شددت مختلف المصالح و الإدارات والمؤسسات الاستشفائية، بولاية برج بوعريريج، من الإجراءات الوقائية، وعمليات التحسيس والوقاية، وحملات التنظيف والتعقيم للشوارع والأحياء السكنية، فضلا عن اخراج عمليات التلقيح من المراكز الصحية إلى الساحات والمرافق العمومية، بعد تسجيل زيادة غير مسبوقة في عدد حالات الإصابة و الاشتباه بالعدوى بفيروس كورونا في هذه الموجة الثالثة التي تعد الأخطر من سابقتيها حسب ما كشفت عنه مصالح مديرية الصحة، بالنظر إلى سرعة ظهور الأعراض وانتقال العدوى و مهاجمة الفيروس للرئتين في ظرف وجيز .
و أشارت مديرية الصحة عبر صفحتها على الفايسبوك، إلى أن انتشار العدوى بالفيروس يعرف منحنى تصاعديا و زيادة مقلقة خلال الأيام الأخيرة، مبرزة ذلك في منشور خاص بعدد الحالات المشتبه بها و التشبع على مستوى المؤسسات والمراكز الاستشفائية المخصصة لاستقبال المرضى المصابين بفيروس كورونا كوفيد 19 و الحالات المشتبهة، حيث أكدت تسجيل ارتفاع كبير و ذروة في عدد الحالات منذ بداية ظهور الوباء خلال الساعات الفارطة، داعية المواطنين إلى توخي الحيطة والحذر و عدم الاستهتار و الاستهزاء بتوصيات الوقاية و مطلب التباعد الاجتماعي، حيث سجلت استقبال أزيد من 103 حالات بالمستشفيات، ناهيك عن الحالات التي تم توجيهها للحجر و الاستشفاء المنزلي، مؤكدة على تسجيل 7 حالات مؤكدة للإصابة بالفيروس بالتحاليل المخبرية وحالتين جديدتين، فضلا عن تواجد سبع حالات في الانعاش وحالة واحدة تحت العناية المركز، و لم تستبعد أن يتم تسجيل اصابات أخرى خلال هذا الأسبوع، الذي تعرف فيه الولاية ارتفاعا غير مسبوق بالتزامن مع ظهور الموجة الثالثة للفيروس، و تسجيل حالات للفيروس المتحور (ألفا) .
وتراهن المديرية الوصية على وعي المواطنين في التصدي للوباء، خاصة و أن عشرات العائلات أصبحت تعاني من انتشار العدوى و فقدت أفرادا منها و أقرباء، بسبب الوباء و عدم اتخاذ الإجراءات الوقائية، حيث هنالك من العائلات من فقدت أبناء و أباء وأمهات في الأسرة الواحدة، ما زاد من المخاوف و تهديد الوباء، و ضاعف من تشديد الاجراءات الوقائية وحتمية التقيد بالتعليمات بوضع القناع الواقي والكمامات وتعقيم الأيدي و إطلاق حملات النظافة بالساحات العمومية و الأماكن التي تشهد حركية كثيفة للمواطنين، مع التقليل من التجمعات و منع اقامة الحفلات والأفراح، و التشديد من الرقابة بالطرقات والأسواق و المساحات التجارية.
كما تركز مختلف المصالح و المؤسسات الاستشفائية في الفترة الأخيرة، على انجاح حملة التلقيح، التي بلغت حسب ما نشرته مديرية الصحة عبر صفحتها الرسمية في الفايسبوك نسبة 10 بالمائة من اجمالي الفئة المستهدفة، وعرفت اقبالا من قبل المواطنين بعد اخراجها من المراكز الصحية إلى المرافق و المؤسسات العمومية و الخاصة و مراكز الترفيه والمؤسسات الشبانية و المساحات التجارية الكبرى عبر مختلف البلديات، ما سمح بتسجيل زيادة في عدد الأشخاص الذين خضعوا لعملية التلقيح و إحصاء حوالي 38 ألف مواطن استفاد من اللقاح، في حين يبقى الهدف المسطر الوصول لتلقيح حوالي 318 ألف مواطن، لتحقيق مسعى المناعة الجماعية والتخفيف بشكل كبير من حالات العدوى.
و وجهت مديرية الصحة دعوتها للمواطنين إلى التسجيل أو التوافد على الأماكن و المراكز المحددة لحملات التلقيح التي تبرمجها بشكل يومي عبر مختلف البلديات و حتى بالمناطق الريفية والقرى، كما دعت أرباب العمل و أصحاب المؤسسات الخاصة إلى التعاون مع مصالحها، بالتوجه إلى مصلحة الوقاية لعرض قوائم مستخدميهم والعمال، بهدف تسطير برنامج للتلقيح بمؤسساتهم، على غرار تحديد يوم غد الاثنين لتلقيح عمال مؤسسة كوندور على مستوى المركز الصحي والاجتماعي التابع للمؤسسة بالمنطقة الصناعية .
و في سياق متصل بحملات النظافة و التعقيم، أكد مدير البيئة للنصر، على تسطير برنامج يومي لتعقيم و تنظيف المؤسسات و الهيئات والمديريات التنفيذية والفضاءات المستقبلة للجمهور، مع اطلاق حملات واسعة لتنظيف الشوارع والساحات العامة و الأحياء السكنية عبر مختلف البلديات، و خصوصا على مستوى بلدية البرج عاصمة الولاية، أين تم اطلاق حملة واسعة مست أغلب الأحياء السكنية، لاسيما الأحياء العريقة و القديمة، فضلا عن الأحياء المتواجدة بضواحي المدينة على غرار حي بومرقد، القرية الشمالية و الجنوبية، باستغلال و تجنيد الإمكانيات المادية والبشرية لمختلف الهيئات والمديريات، مشيرا إلى اطلاق حملة تنظيف و تعقيم واسعة بعد عيد الأضحى و خلال اليومين الفارطين، بمشاركة مصالح البلديات و ديوان الترقية والتسيير العقاري ومؤسسة الردم التقني للنفايات و مختلف المديريات، كما سبقتها حملة واسعة شاركت فيها مصالح الدرك الوطني و محافظة الغابات ومصالح الأمن الوطني و الحماية المدنية، لتنقية الشوارع و تعقيمها ما يقلل من مخاطر انتقال العدوى بمختلف الأمراض و الأوبئة .
تجدر الإشارة، إلى محاولتنا الاتصال بمديرة الصحة، للاستفسار عن سير حملة التلقيح واهم الاجراءات لتزويد المستشفيات بمادة الأوكسجين، والقرارات المتخذة للحد من انتشار العدوى، واستقبال المرضى على مستوى المراكز و المؤسسات الاستشفائية المخصصة لمجابهة الوباء، غير أننا لم نتلق أي رد .
ع/ بوعبدالله
