قدر الديوان الوطني للتطهير(أونا) بقالمة، حجم المياه العادمة التي ينتجها سكان الولاية، بأكثر من 22 مليون متر مكعب في السنة، بعد توسع شبكة النقل و التصريف، و تغطيتها لنحو 98 بالمائة من السكان.
و تنتج مدينة قالمة وحدها، ما لا يقل عن 10 ملايين متر مكعب من المياه العادمة في السنة، و تصب كمية هامة منها في محطة للتصفية، تقع بالضاحية الشمالية للمدينة، بينما تلقي بقية مدن الولاية، بمياهها العادمة في المجاري المائية الطبيعية.
و يعادل ما ينتجه سكان ولاية قالمة سنويا من المياه العادمة، نحو 12 بالمائة من حجم سد بوحمدان الكبير، و ما يعادل 6 مرات حجم سد مجاز بقر ببلدية عين مخلوف.
و يعمل قطاع الموارد المائية بقالمة منذ عدة سنوات، على بناء المزيد من محطات التصفية لمعالجة المياه العادمة، و تحويلها إلى مورد مستديم لسقي المحاصيل الزراعية، التي تعاني من الإجهاد المائي المتواصل منذ عدة سنوات.
و في هذا الإطار، يتوقع بناء ثاني محطة لتصفية المياه العادمة بمدينة وادي الزناتي، ثاني كبرى مدن الولاية كثافة سكانية.
و يعتمد سكان وادي الزناتي اليوم، على مجرى الوادي الكبير للتخلص من المياه العادمة، و عندما ينجز نظام التصفية سيتدعم قطاع الزراعة هناك، بمورد مستديم للسقي، و تتعافى بيئة المجرى الطبيعي المغذي الرئيسي لسد بوحمدان.
و قد تطورت تقنيات استرجاع المياه العادمة، و أصبح هذا المورد الآمن المستديم، متاحا للمزارعين بمحيط السقي قالمة بوشقوف، الذي ظل يعاني من الجفاف، و تلوث مجرى نهر سيبوس، قبل بناء المحطة سنة 2004، و هي تخضع حاليا للتطوير، وفق تكنولوجيا متقدمة تجعل المياه العادمة على درجة عالية من النقاوة و الأمان.
و يعد حوض وادي الزناتي الكبير، الأكثر إنتاجا للمياه العادمة، بعد مدينة قالمة، بمعدل يتجاوز 3 ملايين متر مكعب في السنة، يليه حوض بوشقوف، و حوض حمام دباغ بمعدل يتجاوز 2 مليون متر مكعب، من المياه العادمة لكل منهما في السنة.
و في ظل التغيرات المناخية المتسارعة، صارت المياه العادمة، أو ما يعرف بالمياه الرمادية، محل اهتمام كبير من طرف الباحثين و المزارعين بالجزائر، و خاصة بولايات الشمال، حيث النشاط الزراعي المكثف، و الإجهاد المائي المتواصل. فريد.غ