تواصل النيران تدمير محاصيل القمح بقالمة بلا توقف، منذ بداية حملة الحصاد، مخلفة خسائر فادحة لم يسبق أن شهدت الولاية مثيلا لها منذ سنوات طويلة.
و حسب تقارير الحماية المدنية، فإن النيران قد دمرت أكثر من 300 هكتار من القمح الصلب الجاهز للحصاد بعدة بلديات، بينها رأس العقبة، سلاوة عنونة، عين مخلوف و بومهرة احمد و غيرها من البلديات الأخرى التي اندلعت بها حرائق متفرقة.
و لم يكشف لحد الآن عن أسباب كل هذه الحرائق المشتعلة وسط حقول القمح بولاية قالمة، التي تمر بوضع مناخي صعب، حيث بلغت الحرارة مستويات مقلقة و تجاوزت 45 درجة ببعض الأقاليم المنخفضة. و كانت الحماية المدنية بقالمة، قد أطلقت حملة مكثفة للتحذير من مخاطر الحرائق وسط المحاصيل الزراعية، و طالت عملية التحسيس و التوعية حتى المساجد و الأماكن العامة الأخرى، لكن استجابة السكان و في مقدمتهم أصحاب الحقول الزراعية و الحاصدات و الجرارات الفلاحية، لم تأت بالنتائج المتوقعة.
و تسود المخاوف من احتمال نشوب مزيد من الحريق وسط غابات و أحراش الولاية عندما تنهي عملية الحصاد خلال الأيام القليلة القادمة، حيث جف الغطاء النباتي و أصبح قابلا للاشتعال في أية لحظة. و تدعمت ولاية قالمة برتل متحرك للحماية المدنية بداية شهر جويلية الجاري، مما يرفع من قدرات التدخل لمواجهة حرائق المحاصيل و الغابات التي تغطي مساحات واسعة من إقليم الولاية.
فريد.غ