تأييـد المؤبـــد لقاتــل منتخــب داخــل مكتبـــه
أيدت محكمة الجنايات الاستئنافية بمجلس قضاء أم البواقي، أول أمس، عقوبة السجن المؤبد في حق المدعو (ح.م) في العقد الرابع من العمر، المتهم بجناية التعدي بالعنف على موظف أثناء تأدية مهامه، المؤدي إلى الوفاة مع قصد إحداثها و إلزامه بتعويض عائلة الضحايا بمبلغ 700 مليون سنتيم، فيما التمس ممثل النيابة العامة تسليط عقوبة الإعدام في حق المعني.
القضية مختصرة ترجع بتاريخها إلى 16 من شهر أكتوبر من سنة 2018، عندما شهدت مدينة عين البيضاء وقوع جريمة قتل بشعة، داخل المصلحة التقنية بحي ماريان الشعبي، راح ضحيتها العضو المنتخب عن تكتل الاتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء والمسمى منصوري أحمد المكنى “العيد” من مواليد سنة 1959 والذي لفظ أنفاسه داخل مكتبه كونه يشغل منصب رئيس لجنة التعمير والبناء بالمجلس البلدي والمكلف بمتابعة عمل المصالح التقنية للبلدية.
و بينت التحقيقات، بأن المتهم الحالي هو الذي أزهق روح الضحية بضربة حجر يتمثل في بلاط إسمنتي، كان موضوعا أسفل مكتب خشبي بالمصلحة التقنية للبلدية ليستند عليه و كانت الوفاة نتيجة للضربة الوحيدة التي تلقاها الضحية.
عناصر الأمن كثفت من تحرياتها بعد الحادثة واستطاعت التوصل لتوقيف المتهم ويتعلق الأمر بصاحب مطعم يتواجد على مستوى شارع أول نوفمبر بجوار الحديقة الرئيسية وسط المدينة وبينت التحقيقات، بأن المعني دخل في خلاف مع الضحية بسبب تأخر تسوية ملفه تقدم به للاستفادة من رخصة هدم جدار بمحله التجاري، قصد إعادة بناء آخر في ظل هشاشة الجدار الحالي وأدرج المتهم في ملفه محضرا قدمه رئيس المجلس الشعبي البلدي، تؤكد فيه المعاينة الميدانية التي أجريت شهر فيفري من سنة 2018، على أن المحل هش وآيل للسقوط وأمام تأخر منحه رخصة البناء، دخل المتهم في خلاف حاد مع رئيس اللجنة العضو المنتخب، ليتطور الخلاف يوم الحادثة ودفع ذلك الجاني إلى نزع بلاط إسمنتي وضع تحت مكتب بالمصلحة ليستند عليها ويوجه ضربة قوية للضحية، الذي سقط أرضا أمام أنظار موظفات المصلحة، لتتدخل عناصر الوحدة الرئيسية للحماية المدنية، غير أن الضربة القوية أدت إلى وفاة الضحية.
الجريمة التي دفعت قاضي التحقيق للأمر بإعادة تمثيلها، اعتبرها منتخبو المجلس البلدي و قيادة تكتل الاتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء خطيرة جدا، كونها تمس بمنتخب كان في خدمة من انتخبه والخلاف الذي حصل بينه وبين المتهم، لم يكن هو سببه، لأن رخص البناء أو الهدم تسلمها جهات أخرى وعاود الجاني سرد الحادثة كما ارتكبها، غير أنه حاول التنصل من قصده إزهاق روح الضحية، مبينا بأنه وجه الحجر ليدافع عن نفسه ولم ينو قتل الضحية.
أحمد ذيب