الإعدام لقاتل شرطي حاول توقيفه
في المدينة القديمة بعنابة
سلطت محكمة الجنايات بمجلس قضاء عنابة، في ساعة متأخرة من أول أمس، عقوبة الإعدام في حق المتهم بقتل الشرطي، غضبان محمد ناصر، خلال مداهمة منزله لتوقيفه بالمدينة القديمة «بلاص دارم»، تطبيقا لأمر بالقبض الصادر عن الجهات القضائية، حيث تعرض الضحية لإصابة بليغة على مستوى الرأس، بعد قذفه بأبواب خشبية خاصة بخزانة.
كما عاقبت المحكمة والد المتهم الرئيسي بـ 3 سنوات سجنا نافذا، مع تبرئة شقيقته و زوجته من التهم المنسوبة إليهما، فيما التمس النائب العام في حق الجاني عقوبة الإعدام و 10 سنوات سجنا نافذا للمتهمين الثلاثة، عن تهمة جناية القتل العمدي لرجل قوة عمومية أثناء تأدية مهامه و جنحة إهانة رجال القوة العمومية اثناء تأدية مهامهم.
و تعود وقائع القضية إلى تاريخ 22 أكتوبر 2018، عندما تنقل تشكيل أمني تابع لمصلحة الأمن الحضري الثاني، إلى شارع ديزار بالمدينة القديمة، في حدود الساعة الثانية بعد الزوال، من أجل توقيف الجاني (د.و 32 سنة) المبحوث عنه بموجب أمر بالقبض و عند وصولهم إلى منزله، رفض المبحوث عنه فتح الباب و رفض المثول لأمر القوة العمومية و قام بقذفهم بمختلف الأجسام الصلبة، أين أصيب الضحية حافظ الشرطة غضبان محمد ناصر، على مستوى الرأس، ما استدعى نقله إلى مصلحة الاستعجالات الجراحية بمستشفى ابن رشد الجامعي، أين توفي متأثرا بإصابته البليغة.
و حسب ما جاء في سرد للوقائع بجلسة المحاكمة، فقد أشهر والد الجاني من نافذة البيت سكينا و قام برميه صوب عناصر الشرطة، متفوها بعبارات سب و شتم و في تلك الأثناء اقتحمت عناصر الشرطة المنزل لتوقيف الفاعل، أين تمت عرقلتهم من طرف بعض النسوة و هما زوجة الجاني و أخته و أمه و عند وصولهم إلى السلالم المؤدية إلى الطابق العلوي، صادفهم الجاني حاملا قارورة غاز بوتان و أضرم النار في فوهتها، مهددا بتفجيرها في حالة الاقتراب منه و بعد التأكد من إصرار الشرطة على توقيفه، قام بإغلاق صمامها مبديا رغبته في تسليم نفسه، ليتم تكبيله و اقتياده إلى مقر الشرطة رفقة باقي المتهمين.
و لدى استجواب الجاني عبر كامل مراحل التحقيق أمام قاضي محكمة الجنايات، صرح بأنه لم يتعرف على مصالح الشرطة الذين كانوا بالزي المدني و عند قذف المنزل بالغاز المسيل للدموع، دفع النافذة برجله، ما أدى إلى سقوط قطعة خشبية من النافذة، دون أن يرى مكان سقوطها، أو إن كانت قد أصابت أحد الأشخاص و أنه لم يقم بالفرار و سلم نفسه لعناصر الشرطة، كما أنه لم يشاهد من وجه الضربة للشرطي.
و لدى استجواب والده (د.ف)، صرح أمام المحكمة بأنه لم يوجه أي عبارات سب و لم يحمل سلاحا أبيض، قائلا إنه توجه لدى وصول عناصر الشرطة إلى الطابق الأول، أين تقطن ابنة، طالبا منه تسليم نفسه لعناصر الشرطة، إلا أنه تفاجأ بأن ابنه قام برمي أجزاء من الخزانة الخشبية، أصاب جزء منها عناصر الشرطة.
و لدى استجواب شقيقته و زوجته، أكدتا على نفس الوقائع التي جرت عند حضور الشرطة لتوقيف المتهم.
حسين دريدح