أكد رئيس جامعة الزيتونة التونسية السابق أن أكبر جالية طلابية حاليا بالزيتونة هي الجالية الجزائرية مشيرا في حوار قصير خص به النصر أن جامعة الزيتونة استقطبت قديما ومازالت تستقطب الطلبة الجزائريين وأن لها وللجامعات عموما دورا محوريا في المحافظة على المرجعية المذهبية للبلاد، مثمنا الشراكة مع جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة ومتمنيا تعاونا أكبر مستقبلا.
كان للزيتونة فضل كبير في تعليم الجزائريين لاسيما إبان الحقبة الاستعمارية، ماذا تعرف عن هذه الفترة؟
نعم كانت الزيتونة قبلة الجزائريين من كل مكان، وكان والدي موجودا في الزيتونة في الخمسينيات والأربعينيات،وكان له عدد من الأصدقاء الجزائريين،الذين كان عددهم كبيرا خلال تلك الفترة، ثم استمرت علاقة الجزائريين بالزيتونة بعد الاستقلال وكانت صلات كبيرة.
وماذا عن التواصل الطلابي حاليا؟
لما كنت في رئاسة الجامعة كان هناك تسهيل كبير في إعطاء الموافقة للطلبة الجزائريين على التسجيل كنت أوافق لهم على التسجيل وكانوا إلى غاية 2018 و2019 يدرسون دون مقابل مثل التونسيين وأكبر جالية طلابية حاليا في الزيتونة من الجزائر ثم ليبيا والدول العربية ثم نخبة أسيوية من ماليزيا وأندونيسيا.
وماذا عن مستقبل التعاون؟
تدعمت العلاقة اليوم بنشاط الزيتونة مع الأمير عبد القادر في إطار اتفاقية تعاون أكاديمي، ونأمل أن يترسخ التعاون مستقبلا بالملتقيات والندوات والتأليف المشترك، وهذه بادرة هذه السنة حيث عقدنا ملتقى دوليا بالشراكة، وإن شاء الله تعالى العام القادم نعمل ندوة في جامعة الزيتونة وتكون أيضا مشتركة بين الأساتذة الجزائريين والتونسيين ونجعله تقليدا مستمرا لا ينقطع إن شاء الله تعالى.
كيف تصور دور الجامعة في التصدي للتيارات الوافدة للحفاظ على المرجعية المذهبية للدولتين لاسيما في ظل الصراعات الحالية؟
هذا مهم جدا لأن الرجوع للجامعات رجوع للتاريخ وتاريخ هذه الجامعات وترجع لتأليف الفقهي الذي هو تأليف مالكي، ثم زمن ما قبل مالك إلى الصحابة؛ لأن فقه بلاد المغرب هو فقه المدينة، فالقول بالخروج عن المذهب وعدم التقيد بعلمهم سيتسبب في فقدان رؤية ولا يكون لك مذهب صائب، وليس لك مرجعية،وأخطر شيء أن تفقد الأمة مرجعيتها الدينية والمذهبية لأنها ستغدو أمة ضائعة ومنقسمة.
تلاحظ أن الجزائر وتونس بمنأى عن الطائفية والصراعات الطائفية، كيف تفسر ذلك؟
طبعا؛ حتى لما جاءت أحداث سوريا والعراق وظهور ما سمي بداعش لم نجد زيتونيين خريجين من جامعة الزيتونة من المجندين في تلك التنظيمات، من ضمن جند من تونس في صلب الجماعات الجهادية، رغم وجود تخصصات أخرى من جامعات أمريكية وأوروبية.
إن المحافظة على المرجعية والتصدي للاختراقات المذهبية في تونس حدث منذ قرون بعد الرد التاريخي على رسالة محمد بن عبد الوهاب، حدثنا عن تلك الحادثة بإيجاز؟
فعلا؛ إن أول من رد على محمد بن عبد الوهاب عمر المحجوب المتوفي سنة 1810 لأنه معاصر لمحمد بن عبد الوهاب ورد أيضا أسماعيل التميمي المتوفى سنة 1827م، في كتاب سماه ‹المنح الإلهية في الرد على الضلالة الوهابية› وهو كتاب ضخم،رغم أن بعض الردود الأخرى لا تتجاوز عشر صفحات، ورد قوي في استخرج الآيات والأحاديث، وعمل الصحابة واستدلال واسع جدا، ولم يكن للوهابية تأثير وقتها بل مجرد رسالة وردت وتم الرد عليها.
إجراء المسابقة الوطنية للتوظيف في مناصب بالمساجد
أجريت يومي الأربعاء والخميس الماضيين الاختبارات الكتابية للمسابقة الوطنية للالتحاق بالتكوين المتخصص لرتبة أستاذ التعليم القرآني، ورتبة مؤذن، ورتبة قيم، بالمعاهد الوطنية المتخصصة للتكوين الخاص بموظفي قطاع الشؤون الدينية والأوقاف المتواجدة عبر كافة أنحاء الوطن، حيث جرت عملية فتح أظرفة الأسئلة تحت إشراف السادة مديري الشؤون الدينية والأوقاف للولايات التي تتواجد بها المعاهد، والسادة مديري المعاهد.وقد تجاوز عدد المشاركين في هذه المسابقة 2700 مترشح و مترشحة حسب الوزارة الوصية.
تواصل الحملة التحسيسية حول مخاطر الغاز عبر مختلف مساجد الجزائر
تواصلت عبر مساجد الجزائر للأسبوع الثاني على التوالي الحملة التحسيسية بمخاطر تسرب الغاز من تأطير أفراد الحماية المدنية بالتنسيق مع قطاع الشؤون الدينية، حيث يتلقى المصلون إرشادات نظرية وعملية لكيفية التعامل مع غاز المدينة والوقاية من مخاطره، وذلك قبيل خطبة الجمعة حيث يكون عدد الحضور كبيرا عادة، كما تمت الدعوة إلى تثبيت كواشف أحادي أكسيد الكربون في البيوت حفاظا على الأرواح والممتلكات.كما أشرك النساء في هذه الحملة سواء من خلال متابعتهن من قاعات الصلاة الخاصة بهن أو بتخصيص حصص خاصة بهن وبمرتادي المدارس القرآنية، للإشارة فإن الحملة انطلقت لتحقيق شتاء دافئ آمن، وقد أعطى وزير الشؤون الدينية والأوقاف إشارة انطلاق الحملة من العاصمة منذ أيام وعقدت بالمناسبة ندوة علمية، تخللها تقديم أربع مداخلات: مداخلة ممثل مؤسسة سونلغاز السيد هدنة خليل حول التحسيس بخطورة استعمال الأجهزة المقلدة. ومداخلة لفضيلة الشيخ عبد الرزاق عامر حول الحفاظ على النفس، ومداخلة ممثل المديرية العامة للحماية السيد رابح بن محي الدين تضمنت نصائح وإرشادات حول الاستعمال الآمن للتجهيزات الكهرومنزلية، ومداخلة لفضيلة الشيخ رشيد بوبكري حول الإمام وفعل الخير.
تحت شعار « نحو مجتمع آمن..خال من المخدرات والانحرافات الفكرية والأخلاقية.»
القافلة العلمية للشؤون الدينية تحط رحالها بولاية الوادي
انطلقت صباح أمس الأول الخميس 26 ديسمبر 2024 القافلة العلمية التي تنظمها وزارة الشؤون الدينية والأوقاف بمناسبة الذكرى السبعين لاندلاع ثورة التحرير المباركة، والموسومة «قوافل العلم والإيمان من الثورة إلى النهضة»، والتي حطت رحالها بولاية الوادي، تحت شعار: « نحو مجتمع آمن..خال من المخدرات والانحرافات الفكرية والأخلاقية.»
وحسبما استفيد من موقع الوزارة فقد أشرف على افتتاح فعالياتها بفرع المركز الثقافي الإسلامي بولاية الوادي «الشيخ محمد عز الدين عباسي»، مسؤولون محليون وأئمة وموظفي القطاع بذات الولاية.وقد عقدت بالمناسبة ندوة علمية بعنوان:« الحياة العلمية في حاضرة وادي سوف ودورها في مكافحة الانحرافات الفكرية والأخلاقية».
للإشارة ستجوب القافلة العلمية مختلف المساجد والزوايا والمدارس القرآنية بولاية الوادي إلى غاية السبت 28 ديسمبر 2024، و يؤطرها ثلة من الأئمة والأساتذة الجامعيين من عدة ولايات الوطن.
صــــــدى المنـــابـــــــــــر
أهميــة مكــارم الأخـــلاق
أيها المؤمنون: من تأمل تاريخ الأمم يجد عجباً؛ فما نهضت أمة من الأمم ولا قويت، ولا تمكنت ولا سادت؛ إلا كانت لها قيم وثوابت وأخلاق منحتها بعد توفيق الله القوة والصلابة والسيادة، وما بادت أمة أو تبعثرت أو فنيت أو عاقبها الله؛ إلا حينما فسدت أخلاقها، وذهبت قيمها وتبعثرت آدابها، وما قوم لوط وقوم ثمود وقوم صالح وأصحاب الأيكة وفرعون وقومه وقارون وهامان، وغيرهم إلا ضحايا لفساد الأخلاق ورداءة الطبع، وسوء الأدب مع الله، ثم مع أنبيائه ورسله، ثم مع أنفسهم فاستحقوا المسخ والغرق والصعق والتدمير.
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت **
فإنْ همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا
أيها المؤمنون، إن من أهم مقاصد الإسلام تعزيز مكارم الأخلاق، فأرسل الله إلى هذه الأمة أكرم الناس خلقاً على الإطلاق صلى الله عليه وسلم، ومدحه بها، فقال سبحانه: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ)[القلم: 4]؛ قال أنس بن مالك رضي الله عنه: «خدمت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عشر سنين فما قال لي قط أف، ولا قال لشيءٍ فعلته لم فعلته؟ ولا شيء لم أفعله ألا فعلت كذا؟»(متفق عليه)، فهو قمة الأخلاق وذروة هرمها. وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أكملُ المؤمنينَ إيمانًا أحسنُهمْ خُلُقًا، وخِيارُكُمْ خِيارُكُمْ لِنِسائِهِمْ».
وقال صلى الله عليه وسلم: «إنَّ مِن أحبِّكم إليَّ وأقربِكُم منِّي مجلسًا يومَ القيامةِ أحاسنَكُم أخلاقًا، وإنَّ مِن أبغضِكُم إليَّ وأبعدِكُم منِّي يومَ القيامةِ الثَّرثارونَ والمتشدِّقونَ والمتفَيهِقونَ» قالوا: «يا رسولَ اللَّهِ قد علِمنا الثَّرثارينَ والمتشدِّقينَ فما المتفَيهقونَ؟ قالَ: «المتَكَبِّرونَ».إن الأخلاق منزلة عظيمة لا ينالها كلُ أحد، والناس متفاوتون فيها تفاوتاً عظيماً، وجميعنا مقصرون دون استثناء، ولكن هذا لا يمنع المؤمن من أن يتذكر أو يُذكر فيتوب إلى الله من التقصير.
أيها المؤمنون، إنما المواطن التي تظهر فيها أخلاق المؤمن أو تنعدم، أخلاقه وأدبه مع الناس ومع أهله و أولاده ومع والديه ومع جيرانه ومع الناس عامة، وليعرض المؤمن نفسه على آيات القرآن الكريم، وأحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم، ليقيس قربه أو بُعده عن ميزان الإسلام الحق في قياس الأخلاق، قال تعالى: ((وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚإِمَّا يَبْلُغَنَّ عندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْكِلَاهُمَا فلَا تَقُل لَّهُمَا اُف ٍّو َلَاتَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّب ارحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا))[الإسراء: 23-24]، فهل نحن كما وصفت الآيات مع آبائنا وأمهاتنا؟
وقال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ ۚيَعِظُكُمْ َلعلَّكُمْت َتذَكَّرُونَ)[النحل: 90]، فما مدى التزامنا بقول ربنا في معاملة أقاربها والبعيدين عنا في ما قال خالقنا؟ أين أخلاقنا في تعاملنا في بيعنا في شرائنا في حديثنا مع الآخرين فيما نكنه في صدورنا للمسلمين؟
أيها المؤمنون، إن من أعظم الخطأ، أن نترك هذا المقياس الرباني للأخلاق، ونلجأ إلى مقاييس البشر الفاسدة، إذا رأينا الطيب وصاحب الخلق والأدب مع أقاربه وجيرانه وأهله، الذي ما اشتكى منه أحد ولا تعرض لأحد فنقول: هذا مسكين، فنحكم عليه بالمسكنة والضعف، بل يتخذه البعض سخرية، كما كان الجهال يسخرون من أعظم الناس خلقا في كل زمان، قال الله تعالى: ((وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ))
أيها المؤمنون إن من واجب كل واحد منا أن يختبر أخلاقه في هذه الساعة ليرى مكانته ودرجته، فإذا كان على خلق وأدب فليحمد الله، ويثبت على ذلك، وإذا كان بعيداً عن الخلق والأدب فليراجع مساره، ويعاتب نفسه، ويراجع أخلاقه وأدبه.
إعداد أ.محمد زغداني
