سجلت مصالح الحماية المدنية بعنابة يومي، الجمعة و السبت الماضيين، أكبر نسبة توافد على الشواطئ المسموح فيها بالسباحة بجميع البلديات الساحلية، حيث تعدت الأرقام عشرات الآلاف على مستوى 21 شاطئا محروسا، فيما تم إنقاذ 22 شخصا من الموت المحقق بينهم 16 طفلا، حيث اكتظت شواطئ (شابي، السانكلو، عين عشير و طوش) في بلدية عنابة بالمصطافين، كما استقطب شاطئ جنان الباي في سيرايدي، أعدادا هائلة و حُجزت جميع الأماكن الأمامية، بحيث يسهل اكتشاف ذلك بمجرد النزول في المنحدر الجبلي بالسيارة، يبدأ الزوار في البحث عن المواقع الأقل تواجدا للمصطافين من بعيد، لحجز أماكن قريبة من الماء.
و بمجرد وصول المصطافين إلى الشواطئ و منها واد بقراط، تظهر حظائر ركن السيارات من خلال لوحات الترقيم، مدى التوافد الكبير للمصطافين من الولايات الداخلية المجاورة، حيث تقصد العائلات القسنطينية كثيرا شواطئ شطايبي، لقرب المسافة مقارنة مع شواطئ عنابة و سيرايدي، كما سهل الطريق السريع شرق غرب، الوصول إلى الشواطئ المتواجدة هناك عبر مقطع عين شرشار، حيث تبقى مسافة صغيرة للوصول إلى الطريق الولائي المؤدي إلى شطايبي و التي حظيت هذا الموسم باهتمام بالغ من قبل السلطات المحلية، بإعادة تهيئة الكورنيش و توفير ظروف الراحة للمصطافين من المياه الشروب ومختلف التجهيزات، كما تقصد العائلات القالمية شواطئ شطايبي بحكم قرب المسافة عبر طريق بكوش لخضر.
و مع الارتفاع الكبير في درجة الحرارة خلال الأيام الأخيرة و تفرغ جميع العائلات الجزائرية من التزاماتها مثل شهادتي التعليم المتوسط و البكالوريا، انطلق موسم الاصطياف الفعلي و أصبحت الوجهة الأولى للعائلات الشواطئ و تختلف اختيارات المصطافين خاصة القاطنين بالقرب من الولايات الساحلية حسب ما يبحثون عنه، فهناك من يفضل الشواطئ المعزولة رغم بعد المسافة للبحث عن الهدوء و الابتعاد عن الاكتظاظ حتى و لو كانت تلك الشواطئ غير محروسة و لا تتوفر على المطاعم و غيرها من الخدمات، كما تقصد العائلات شواطئ تتوافد عليها العائلات ميسورة الحال و التي تتمتع بإمكانيات على غرار السيارة، كما هو معروف بعنابة على مستوى شاطئ جنان الباي بسيرايدي، فرغم بعد المسافة عن وسط مدينة عنابة بنحو 25 كلم و تواجده في منحدر، غير أن موقعه و طبيعة الفئة التي تقصده، تجعل الباحثين عن الراحة بعيدا عن ابتزاز المنحرفين و هي أبرز الشواطئ التي يقصدها القادمون من ولاية قسنطينة.
و وقفت النصر على طريق شبه مغلق نحو شاطئ جنان الباي، بسبب الأعداد الهائلة لسيارات المصطافين يومي الجمعة و السبت، حيث لم يسبق تسجيل هذا المشهد منذ سنوات، حيث كانت الحظيرة ممتلئة عن آخرها، سواء في مدخل الشاطئ أو في الجهة المقابلة، بدوره الشاطئ كان يعج بالمصطافين، غير أن النقطة السوداء المسجلة، هي الرمي العشوائي للنفايات، فبمجرد مغادرة المصطافين ظهرت الممرات و الطرقات ممتلئة بالقارورات البلاستيكية و مختلف مخلفات المأكولات و المشروبات، حيث نشرت، أمس، جمعيات ناشطة في مجال البيئة، فيديوهات و صور تستنكر مثل هذه السلوكات.
الشواطئ الخاصة بدورها قصدها عدد كبير من المصطافين، خاصة من الولايات الداخلية المجاورة، كونها توفر خدمات غير موجودة في الشواطئ المفتوحة، منها كراء زوارق النزهة و تنظيم خرجات بحرية و وجود أماكن للعب و تقديم مختلف المأكولات، بالإضافة إلى أرصفة عائمة لركن مراكب النزهة و غالبا ما تقصدها عائلات المغتربين و المجموعات الشبانية.
وفي سياق متصل، كشف مسير وكالة سياحية للنصر، عن استقبال عدد كبير من طلبات الحجز في الفنادق و الفيلات و كذا الشاليهات السياحية، قبل نهاية الأسبوع، حيث لم يسجل هذا الحجم الكبير من الطلبات من قبل، فأغلب الحجوزات كانت بفنادق الكورنيس و وسط المدينة، خاصة و أن الوكالات تقدم أسعارا تنافسية، لوجود اتفاقيات مسبقة مع الفنادق.
و أرجع المتحدث سبب التوافد الكبير على عنابة، إلى غلق شواطئ سكيكدة في الأسابيع الفارطة و تسجيل عدد كبير من الغرقى، بالإضافة إلى توفر بونة على مواقع سياحية و ترفيهية أفضل من الولايات الأخرى.
حسين دريدح