دخلت عدة مشاريع و استثمارات سياحية عمومية و خاصة مرحلة التوقف بقالمة و تحوّلت ورشاتها إلى مواقع مهجورة نمت فيها الأشواك، و تكدست حولها بقايا مواد البناء، من حديد و خشب و رمل و حصى، في مشاهد واقعية من تعثر الاستثمار المنتج للثروة و مناصب العمل بعدة قطاعات، بينها السياحة التي يعوّل عليها كثيرا لتحريك الاقتصاد المحلي المتردي.
و تعد منطقة التوسع السياحي بمدينة حمام دباغ الأكثر تضررا من توقف المشاريع السياحية، القديمة منها و الجديدة، حيث يوجد بها ما لا يقل عن 4 مشاريع كبرى لبناء فنادق و مراكز للخدمات و حمامات معدنية، توقف بها العمل بعد أن بلغ البعض منها مراحل متقدمة، كما هو حال فندق محمية العرائس المحاذي لجسر السكة الحديدية، و فندق بجوار مركز البريد، و آخر بجانب قبر الدكتور مورو مؤسس الطب الحموي بالمدينة قبل 150 عاما تقريبا.
و من بين مشاريع استثمارية عديدة بمنطقة التوسع السياحي لم تدخل إلا 3 مشاريع مرحلة الاستغلال بينها فندق و حمام معدني، و مركز للراحة تابع لقطاع البريد و المواصلات، و مصحة لطب العيون، في حين تعثرت مشاريع أخرى بعضها لمدة تجاوزت العشرين عاما، كما هو حال فندق للحماية المدنية و مركز تجاري، يعد من بين أولى المشاريع التي انطلقت بمنطقة التوسع السياحي، قبل أن يدخل مرحلة التعثر و النسيان. و قال مدير السياحة بقالمة للنصر، أمس الأحد، إن مركز الراحة التابع للحماية المدنية سينطلق من جديد في غضون الأشهر القليلة القادمة، حيث يقوم المشرفون عليه بإجراءات الحصول على رخصة جديدة للبناء، لدى الشباك الموحد المتخصص في تنظيم و بعث المشاريع الاستثمارية.
و بخصوص فندق محمية العرائس قال المتحدث بأنه تعذر الاتصال مع صاحب المشروع المتوقف، لكن المساعي مازالت مستمرة للتواصل معه، و اتخاذ الإجراءات اللازمة لإعادة بعث عملية البناء التي بلغت مرحلة متقدمة، قبل التوقف التام لأسباب ربما تتعلق بصاحب المشروع شخصيا، حيث لا توجد أية مشاكل تقنية و إدارية من شأنها التأثير على عملية الإنجاز.
و حسب مدير السياحة، فإن مشاكل الورثة قد تسببت أيضا في تعثر مشروع بناء فندق بمنطقة التوسع السياحي حمام دباغ، حيث توقف به البناء بعد وفاة المستثمر و انتقال الاستثمار إلى الورثة، الذين لم يتمكنوا حتى الآن من استئناف البناء، و إنهاء المشروع و إدخاله مرحلة الاستغلال
و بمدينة وادي الزناتي، مازال مشروع سياحي آخر متوقف منذ عدة سنوات، حيث تحول الموقع المحاط بجدار من صفائح الزنك بالمدينة إلى فضاء مهجور و مشوه للعمران، و مهدد بالانجراف تحت تأثير الفيضانات الموسمية.
و تعمل مديرية السياحة بقالمة و معها كل الهيئات المعنية بتطوير و انجاز الاستثمارات المنتجة للثروة و مناصب العمل، على إيجاد حلول جدية للمشاريع المتوقفة، و حث أصحابها على الوفاء بتعهداتهم التي وقعوا عليها، عندما استلموا قطعا أرضية ثمينة بأسعار متدنية، و حصلوا على قروض ميسرة، لكنهم لم يتمكنوا من تحقيق منجزاتهم على أرض الواقع، و إدخالها مرحلة الاستغلال الفعلي، لدعم قطاع السياحة الذي يعاني من نقص المرافق و تدني الخدمات، رغم الإمكانات الحموية و الطبيعية التي تغري السائح الوطني و الأجنبي على مدار العام. فريد.غ