شهدت، أمس، مراكز الاقتراع عبر ولاية أم البواقي، توافدا مقبولا تميز بالحضور المعتبر للنسوة اللاتي صنعن الفارق خاصة في الفترة المسائية، أين ارتفعت أرقام المشاركة بشكل ملحوظ، وسجلنا من خلال المعطيات التي تحصلنا عليها، إقبالا معتبرا لسكان البلديات النائية على غرار الجازية وعين الديس، فيما لم تسجل أية تجاوزات من شأنها التأثير على العملية الانتخابية، باستثناء إسقاط مئات الأسماء، من المسجلين الذين يحوزون بطاقات الانتخاب، والملاحظ أن المترشحين بن فليس وميهوبي، هما الأكثر تمثيلا من خلال المراقبين، في غياب تام لممثلي بقية المترشحين.
طوابير عند بعض مكاتب التصويت
ما وقفنا عليه في جولتنا الميدانية التي قادتنا لعديد المراكز عبر مدن ولاية أم البواقي، التي تحصي 433131 مسجلا في القائمة الانتخابية موزعين على 1178 مكتب تصويت تتواجد بـ271 مركز اقتراع، هو الارتفاع التدريجي لنسب المشاركة التي كانت محتشمة مع بداية عملية التصويت في بعض المراكز، لكن سرعان ما تشكلت طوابير في بعض نقاط التصويت على غرار مركز قطراني عبد الله بالمدينة الجديدة، ومركز متقن زغداني بلقاسم، وبلغت النسبة الإجمالية للتصويت إلى غاية الساعة الخامسة مساء 32.12 بالمائة بعدد مصوتين بلغ 139114 ناخبا وقدرت النسبة النهائية ب 38.36 بالمئة .
وصنعت البلديات النائية الاستثناء كالعادة، أين ظلت مدينة الجازية وفية لتقاليدها في الاستحقاقات الانتخابية، وتوجت نفسها على رأس قائمة أعلى نسب التصويت ببلديات الولاية التسعة والعشرين، أين بلغت حتى الساعة الخامسة مساء 51.33 بالمائة في الوقت الذي حلت بلدية بئر الشهداء ثانية بنسبة تصويت قدرت بـ44.9 بالمائة، أما مدينة عين ببوش فحلت ثالثة بنسبة 40.75 بالمائة، تليها بلدية بحير الشرقي بنسبة 40.55 بالمائة، ولم تتجاوز النسبة المئوية في الفترة الصباحية 13.92 بالمائة عبر البلديات، وحلت بلديتا بحير الشرقي وبوغرارة السعودي في المرتبة الأولى حتى الساعة العاشرة صباحا.
المئات لم يصوتوا بسبب إسقاط أسمائهم والأطفال يضفون أجواء مميزة
الملاحظ في جولتنا الميدانية، هو أن مئات المواطنين لم يتمكنوا من الإدلاء بأصواتهم وبدوا ناقمين على الجهة التي قامت بالمراجعة السنوية للقوائم الانتخابية، أين تم إسقاطهم دون أن يتم إخطارهم، ففي مركز متقن زغداني بلقاسم الذي يعد أكبر مركز بمدينة أم البواقي بهيئة ناخبة قدرت بـ 5401 ناخب، أبدى مئات المواطنين الذين التقينا بهم استياءهم نتيجة شطب أسمائهم على الرغم من حيازتهم لبطاقات الانتخاب، واتضح بعد توجهنا لمصالح البلدية بأن عملية الشطب لتي انطلقت بالتزامن مع المراجعة السنوية للقوائم الانتخابية سنة 2017 شملت نحو 4 آلاف مسجل، وعشرات الحالات سوت وضعيتها نظرا لإعلامها عند تقدمها لسحب شهادة الإقامة بالخلل الحاصل وعدم التوافق بين الحالة المدنية وبطاقة الناخب، وسارع أعضاء السلطة المستقلة للانتخابات لتوزيع أقراص مضغوطة بها قوائم انتخابية لكل مركز غير أن رؤساء المراكز اصطدموا بغياب أجهزة الإعلام الآلي، وحرموا من استغلال الأقراص المضغوطة التي وضعت بين أيديهم.
وعبرت عشرات النسوة عن غضبهن نتيجة حرمانهن من التصويت بامتعاض شديد، أين أكدن لنا بأنهن توجهن لمكتب الانتخاب بالبلدية، واتضح عدم وجود أسمائهن، متسائلات عن عدم إعلامهن في الوقت المناسب، وبعين البيضاء تم فصل الرجال عن النساء بمراكز تغيرت دون إعلام الهيئة الناخبة، التي وجدت صعوبة في التعرف على المراكز الجديدة التي وجهت لها، على غرار ما حصل مع عينات عديدة بمركز ثانوية الشيخ بوكفة الذي خصص للرجال.
من جهة أخرى سجلنا قيام عديد الناخبين باصطحاب أبنائهم من الأطفال، الذين وجدوا في العطلة التي منحت لهم تزامنا والانتخابات فرصة للتوجه لصناديق الاقتراع ومرافقة أوليائهم لمساعدتهم في الاختيار، حسب تعبير البعض، في الوقت الذي أشار آخرون إلى أن الجو العام السائد عبر مختلف القنوات التلفزيونية، دفع أبناءهم لمطالبتهم باصطحابهم لمراكز التصويت، للتعرف أكثر على كيفية الانتخاب.
تعزيزات أمنية في محيط مراكز التصويت
الملاحظ في الانتخابات الرئاسية لهذا العام، هو التواجد الكثيف لمختلف المصالح الأمنية، في محيط مراكز التصويت وكذا داخلها، وكل هذا يأتي لتأمين العملية الانتخابية، ومن بين الإجراءات التي وقفنا عليها ميدانيا هو قيام مصالح الأمن بغلق جميع المنافذ المؤدية لعديد المراكز باستعمال الحواجز الحديدية، على غرار محيط مركز قطراني عبد الله بالمدينة الجديدة بأم البواقي ومركزي زايدي الحواس المخصص للنساء ومركز متقن زغداني بلقاسم، ومنعت الشرطة أصحاب المركبات من ركنها في محيط المراكز الانتخابية، تفاديا لأية انزلاقات قد تحدث.
غياب تام لممثلي 3 مترشحين وحضور قوي لممثلي بن فليس وميهوبي
ما وقفنا عليه عبر مراكز التصويت التي زرناها، هو الغياب التام لممثلي 3 مترشيحن، الذين لم يجندوا أي مراقبين تابعين لهم، لمرافقة العملية الانتخابية، وترصد ما إذا كانت هناك مخالفات داخل مراكز التصويت، باستثناء المترشحين عز الدين ميهوبي وعلي بن فليس، اللذان جندا من خلال مديريتي حملتهما بأم البواقي، ممثلين عبر كامل مراكز التصويت، والذين كان لهم تواجد في متابعة عملية التصويت عن قرب وتدوين كل الملاحظات، حتى أن ممثلي المترشحين طرحوا في لقائهم بناء، إشكالية حرمان مئات المواطنين من التصويت، نتيجة للتداخل الحاصل في القوائم الانتخابية.
احتجاج في محيط دار الثقافة رفضا للانتخابات
من جهة أخرى، سجلنا ردود أفعال متباينة على سير العملية الانتخابية، غير أن الرافضين لها لم يؤثروا على سيرها، ولم يمنعوا دخول الناخبين لمراكز الاقتراع، باستثناء حالة طالب جامعي قام بغلق باب مركز ابتدائية يوسفي حسان وسط المدينة، ومنع المواطنين من الاقتراع، غير أن مصالح الأمن تصدت له، وقامت بتوقيفه، في الوقت الذي أوقفت فيه مصالح الأمن عديد المندسين الذين حاولوا التشويش على العملية الانتخابية، على غرار توقيف شاب بمركز متقن زغداني بلقاسم وبحوزته شارة مراقب تابع للمترشح عز الدين ميهوبي، ليتضح بعد التدقيق في الشارة بأن الشارة ليست باسمه، وفي محيط دار الثقافة نوار بوبكر بأم البواقي، قام عشرات الشبان بالتجمع احتجاجا على تنظيم الانتخابات، مرددين عبارات مختلفة رافضة للعملية الانتخابية، ونقل الشبان احتجاجهم لتنظيم مسيرة جابت الطريق المار بشركة الكهرباء والغاز.
7 تدخلات ميدانية لأعضاء السلطة المستقلة للانتخابات
يشير المكلف بالإعلام على مستوى المندوبية الولائية للسلطة المستقلة للانتخابات شريط زكرياء، بأن أعضاء السلطة تدخلوا عبر 7 بلديات ويتعلق الأمر ببلديات عين البيضاء ومسكيانة وبريش وقصر الصبيحي وأم البواقي وعين الزيتون وسيقوس، أين وقفوا على تغيير بعض البلديات لقوائم الناخبين ونقل بعضهم من مراكز لمراكز أخرى فتحت حديثا، لتخفيف الضغط عن المراكز الأولى، وكان تدخل الأعضاء بمطالبة السلطات المحلية بتجنيد حافلات لنقل الناخبين للمراكز التي وجهوا لها دون علمهم، على غرار ما حصل بمركز حميمي الطاهر بعين البيضاء، أين تم تخصيص حافلتين لنقل عديد المواطنين للانتخاب بمركز جبار مصباح، كما تم إنشاء خلية مصغرة بمتقن زغداني بلقاسم لحل إشكال عدم إيجاد مواطنين لأسمائهم ضمن القوائم الانتخابية.
أحمد ذيب