسلام عن إلحاق الضرر بالنفس أو بالغير كمظهر من مظاهر المحافظة على النفس؛ قال جلَّ وعلا:﴿وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا﴾ - النساء: 29- كما نهى الإسلام عن إلقاء النفس في التهلكة؛ قال تعالى: ﴿وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ﴾ [البقرة: 195] وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ»، رواه الحاكم في «المستدرك» وصححه على شرط مسلم.
عباد الله: يجب على السواق ومستعملي الطريق التعقل أثناء السياقة؛ لأن مخالفة وعدم احترام قوانين المرور يُعد إثما ومعصية كيف لا؟ وهذه النظم والقوانين التي وضعتها الجهات الوصية تخدم بالدرجة الأولى مصلحة الفرد والمجتمع؛ لأنها توفر السلامةَ والأمن والأمان لسالكي الطريق.
- عباد الله: يظن كثيرون خطأ، أن قانون السير، غير ملزم شرعا، لأنه وضعي. فجهلوا أنه من المصالح المرسلة، المشروعة دائما والملزمة حتما. وفد أفتى العلماء، بوجوب احترام قوانين السير وعدم مخالفتها. فيكون كل مخالف لها، آثما ديانة أمام الله تعالى، لا مسؤولا فقط أمام القانون قضاء.
ولهذا ينبغي أن يلتزم الجميع بهذه النُظم وتلك القوانين؛ لأنها وضعت لِمنعِ الأذى، جاء في الحديث الذي رواه البخاري في صحيحه قال النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: (إِيَّاكُمْ وَالجُلُوسَ علَى الطُّرُقَاتِ، فَقالوا: ما لَنَا بُدٌّ، إنَّما هي مَجَالِسُنَا نَتَحَدَّثُ فِيهَا، قالَ: فَإِذَا أَبَيْتُمْ إِلَّا المَجَالِسَ، فأعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهَا، قالوا: وَما حَقُّ الطَّرِيقِ؟ قالَ: غَضُّ البَصَرِ، وَكَفُّ الأذَى، وَرَدُّ السَّلَامِ، وَأَمْرٌ بالمَعروفِ، وَنَهْيٌ عَنِ المُنْكَرِ).
أيها الإخوة الكرام: إن الله جلَّ شأنه حَمَى النفسَ البشرية، وأكَّدَ حقها في الحياة عندما اعتبر قتْلَ نَفْسٍ واحدةٍ قَتْلًا للبشرية كلِّها، وإحياءها إحياءً للبشرية كلها، يقول تعالى: ﴿مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُون﴾ [المائدة: 32]، عباد الله: لقد أمرنا الله بحفظ النفس لا بإتلافها، فقال سبحانه: وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا) [النساء: 29]. وقال صلى الله عليه وسلم: (لزوال الدنيا أهون على الله من إراقة دم) رواه مسلم. فاتقوا الله عباد الله
عباد الله: قد يقول البعض أن هذه الحوادث قضاء وقدر. وهذا سوء فهم للدين؛ نعم إنَّ الأقدارَ بيد الله، ونحن نقر جميعا بأن قدر الله لا مفر منه، وكلّ ما يجري في الكونِ بقضاء الله وقَدَره، ولكن هل فعلنا أسباب الحماية والوقاية؟!
أخي السائق: إذا كنت السببَ في إتلاف النفوس والأموالِ، فأنت تتحمل المسؤولية وتبوء بالإثمِ وعذاب الله يومَ القيامة.
د/ مسعود بوسعدية – أمين المجلس العلمي وإمام خطيب بمسجد المجاهدين-تاكسنة – ولاية جيجل-.