شددت، أمس، إدارة كلية العلوم الاجتماعية و الإنسانية بالقطب الجامعي البوني في عنابة، الإجراءات الوقائية لدخول الحرم الجامعي و إجراء مناقشات مذكرات التخرج، بعد لائحة المطالب التي وقعها أساتذة الإعلام و الاتصال من أجل التدخل لفرض تطبيق البروتوكول الصحي و القيام بحملات التنظيف و التعقيم.
و جاء تحرك إدارة الكلية و الجامعة المركزية، بعد الحادث الذي وقع على مستوى قسم علوم الإعلام و الاتصال، حيث اعتدت أخت إحدى الطالبات المتخرجات على البروفيسور، دليلة غروبة، «بشكل عنيف مع جرها من شعرها بسلالم قاعات المناقشة، كما قام والد الطالبة بدفعها و شتمها»، حسب تصريح الضحية في الشكوى التي أودعتها على مستوى الأمن الحضري الخارجي لحي بوخضرة 3 .
و استنادا لأساتذة حضروا الوقائع، فقد تقدمت الأستاذة غروبة في الحدود الساعة الرابعة و النصف من قاعة المناقشة رقم ج 16، لتنبيه زملائها بانتهاء الوقت المخصص للمناقشة بأكثر من نصف ساعة و اقتراب موعد بداية مناقشة الطالبة التي تشرف عليها في نفس القاعة، كون موعد انتهاء المناقشات على مستوى الجامعة حدد في تمام الساعة الخامسة مساء، ما أدى إلى وقوع خلل في البرمجة و إمكانية تأجيل مناقشتها إلى يوم آخر و في تلك الأثناء خرج والد الطالبة يحتج على استعجال إنهاء المناقشات و رغم تقديم البروفيسور غروبة نفسها بأنها أستاذة و كانت تشير لزملائها من بعيد بأنهم تجاوزوا الوقت، راح يعنفها لفظيا، بعد توجيه له ملاحظة حول ضرورة ارتداء الكمامة و التباعد داخل قاعة المناقشة، ، «عندها لحقت ابنته (أخت الطالبة) بالأستاذة و جرتها من خمارها و قامت بتعنيفها رفقة والدها و رغم تدخل الأساتذة لفض الاعتداء، رفضوا ذلك و تعاملوا مع الأستاذة بعنف» حسب شهود العيان.
و على إثر الاعتداء، نظم أساتذة قسم علوم الإعلام و الاتصال، صبيحة أمس، وقفة تنديد و تضامن مع الأستاذة غروبة أمام عمادة الكلية، رافعين شعارات بوقف العنف داخل الحرم الجامعي و ضرورة الالتزام بالبروتوكول الصحي.
و استنادا لمصادرنا تدخلت إدارة الجامعة، أمس، و قام نائب مدير الجامعة المكلف بالبيداغوجية بالاتصال بالأستاذة غروبة، معبرا عن تضامن الإدارة معها و تأسسها كطرف مدني، مع تكليف المحامي المعتمد لدى الجامعة للدفاع عنها و يكون طرفا في الدفاع عبر مراحل التحقيق، إلى غاية الفصل في القضية من قبل العدالة.
كما تمسكت الأستاذة الضحية بتقييد شكوى لدى مصالح الشرطة و متابعة عائلة الطالبة التي اعتدت عليها جزائيا.
و استنادا للأستاذة، حسينة بوشيخ، في اتصال بالنصر، فإن الأساتذة واجهوا متاعب كبيرة مع أهالي الطلبة في فترة المناقشات، بإصرارهم على حضور المناقشات دون وجود أي احترام للبروتوكول الصحي، في غياب شبه تام لارتداء الكمامات أو استخدام المعقمات، بالإضافة إلى انعدام أدنى شروط النظافة، حيث أصبحت جميع القاعات متسخة جراء ترك مخلفات تنظيم احتفاليات صغيرة بمناسبة التخرج، مثل علب الحلويات و قارورات المشروبات، ما استدعى مراسلة إدارة الكلية للتدخل بوضع حد لحالة الفوضى التي تعرفها قاعات المناقشات التي وصل فيها الحد لاستخدام الألعاب النارية.
من جهتها قامت إدارة الكلية، أمس، بتشديد إجراءات الدخول عبر البوابات الرئيسية سواء للراجلين أو المركبات و تكثيف تواجد أعوان الأمن و فرض قياس درجة الحرارة و استخدام المعقمات و فرض ارتداء الكمامة كشرط لدخول الحرم الجامعي و في هذا الشأن، شدد الأساتذة على المواصلة على نفس الوتيرة و عدم التراخي و فرض الصرامة، خاصة من جانب النظافة.
فيما انطلقت بمقر الولاية، صبيحة أمس، في إطار مواصلة حملة التلقيح الواسعة ضد فيروس كوفيد 19، عملية تلقيح موجهة لفائدة موظفي الجماعات المحلية، أشرف عليها والي الولاية، تطبيقا للتدابير الاحترازية و الوقائية للتصدي لانتشار الفيروس و الحفاظ على الصحة العمومية، كما ستعمم في الأيام القادمة عبر مختلف دوائر و بلديات الولاية و المقاطعة الإدارية ذراع الريش.
حسين دريدح