نفذت عصابات المواشي، ثلاث عمليات استعراضية بقالمة، ليلتي الجمعة و السبت، استولت خلالها على عشرات الرؤوس من الأبقار و الأغنام، عندما داهمت مساكن فلاحين بثلاث بلديات و نفذت عمليات سرقة مستغلة عزلة المواقع المستهدفة و تراجع اليقظة وسط مربي المواشي، بعد انحصار نشاط هذه العصابات التي تعمل بشكل منظم و يمتد نشاطها عبر إقليم ولاية قالمة و الولايات المجاورة لها.
و قالت قيادة الدرك الوطني في بيان لها، أمس الأحد، بأنها تلقت نداءات عن طريق الرقم الأخضر 1055، من الفلاحين الذين تعرضوا لعمليات السرقة ببلديات بوحمدان، بني مزلين و بوشقوف و بعد تنفيذ مخطط التصدي لشبكات المواشي، انتشرت وحدات الدرك الوطني بسرعة و سدت الطرقات الرئيسية و المسالك الجبلية، لمنع الجناة من التحرك و محاصرتهم داخل المواقع المستهدفة بعمليات السرقة.
و قد اضطرت العصابات للتخلي عن عشرات الرؤوس وسط الغابات و الأودية و الحقول الزراعية و الفرار إلى وجهة مجهولة، بعد تحرك قوات الدرك الوطني المدعومة بأهالي الضحايا. و قد تم العثور على 105 رؤوس من المواشي المسروقة بالمواقع الثلاثة و إعادتها إلى أصحابها.
و تعد هذه أكبر عمليات سرقة يتعرض لها مربو المواشي بالأقاليم الجبلية في ولاية قالمة، منذ عدة سنوات، حيث تراجع نشاط شبكات المواشي بشكل لافت، بعد أن سقطت عدة رؤوس و تفككت عدة شبكات منظمة يمتد نشاطها إلى خارج إقليم قالمة.
و قد ألحقت هذه الشبكات الخطيرة، خسائر فادحة بسكان المناطق الجبلية على مدى العشرين سنة الماضية و تسببت في تدهور الوضع الاجتماعي للسكان، الذين يعتمدون على تربية المواشي كمصدر رئيسي للمعيشة و دفعت بالكثير منهم إلى الهجرة هربا من الجحيم.
و لمواجهة الوضع المتردي، وضعت قيادة الدرك الوطني بقالمة، منذ عدة سنوات، مخططا للتصدي لهذه العصابات، يعتمد على الإبلاغ المبكر عن طريق الرقم الأخضر 1055 و الهواتف الجوالة و سرعة الانتشار لكل الفرق و الوحدات المتواجدة بالإقليم المستهدف و خارجه، لسد المنافذ و منع المركبات الحاملة للمواشي المسروقة من التحرك باتجاه الولايات المجاورة. و يجري حاليا تحديد هوية الجناة و ملاحقتهم و القبض عليهم و تقديمهم إلى العدالة.
فريد.غ