قامت مساء أمس، عائلتان تقطنان بمسكن مكون من طابقين بشارع الجمهورية (طريق قسنطينة)، وتحديدا عند التقاء ممرات مصطفى بن بولعيد بمحطة القطار بوسط مدينة باتنة، بغلق الشارع احتجاجا على ما وصفته بصمت السلطات المحلية، بعد أن تعرض مسكنهما للانهيار جراء أشغال حفر أرضية مجاورة للمسكن من طرف أحد الخواص، دون أن يخلف الانهيار خسائر بشرية بعد أن تفطنت العائلتان لوقوع الانهيارات.
العائلتان خرجتا للشارع الذي يعد شريانا هاما في حركة المرور بوسط المدينة، وقامتا بغلقه بواسطة شاحنة، وكذا بأغراضها المنزلية التي وضعتها وسط الطريق، احتجاجا منها على رفض السلطات المحلية التدخل لإجلائها، حسبما ما أكدته لنا أثناء تواجدنا بموقع الاحتجاج. وأكد أفراد العائلتين في حديثهم إلينا، بأنهم سبق وأن حذروا صاحب المساحة المجاورة لمسكنهم من الاستمرار في الحفر نحو العمق نظرا لخطورة تسبب ذلك في انهيار مسكنهم، قبل أن يقع الانهيار فعلا صبيحة أمس، ولحسن الحظ حسب أفراد العائلتين أنهم تفطنوا للتشققات قبل وقوع انهيارات ليسارعوا بالخروج من المسكن مما جنب وقوع ضحايا.
وأضافت واحدة من أفراد العائلتين التي تقطن بالمسكن الذي تعرض جزء كبير منه للانهيار، بأنها وباقي أفراد عائلتها وفور حدوث الانهيار توجهوا نحو السلطات المحلية حتى يتم إجلاؤهم، إلا أنهم اصطدموا على حد قولهم برفض السلطات التدخل، بحجة أن مشكلتهم مع صاحب الأرضية الذي قام بالحفر، وهو ما أثار استياءهم ورفضت العائلتان فتح الطريق بعد تدخل الشرطة وتساءلت أين تبيت، مطالبة بتسوية وضعيتها.
وتدخلت إلى جانب الشرطة فرقة للحماية المدنية تحسبا لأي طارئ بعد تسجيل انهيار جزء من المسكن، وكانت بالمساحة التي تم حفرها بجوار المسكن المنهار لوحة تشير لرخصة بناء مسكن من ثلاثة طوابق بالإضافة لطابق أرضي، وعلى الرغم من ذلك اعتبر أفراد العائلتين وجود خروقات في الموضوع بالنظر لأشغال الحفر العميقة بجوار أساسات مسكنهم والتي أدت إلى الانهيارات.
يذكر أن شارع الجمهورية الذي وقع به انهيار المسكن يضم بنايات على غرار المسكن المنهار ذات هندسة معمارية قديمة متناغمة أضفت عليه جمالية ، غير أنه في الآونة الأخيرة راحت البنايات الإسمنتية المتعالية تغزو المكان، وللإشارة أيضا فإن حادثة مماثلة كانت قد وقعت قبل ثلاثة أشهر في حي 05 جويلية بوسط المدينة وراحت ضحيتها امرأة، جراء أشغال حفر لإنجاز طابق أرضي بجوار مسكن الضحية.
يـاسين.ع