كشف مدير الموارد المائية لولاية الطارف ، عبد الناصر مخناش ، عن استفادة الولاية من مشروع إنجاز محطة لتحلية مياه البحر التي وصفها «بالمكسب الكبير للمنطقة و ساكنتها « و هذا ضمن البرنامج الخاص للقطاع الرامي إلى إنجاز 15 محطة عبر الولايات الساحلية، لتحسين الخدمة العمومية في مجال التزود بالمياه الشروب و تلبية احتياجات المواطنين من هذه المادة الحيوية.
و ذكر المسؤول في ندوة صحفية نشطها بمقر الولاية، أمس الأول، إلى جانب بعض المدراء في إطار سلسلة اللقاءات الإعلامية المتعلقة بنشاطات الولاية، أن محطة تحلية مياه البحر خاصة بالولاية لتأمين احتياجاتها من المياه، حيث تقدر طاقتها بـ80 ألف متر مكعب يوميا و تتربع على مساحة هكتارين اختيرت أرضيتها بالقرب من شاطئ القالة القديمة بالضاحية الغربية لمدينة القالة، بعدما كانت المحطة مبرمج إنجازها في الوهلة الأولى بالقرب من شاطئ المسيدة ببلدية أم الطبول الحدودية، غير أن الموقع الذي وقع عليه الاختيار، قوبل برفض بعض القطاعات المحلية لحساسية المكان المتواجد داخل محمية الحظيرة الوطنية للقالة و الأملاك الوطنية الغابية، ليتقرر في الأخير الاتفاق على تحويل المشروع إلى مدينة القالة الساحلية، مع الأخذ في الحسبان الحفاظ على الخصوصيات المحلية للمنطقة و نظمها البيئية و الإيكولوجية و البحرية.
و أشار المتحدث، إلى أن المشروع ستنطلق أشغاله فور الانتهاء من إعداد الدراسات التقنية التي يعكف عليها مكتب متخصص و التي على ضوئها سيحدد الغلاف المالي الذي سيتم تخصيصه للعملية و الآجال التي سيتطلبها إنجاز محطة تحلية مياه البحر التي يراهن عليها في تأمين احتياجات الولاية في التزود بالمياه الشروب على المديين المتوسط و البعيد و القضاء نهائيا على مشكلة العطش و نقص توزيع هذه المادة على مستوى الولاية، بما فيها استفادة الولاية من حصتها ضمن مشروع إنجاز محطة جهوية لتحلية مياه البحر بمنطقة الدراوش غرب الولاية و المزمع انطلاق أشغالها قريبا، حيث تعد هذه المحطة من أكبر المحطات التي تتربع على مساحة 8 هكتارات و تقدر طاقتها بـ 300 ألف متر مكعب يوميا من المياه، منها 80 ألف متر مكعب مخصصة لسد حاجيات سكان بلديات ولاية الطارف، ما سيقضي نهائيا على أزمة العطش التي تعرفها و التي كانت تعرفها بعض المناطق.
كما ستزود المحطة ولاية عنابة بالمياه بكمية 160 ألف متر مكعب يوميا و 40 ألف متر مكعب موجهة لسد حاجيات بعض بلديات ولاية قالمة و 20 ألف متر مكعب لتزويد جزء من بلديات ولاية سكيكدة و من ثمة تجاوز العجز الذي تشكوا منه هذه الولايات في مجال التزود بالمياه، خصوصا خلال فصل الصيف، على أن توجه كميات المياه التي كانت تزود بها الولايات المذكورة من مختلف المصادر الأخرى لدعم السقي الفلاحي.
من جهة أخرى، أعلن مدير الموارد المائية عن استفادة الولاية من برنامج خاص ممون من الصندوق الوطني للمياه، خصص له مبلغ 13 مليار سنتيم و يتضمن دعم القطب العمراني الجديد بالقالة و الأحياء المجاورة له بالمياه الشروب، في سياق تأمين المدينة السياحية بالمياه الشروب، أمام التوسع العمراني الذي شهدته في السنوات الأخيرة و معها تزايد حدة الطلب على المياه، خصوصا في موسم الاصطياف مع توافد آلاف السياح و المصطافين على المدينة التي تعد قبلة سياحية بامتياز، إضافة إلى التكفل بدعم و تزويد 5 مناطق ظل بكل من بلديتي عين الكرمة و وادي الزيتون بالمياه الشروب، على أن تنطلق أشغال المشاريع المبرمجة بحر هذا الأسبوع، بعد أن تم الإعلان عن المناقصات و اختيار مؤسسات الإنجاز.
و تحسبا للموسم الصيفي، أعلن المسؤول عن دعم قدرات التخزين على مستوى الولاية، بوضع حيز الخدمة 14 خزانا مائيا بسعة إجمالية تقدر بـ 8 آلاف متر مكعب و بتكلفة مالية قدرت بـ25 مليار سنتيم، موازاة مع الانتهاء من عملية تجديد شبكات توزيع المياه عبر عدة بلديات على غرار بن مهيدي، زريزر و بوثلجة و هذا للقضاء على الأمراض المتنقلة و محاربة مشكلة التسربات المائية، حيث كانت تذهب 30 بالمائة من الكمية الموزعة هدرا في الشوارع، بسبب إهتراء و قدم الشبكات.
نوري.ح