السبت 23 نوفمبر 2024 الموافق لـ 21 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

إلى جانب التشريعات والقوانين: البيئة السليمة ضمانة أساسية لتمتع الطفل بحقوقه

أكدت الشريعة الإسلامية ومختلف الاتفاقيات والمواثيق والقوانين الدولية والإقليمية والوطنية على جملة حقوق للطفل؛ سواء ما تعلق منها بالحقوق الطبيعية أو ما تعلق بالحقوق المدنية، ووضعت لها جملة ضمانات وآليات لتحقيقها من جهة وحمايتها من جهة ثانية؛ لكن تمتع الطفل بهذه الحقوق لا تكفي فيه صرامة القانون وردعية الإجراءات؛ بل لا بد قبل ذلك من توفير محيط أسري واجتماعي وثقافي ملائم لنمو الطفل نموا طبيعيا بدنيا ونفسيا وفكريا واكتسابه بشكل تدريجي مضمون ما أوجبته له التشريعات من حقوق، واكتشاف مواهبه وصقلها وتوجيهها، لينطلق في الحياة بشخصيته المستقلة، فإذا لم تتشبع الثقافة الأسرية والاجتماعية بقناعات حقيقية تجاه حقوق الطفل وتتحمل مسؤوليتها التربوية فإن تلك الحقوق ستغدو مجرد شعارات تدون في الوثائق وتجهض أسريا واجتماعيا قبل تمثلها في واقع الطفولة.

وفي آيات كثيرة من كتاب الله تعالى نتلمس مدى أهمية الأسرة في تنشئة الطفولة وتهيئتها لتقبل حقوقها واكتمال أهليتها؛ فقصة لقمان مع ابنه ووصيته له من شواهد ذلك؛ قال الله تعالى: ﴿يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا أَصَابَكَ ۖ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (17)وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (18) وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ ۚ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ (19)﴾ [ لقمان]، في هذه الوصايا معالم تربية عقدية وفكرية وتعبدية وسلوكية ونفسية واجتماعية شاملة للطفل يستقبل بها قادم أيامه وسنوات عمره؛ فكأنها حليب طبيعي يأخذه وهو صغير ليكون لح لقاحا وغذاء قبل اكتمال نموه.
وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم أهمية الأسرة في تنشئة الطفل فروي عنه قوله: (مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلَّا يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ)، متفق عليه، ولذلك مارس الرسول صلى الله عليه وسلم بنفسه تربية الأطفال تربية أسرية سليمة متناغمة وهدي الشريعة السمحة، من ذلك عن عمر بن أبي سلمة رضي الله عنهما قال: كنت غلامًا في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت يدي تطيش في الصحفة، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا غلام، سمِّ اللهَ، وكل  بيمينك، وكُلْ مما يليك))؛ متفق عليه، وغيرها من مواقفه التربوية مع صغار الصحابة والسبطين الحسن والحسين رضي الله تعالى عنهما، كما كان صلى الله عليه وسلم يأمر أصحابه بأن يعدلوا بين أبنائهم.
ففي مختلف التشريعات الإسلامية والقوانين الدولية والوطنية تأكيد على حق الطفل في الحياة والكرامة والملكية والحرية، وفي النمو الطبيعي بدنيا ونفسيا عقليا، وحقه في الانتساب لأسرة للحضانة والنفقة والانتماء، وحقه في الأكل والصحة والعلاج، وحقه في اللعب والترفيه والرياضة، وحقه في التعلم والثقافة والتفكير والإبداع وحرية التعبير، وفي السلامة الجسدية والعقلية والنفسية، وحقه في الحماية القانونية والجنائية، ومنع كل استغلال له؛ جنسيا أو اقتصاديا، أو غير ذلك من أشكال الاستغلال، ومن كل الآفات الاجتماعية؛ والاعتداءات في حالتي السلم والحرب، وهذه الحقوق وغيرها مكرسة شرعا وقانونا؛ بيد أن ذلك يستلزم مرافقة أسرية واجتماعية مؤهلة لاحتضان مثل هكذا حقوق وتقبلها؛ ففي غياب المرافقة ستظهر هنات هنا وهناك تتسبب في حرمان شريحة من الأطفال من حقوقهم، أو تنشئتهم تنشئة غير سوية بأبوة أسرية واجتماعية طاغية، أو غائبة تماما.
بل إن العالم أجمع من خلال مؤسساته منوط به توفير بيئة سياسية واجتماعية عالمية ترافق البيئة القانونية لضمان تمتع الطفل بحقوقه؛ ولعل ما يحدث في غزة من حرمان الأطفال من أبسط حقوقهم كالحق في الحياة والحق في السلامة الجسدية والنفسية والحق في التعلم وضمان الحماية القانونية والجنائية يجعل المسؤولية الأممية أعظم لتوفير تلك البيئة بدل الاكتفاء باحتفاء سنوي تعاد فيه قراءة بنود اتفاقية تكاد تحفظ عن ظهر قلب.
ع/ خلفة

حقوق الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة مضمونة
لقد حرصت الشريعة الإسلامية على ضمان حقوق الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وسنّت لذلك ضمانات على مستوى النصوص والأحكام، ولذلك جاء في عهد حقوق الطفل في الإسلام الصادر عن منظمة المؤتمر الإسلامي (2005):م (16): الأطفال المعوقون وذوو الاحتياجات الخاصة
(1)للطفل المعوق أو ذي الاحتياجات الخاصة الحق في الحصول على رعاية خاصة بما يضمن حقوقه كاملة وبما يتناسب مع حالته وظروف والديه أو المسؤول عنه والإمكانات المتاحة.
(2)تهدف رعاية الطفل المعاق أو ذي الاحتياجات الخاصة، إلى تعليمه وتأهيله وتدريبه، وتوفير الوسائل الملائمة (الخدمات الطبية والنفسية والاجتماعية والتربوية والمهنية والترفيهية) لحركته لتمكينه من الاندماج في المجتمع، وينبغي أن تبذل له هذه الخدمات بالمجان أو برسوم زهيدة ما أمكن ذلك.

توفير الحياة الكريمة للطفولة استثمار في مجتمع متقدم
الطالبة: حليمة لوصيف /جامعة الأمير عبد القادر

تعد الطفولة من أهم المراحل العمرية في حياة الإنسان حيث تشكل الأساس الذي يتم عليه بناء شخصيته وقدراته المستقبلية، ورغم أن الأطفال هم قرة العين وزينة الحياة وأمل المستقبل لقوله تعالى « المال والبنون زينة الحياة الدنيا « الكهف 46 إلا أن الكثير منهم في شتى أنحاء العالم ما زالوا يواجهون تحديات كبيرة تهدد حقوقهم الأساسية بسبب الفقر والمجاعة إلى الحروب والاستغلال وغياب التعليم والرعاية الصحية.
والطفولة لا تحتاج إلى يوم واحد فقط؛ بل تحتاج إلى العمر كله؛ فلا تكون حقوق الأطفال مجرد حملة إعلامية أو موضوعا موسميا بل يجب أن تتحول قضايا الطفولة إلى أولوية يومية على جميع الأصعدة سواء على مستوى الحكومات أو المجتمعات والأفراد.
وقد حظيت الطفولة بمكانة عظيمة من منظور الشريعة الإسلامية حيث سبقت جميع المواثيق والاتفاقيات الدولية في تأكيدها لحقوق الطفل،فالتشريع الإسلامي أولى اهتماما بالغا بها، فحقوق الطفل في الإسلام تبدأ لحظة يكون الطفل جنينا، وبهذا يتعهد الإسلام بحماية حقوق الطفل بدءا من حقه في الرعاية الصحية، مرورا بحق التعليم، وصولا إلى حقه في الحماية من جميع أشكال العنف والاستغلال.
كما حرم الإسلام القتل أو إلحاق الضرر بالأطفال كما كان شائعا في المجتمعات الجاهلية؛ فقال الله تعالى: ﴿ وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ ۚ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا﴾ [سورة الإسراء: 31]، فأكد على حق الطفل في الحياة.
فالأطفال هم هبة الله تعالى إلينا يمن بها من يشاء ويمنعها على من يشاء لذلك يجب الحفاظ على هذه الهبة الربانية،ويوم الطفل يجب أن يكون تذكيرا مستمرا بأن الأطفال هم المستقبل وأن توفير الحياة الكريمة لهم ليس مجرد واجب إنساني بل هو استثمار في مجتمع متقدم،إن الطفولة أولوية تحتاج إلى ضمانات لتستمتع بحقوقها على أرض الواقع.

الطفولة في غزة:بين آلام الحرب وآمال السلام
في قلب غزة، حيث لا يلتقي الفجر بالسلام، تسرق الطفولة من بين أيدي أطفال لا يعرفون من الحياة سوى أنين القصف و أزير الرصاص، حيث تجتمع الأحلام الصغيرة مع الأوجاع الكبيرة. ففيها يعيشون في عالم يتناثر فيه الأمل كالغبار في الهواء، و هم ضحايا حرب لا تنتهي منذ ميلادهم.
حيث تشهد غزة دامية وحروبا متكررة تترك آثارا مدمرة على الأطفال، فقد الكثير منهم أحباءهم و أسرهم وتعرضوا لآلام جسدية ونفسية عميقة في ظل الظروف القاسية.
تشير الإحصائيات إلى مقتل آلاف الأطفال منذ بدء العدوان على غزة، كما تشير التقارير إلى أن الأطفال الذين كُتبت لهم الحياة يعانون من انعدام المؤونة في ظل حصار لفرض المجاعة الممنهجة.
لكن رغم ذلك يبقى الأمل... ففي كل زاوية من غزة تقتنص الكاميرات أطفالا يلعبون وسط الأنقاض، يتخذون من كل حائط أو شارع مسرحا للعب. هؤلاء هم الذين يثبتون للعالم أن الحياة ستستمر، وأنهم هم الباقون، وسيحيون على أنقاض الدمار.
فالطفولة في غزة ليست كغيرها، فأطفال غزة يولدون رجالا، هامات وقامات شعارهم الصمود.
أطفال غزة بحاجة ماسة إلى دعم المجتمع الدولي، لضمان حقوقهم في التعليم، الأمن والآمان والعيش الكريم، ومن واجبنا نحن أن نكون صوتا لهم في محافل العالم وان نعمل من أجل أن ينعموا بمستقبل مليء بالسلام بعيدا عن ويلات الحروب.

للطفولة المسعفة واجبات علينا
يعرّف الأطفال المسعفون بأنهم المحرومون من الأسرة بصفة نهائية والمتمثلون في: الطفل الذي فقد أبويه والسلطة الأبوية بصفة نهائية بقرار قاضي الأحداث. والطفل المهمل بقرار قضائي والطفل الذي يعرف نسبه والذي أهملته أمه عمدا ولم تطالب به ضمن أجل لا يتعدى ثلاثة أشهر، وكما تعرفه الصحة العمومية الطفولة المسعفة من الأمر 76,79 في المادة 246 هو الطفل المولود من أب وأم مجهولين ووجد في مكان ما وهو الولد اللقيط الذي لا أب ولا أم له.
ومن بين المشكلات التي تعاني منها هذه الفئة: صعوبة الاندماج في المحيط الاجتماعي للأسرة البديلة خاصة بعد معرفتهم بحقيقة كونهم أطفالا مجهولي النسب، وصعوبة الحصول على الوثائق للأطفال الذين لا يتم منحهم لقب عائلي والمصير المجهول للطفل المكفول بعد وفاة المكفلين، فقد يحدث أن يطرد المكفول ويرفض بقاؤه في الأسرة من قبل أفراد العائلة فتكون وجهته الشارع. لتستقبلهم المراكز المسعفة وهي مؤسسات مكلفة بالاستقبال والتكفل والرعاية ليلا ونهارا بالأطفال المسعفين من الولادة إلى سن التاسعة عشر وتضمن المصالح المكلفة بالنشاط الاجتماعي من خلال تدابير مناسبة والمرافقة والتكفل بهذه الشريحة في المجتمع.
وعند بلوغ الطفل المسعف ما فوق سن 19 يجب إدماجهم اجتماعيا ومهنيا، وهذا حسب المادة 124من القانون الخاص بحقوق الأطفال «يمكن أن يوضع الطفل الذي كان موضوع إيواء خارج مركز بموجب مقرر من لجنة العمل التربوي لمزاولة تكوين مدرسي أو مهني ويتم إيواؤه في هذه الحالة من قبل مسؤول التكوين في النفس المؤسسة أو لدى شخص أو عائلة جديرين بالثقة». وينبغي هنا تجاوز كل الصعوبة الإجرائية للتكفل بالطفل المسعف إداريا
وواجبنا نحو الطفولة المسعفة: التوعية حول قضايا الطفولة المسعفة من خلال حملات إعلامية وورش عمل مما يساعد في جذب المزيد من الدعم والمساعدة لهذه الفئة المحرومة، والتطوع في الأنشطة والبرامج التي تنظمها هذه المؤسسات مما يسهم في تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال، وتقديم التدريب توفير برامج تدريبية للعاملين في هذه المؤسسات لتحسين مهاراتهم في التعامل مع الأطفال المسعفين؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كافل اليتيم أنا وهو كهاتين في الجنة».

تتويج القارئ الجزائري البرعم محمد ياسين طباخ بالمرتبة الثالثة
توج القارئ الجزائري محمد ياسين طباخ بالمرتبة الثالثة في جائزة الكويت الدولية لحفظ القرآن الكريم وقراءاته وتجويده وتلاوته في دورتها الثالثة عشرة، باعتباره ممثلا للجزائر، في فرع حفظ القرآن الكريم كاملا لصغار الحفظة الأقل من 12 سنة. وقد تلقى فور تتويجه تهاني السيد وزير الشؤون الدينية والأوقاف الدكتور يوسف بلمهدي حيث أذاعت وزارته هذا النبأ بالصوت والصورة، وقد كان جميلا هذا التتويج الذي يؤكد تفوقا دوريا لممثلي الجزائر في مثل هكذا مسابقات، كما أنه جاء عشية الاحتفاء باليوم العالمي للطفولة.

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com