تراجع إقبال المصطافين و السياح على ولاية عنابة، لثاني موسم على التوالي، حيث كشفت الحصيلة النهائية لحملة حراسة الشواطئ و الاستجمام خلال موسم الاصطياف 2019، انحدار مؤشر الاستقطاب و تراجع عدد المصطافين و السياحة مقارنة بالموسم الماضي.
و أشارت حصيلة الحماية المدنية في تقريرها من شهر جوان إلى سبتمبر، إلى توافد مليون و 82 ألفا و 745 مصطافا على الشواطئ المحروسة، بفارق في التراجع بلغ 32 ألفا و 940 مصطافا، في المقابل تم تحقيق أكثر من 2.4 مليون مصطاف سنة 2017، في مؤشر سلبي يسجل موسما تلوى الآخر، رغم الإجراءات و الترتيبات المتخذة من قبل السلطات المحلية لتكون مدينة عنابة في جاهزية تامة لاستقطاب المصطافين خلال موسم الاصطياف، ما يستدعي إجراء دراسة معمقة للبحث في الأسباب التي أدت لعزوف الجزائريين و حتى الأجانب عن الإقبال على ولاية عنابة، رغم ما تزخر به من مقومات طبيعية.
و استنادا لفاعلين في قطاع السياحة للنصر، فإن الأرقام المحققة في السنتين الأخيرتين، تعد مؤشرا سلبيا من حيث استقطاب ولاية عنابة للمصطافين، مقارنة مع الولايات الساحلية المجاورة على غرار سكيكدة و جيجل، أين تتجاوز أعداد المصطافين فيها، 10 ملايين مصطاف كل موسم اصطياف و هذا رغم الإمكانات الطبيعية التي تزخر بها ولاية عنابة سواء منها الطبيعية و فضاءات النزهة و الاستجمام.
و حسب حصيلة الحماية المدنية، فإنه حتى و إن كانت غير دقيقة، لأنها تعتمد على تقارير توافد المصطافين على الشواطئ من الساعة التاسعة إلى غاية السابعة مساء، دون احتساب الشواطئ غير المحروسة التي يقصدها المصطافون و الأوقات التي ينسحب فيها أعوان الحماية المدنية، فإن ولاية عنابة، شهدت خلال هذه الصائفة، توافد مليون و 82 ألفا و 745 مصطافا ، من شهر جوان إلى غاية سبتمبر، فيما كانت أكبر نسبة توافد خلال شهر جويلية بـ 800 ألف مصطاف، أما شهر أوت، فأنخفض العدد و أرجعت مصادرنا ذلك إلى مناسبة عيد الأضحى، حينما غادر المصطافون قبل هذا التاريخ بنحو أسبوع و حتى بعد المناسبة الدينية سجل تراجع في حركة المصطافين، خاصة من العائلات مع قرب تحضيرات الدخول المدرسي.
و تعد هذه الأرقام ضعيفة بالمقارنة مع ما حققته ولاية جيجل التي وصل فيها عدد المصطافين إلى 11 مليون مصطاف، رغم هذا فعنابة تزخر بمؤهلات تجعلها تنافس حتى الجارة تونس، حيث تملك عنابة مسارا سياحيا فريدا من نوعه لا يوجد في الولايات الساحلية الأخرى، بحيث يستطيع السائح أو الزائر للمدينة، أن يقضي 5 أيام كاملة وفق برنامج سياحي مختلف كل يوم و من بين المواقع السياحة الأبرز بالولاية، زيارة المدينة الأثرية هيبون التي تروي حضارة المدينة من عهد الفينيقي إلى الرومان و مشاهدة التحف الأثرية النادرة الموجودة في المتحف، ما سمح بزيادة استقطاب السياح الأجانب كل سنة.
لكن مختصون و فاعلون في قطاع السياحة، يؤكدون للنصر، على أن رفع حجم الإقبال مرتبط بالترويج الجيد و تحسين ظروف الاستقبال منها الأسعار المدروسة و خلق فضاءات جديدة غير موجودة في الولايات الأخرى، تجعل الزوار يفضلون عنابة كوجهة جديدة لاكتشاف المنتج السياحي الجديد، على غرار ما حدث في سكيكدة، حيث استطاع الفندق الجديد بشاطئ العربي بن مهيدي المعروف "بجندارك" باستقطاب المصطافين و حتى السواح الأجانب، من خلال الحديقة المائية " مارينا" و الشاطئ المجهز المفتوح على الفندق.
و تبقى النقائص المسجلة في الهياكل و المرافق الترفيه و النزهة أيضا، و كذا السلوكات السلبية و سوء الاستقبال في الكثير من الأحيان، حجر عثرة أمام رقي المدينة لمصاف نظيرتها التي أصبحت منطقة استقطاب و جذب حقيقي للمصطافين و السياح.
من جهتها مصادر رسمية، ربطت تراجع الإقبال على ولاية عنابة خلال موسم الاصطياف، للدور السلبي الذي تلعبه وسائل التواصل الاجتماعي، في الترويج و نشر أخبار وقوع جرائم القتل و الاعتداء، بشكل مبالغ فيه، رغم أنها معزولة و تحدث في أي ولاية.
حسين دريدح