حققت بسكرة هذا الموسم، أعلى قيمة نقدية على المستوى الوطني في مجال الإنتاج الزراعي بقيمة فاقت 271 مليار دج، بزيادة هامة مقارنة بالسنة التي سبقتها حيث أصبحت الولاية مرجعية في الإنتاج في كثير من الشعب، حسبما كشف عنه مصدر من المديرية الوصية.
وأوضح المصدر بأن تنوع المنتجات ساهم في رفع الإنتاج من حيث القيمة بنسب مختلفة، ومنها دقلة نور ومختلف أنواع الخضروات وكذا الثروة الحيوانية، نتيجة لتوفر جملة من المعطيات التقنية التي تم استغلالها بشكل عقلاني، مما حول هذه الولاية إلى قطب فلاحي بامتياز في ظل مناخها الملائم و غناها بالمياه الجوفية و التربة الصالحة للزراعة، مقابل جهود الفلاحين، في ظل الإجراءات العملية المتخذة من طرف الدولة المرتكزة على إعطاء الدعم اللازم و زيادة المساحات المزروعة خاصة في مجال زراعة النخيل.
وركز المختصون والمنتجون في السنوات الأخيرة، على الزراعة البيولوجية بالاعتماد على السماد الطبيعي، ما سمح بتحسين النوعية بشكل مضاعف خاصة صنف دقلة نور التي تلقى رواجا كبيرا في الأسواق العالمية مقارنة بأنواع أخرى.
كما تحول اهتمام الكثيرين إلى زراعة أشجار الزيتون التي أصبحت بدورها تشكل قطاعا فلاحيا هاما، حيث تحصي الولاية أكثر من 1.2 مليون شجرة زيتون على مساحة إجمالية بأكثر من 4500 هكتار، إلى جانب أشجار الكروم و التين باعتبارهما شعبا فلاحية مستقبلية واعدة، فيما ينحصر الإنتاج الحيواني في اللحوم بنوعيها، خاصة الحمراء من صنف أولاد جلال ذات الجودة الرفيعة.
وتتصدر زراعة النخيل قائمة المنتجات الفلاحية التي حققت نجاحا باهرا خاصة بعد أن أخذت في التوسع في السنوات الأخيرة، حيث تقدر مساحتها الإجمالية بالولاية، بـ 1.652.751 هكتارا، فيما تقدر المساحة الصالحة للفلاحة بـ 185 ألفا و 473 هكتارا منها 98 ألفا و 478 هكتارا عبارة عن أراض مسقية.
وتأتي زراعة النخيل في مقدمة الثروة الفلاحية من خلال 4.5 مليون نخلة، منها أكثر من 3 ملايين منتجة توجد غالبيتها بالجهة الغربية للولاية التي تضم أحسن نوعية وهي دقلة نور طولقة، بقدرة إنتاجية تقارب 5 ملايين قنطار هذا الموسم.
وقد ساهم المؤشر الجغرافي لعلامة دقلة نور التي حظي بها المنتوج في سنة 2016، في إعطائها قيمة مضافة في الأسواق العالمية زيادة على دعم الشعبة في إطار قروض التحدي، من خلال غرف التبريد وإنشاء وحدات جديدة لتكييف التمور بمقاييس عصرية ومتطورة، وهو ما يعكس المجهودات المبذولة للرقي بالقطاع كبديل اقتصادي.
ومن شأن هذه الإجراءات أن تمكن من رفع الكميات الموجهة للتصدير وتغطية الطلب المتزايد من أوروبا وآسيا وأمريكا، في ظل توفر المعطيات المشجعة هذا الموسم من حيث الكمية والنوعية عبر 24 وحدة تكييف للتمور بقدرة إنتاجية 30000 طن سنويا، و234 غرفة تبريد بسعة تخزين قدرها 138000 متر مكعب، بهدف التموين المنتظم للأسواق وتلبية الطلب الذي يعرف ارتفاعا متزايدا داخل وخارج الوطن، بعد أن تحولت بسكرة في السنوات الأخيرة إلى نقطة استقطاب لمنتجات الولايات الجنوبية من التمور، كونها فضاء ملائم ومنصة للتصدير نحو خارج الوطن، ما جعل أمر إدماج المكننة في معالجة التمور يمثل تحديا حقيقيا للكثير من المتعاملين ومهنيي القطاع، استنادا للمصدر ذاته.
ولبلوغ الأهداف المسطرة من قبل مسؤولي القطاع تم مؤخرا تنصيب خلية للإصغاء والتوجيه مكونة من رؤساء المصالح ومفتشي البيطرة والصحة النباتية، بهدف التقرب أكثر من المهنيين الفاعلين لتوجيههم وحل انشغالاتهم وذلك تنفيذا لتعلميات الوزارة الوصية لخلق ثروة بديلة خارج مجال المحروقات، بالنظر إلى تنوع سلسلة المنتجات خاصة على مستوى ولاية بسكرة التي تحتل الصدارة وطنيا في مجال إنتاج الخضروات تحت البيوت المحمية بمساحة إجمالية تفوق 6 آلاف هكتار، في ظل التطور الكبير الذي عرفته الزراعات المحمية، ما سمح لها بتموين ما يقارب 40 ولاية و خوض تجربة في تصدير الخضروات نحو الخارج.
كما تتميز ولاية بسكرة بتربية الماشية ولاسيما الأغنام، حيث تشتهر بسلالة أولاد جلال التي تمثل 60 بالمائة من الثروة الوطنية، ويقدر عدد رؤوس الماشية بـ 1246487 تتوزع بين الغنم (942900 رأس) والماعز (293350 رأسا) والبقر (4995 رأسا) والإبل (5000 ناقة) والخيول (242 حصانا)، وهي ثروة وفرت 136120 قنطارا من اللحوم الحمراء، و244276 قنطارا من اللحوم البيضاء، إضافة إلى ما توفره من إنتاج الصوف والحليب عبر 3 وحدات للحليب بقدرة إنتاج تبلغ 95000 لتر في اليوم.
وبهدف جعل بسكرة ولاية مرجعية بامتياز في مجال الإنتاج الزراعي في مختلف الشعب، تم إنشاء مجموعة من محيطات الاستثمار الفلاحي لتوسيع استغلال المساحات الصالحة للزراعة واستحداث أقطاب جديدة لدعم سلسلة المنتجات وتوفير مناصب شغل، في ظل وجود مساحات شاسعة تقدر بآلاف الهكتارات غير المستغلة، وكذا إنشاء مؤسسات صغيرة ومتوسطة في مجال التوضيب والفرز والتغليف والتصنيع، مع استغلال مشتقات النخيل من جريد ونواة التمر في إنتاج الأعلاف ومختلف المواد و المستحضرات ذات الاستعمالات المختلفة.
ويشمل إنتاج الولاية أيضا، العديد من الفواكه على غرار التين، العنب، المشمش والتفاح، إلى جانب تربية النحل في بعض المناطق ذات الطابع الجبلي خاصة مزيرعة وما جاورها.
ويتوقع القائمون على القطاع أن تكون السنة المقبلة أفضل في النتائج بالنظر للإمكانيات المالية المسخرة وتوسيع القاعدة الإنتاجية في ما يخص المساحة، وكذا تعبئة قطاعات أخرى في مجال التنمية
الريفية. ع بوسنة