الحرائق تتلف عشرات الهكتارات و تحاصر سكان القرى ببلدية ثنية النصر
• الاستعانة بطائرتي هيليكوبتر لإطفاء النيران
رفعت سلطات ولاية برج بوعريريج، من حالة التأهب القصوى، خلال الساعات الفارطة، لمواجهة مخاطر الحرائق المندلعة بغابات البوني وفراشة التابعة لإقليم بلدية ثنية النصر في أقصى الجهة الشمالية على الحدود مع ولاية بجاية، بعدما أتت على عشرات الهكتارات من الأشجار الغابية و بساتين و حقول التين و الزيتون و الأشجار المثمرة، لتصل إلى القرى القريبة أين حاصرت عشرات العائلات، ما استدعى تنقل الوالي و السلطات المحلية إلى المنطقة، للإطلاع على الوضع عن كثب و اتخاذ الاجراءات الوقائية و الاحترازية اللازمة، بوقف حركة المركبات على الطريق الوطني رقم 106 و ترحيل العائلات المتضررة، تجنبا لتسجيل خسائر في الأرواح، في وقت تكبد فلاحو و مزارعو المنطقة خسائر فادحة، بعدما أتت النيران على الأخضر و اليابس، ما اضطر الجهات المعنية للاستعانة بطائرتي هيليكوبتر لمجابهة الحرائق.
و قد توسعت رقعة الحريق، يوم أمس، إلى قرية جديدة غير بعيد عن مقر بلدية ثنية النصر، على بعد حوالي 35 كيلومترا عن عاصمة ولاية برج بوعريريج، كما توغل لهيب الحرائق، إلى قلب الغابات المجاورة بمنطقة البوني و فراشة و الغابات المتاخمة للحدود مع ولاية بجاية، وسط أجواء تميزت بالحرارة الشديدة و الرياح القوية، ما صعب من مهمة فرق الإطفاء و مصالح الحماية المدنية و محافظة الغابات، في إخماد النيران و الحيلولة دون توسعها إلى المناطق المجاورة، خصوصا و أن المنطقة معروفة بتضاريسها الجبلية الصعبة، أين يصعب الوصول إلى بؤر الحرائق و محاصرتها، رغم فتح طرق غابية بوسطها .
وقف حركة المركبات بين البرج و بجاية
و بالنظر إلى هذه الصعوبات، سارعت مصالح الدرك الوطني، للحد من حركة المركبات على الطريق الوطني رقم 106، في جزئه الرابط بين بلدية ثنية النصر و البلديات المجاورة التابعة لولاية بجاية و إجبار السائقين على التوقف بالقرب من عين تاقبوشت، بعدما وصلت السنة النيران إلى جنبات الطريق و محاصرتها لسكنات قرية الجديدة القريبة منها، قبل أن تتوسع رقعة الحريق إلى الغابات المتواجدة بالجهة المقابلة للطريق.
ترحيل عائلات بقريتي فراشة و جديدة حاصرتها النيران
قضى سكان قرية فراشة، أمس الأول، ليلة بيضاء بعدما حاصرتهم النيران من كل الجوانب، ما استدعى رفع درجات التأهب القصوى من قبل السلطات المحلية، التي سارعت في محاولة لاحتواء الوضع و تجنب تسجيل خسائر بشرية، من خلال ترحيل حوالي 25 عائلة من القرية ليلا، إلى مدرسة مولود فرعون بمقر بلدية ثنية النصر و مدرسة بوني الواقعة بجوار الطريق الرابط بين البرج و بجاية مع التكفل التام بالعائلات من قبل مصالك البلدية، إضافة إلى ترحيل 08 عائلات من قرية الجديدة و الاستعانة بطائرتي هيليكوبتر لإطفاء الحرائق بالمنطقة، بأمر من والي الولاية الذي تنقل في ساعة متأخرة من الليل إلى المنطقة، للإطلاع على الوضع و توجيه التعليمات اللازمة لتسيير الأزمة، من خلال التنسيق بين مختلف المصالح و مساعدة قوات الجيش للعائلات و سكان القرى المجاورة لمواجهة خطر الحرائق و النيران.
الرياح و صعوبة التضاريس تعرقلان جهود فرق الإطفاء
كما وجهت تعليمات لمصالح الحماية المدنية و فرق الإطفاء لمضاعفة الجهود لمحاصرة النيران و إخمادها في وقت قياسي، لكن قوة الرياح حالت دون ذلك، حيث تم إخماد النيران على مرتين بغابة بوني و بعدها بمنطقة فراشة، لكن سرعان ما تظهر بؤر أخرى للحرائق في المناطق المجاورة، ما صعب من المأمورية، رغم تدخل الرتل المتحرك و أعوان الوحدة الرئيسية للحماية المدنية و وحدة الحمادية و وحدة الجعافرة و الاستعانة بالرتل المتحرك لولاية البويرة بداية من يوم، أمس حسبما، أكده المكلف بالإعلام بمديرية الحماية المدنية لجريدة النصر.
إتلاف عشرات الهكتارات من الغابات
و خسائر في الممتلكات
و فيما تعذر على مديرية الحماية المدنية، بحسب ذات المتحدث، تقديم أرقام و إحصائيات عن حجم الخسائر لعدم اتمام العملية و تواصلها، يبدو جليا لمن يزور المنطقة، أن النيران قد أتت على عشرات الهكتارات من الأشجار الغابية و الأشجار المثمرة و حقول الزيتون و أشجار التين و حتى مستودعات تربية الدواجن التي تعد من بين مصادر الاسترزاق المعول عليها من قبل سكان المنطقة، لتوفير قوتهم اليومي، ناهيك عن تسبب الحرائق في إتلاف أشجار الرمان و التين الشوكي و خلايا النحل، أين أكد الوالي لسكان المنطقة، على مساعدة الفلاحين و المزارعين و العائلات المتضررة .
و أكدت مصادرنا، على أن شرارة الحريق انتقلت من آلة حصاد و أتت على مساحات واسعة من الحشائش اليابسة و الأشجار الغابية و الأدغال، كما توسعت رقعة الحريق من الجهة الأخرى من الغابات المتواجد بإقليم ولاية بجاية نحو ولاية البرج، أين تتواصل جهود إخماد النيران بالتنسيق مع مصالح الحماية المدنية والغابات بالولايتين منذ أيام.
ع/ بوعبدالله