أطلقت المزرعة النموذجية ريشي عبد المجيد بقالمة مخططا استعجاليا لحماية حقول القمح الواسعة من الحرائق التي تتهددها بسبب قربها من المحيط العمراني و الطرقات الكبرى.
و قد سارعت المزرعة التي تتربع على مساحة تقارب 2000 هكتار خلال الساعات الماضية، إلى حصد المساحات المجاورة للطرقات التجمعات السكانية و إنجاز حواجز ترابية وسط حقول القمح لمنع النيران من التوسع في حال نشوب حريق.
و تأتي الإجراءات الاستعجالية بعد نشوب حريق بالمزرعة قبل يومين، ويعتقد بأنه انطلق من جوار مستشفى الأم و الطفل أو الطرقات المحيطة بالحقل المتضرر.
و يشعر منتجو القمح بقالمة هذه الأيام بقلق كبير تجاه الحرائق التي بدأت تشتعل بعدة مناطق قبل بداية عملية الحصاد، و دمرت النيران أكثر من 120 هكتارا من القمح و الشعير منذ بداية شهر جوان الجاري، و لا يستبعد منتجو القمح مزيدا من الحرائق خلال الأيام القادمة عندما تشتد الحرارة ويجف الغطاء النباتي، و تدخل حملة الحصاد مرحلة الذروة.
وتواصل الحماية المدنية و الغابات حملات ميدانية مكثفة لحث الناس على المساهمة في الجهود الرامية للحد من حرائق المحاصيل الزراعية و الغابات بقالمة.
وكل صيف تدمر النيران بقالمة مساحات واسعة من القمح و غابات الفلين و الزان ذات القيمة الاقتصادية الكبيرة، و بالرغم من برامج الوقاية و الدعم المتواصل بعتاد الإطفاء، مازال الوضع يثير القلق وسط منتجي القمح، و هم الأكثر تضررا من حرائق الصيف التي تحولت إلى هاجس مخيف يتكرر كل موسم حصاد.
و تعد المزرعة النموذجية ريشي عبد المجيد، و المزرعة النموذجية بومعزة بقالمة من أكبر المنتجين للقمح بسهل سيبوس الكبير، الأرض المثالية للمنتجات الزراعية من قمح و خضر و فواكه، فهي تمتاز بالخصوبة و تتوفر على أنظمة سقي تحد من آثار موجات الجفاف التي تضرب المنطقة باستمرار، و تؤثر على قطاع الزراعة عصب الاقتصاد المحلي.
فريد.غ