قالت والية قالمة لبيبة ويناز، أمس الأربعاء، أن موسم السقي القادم بسهل سيبوس، قد لا يكون ممكنا إذا لم تسقط كميات كافية من الأمطار هذا الشتاء و يتعافى سد بوحمدان الذي يعرف انخفاضا مستمرا منذ عدة أشهر، متأثرا بموجة جفاف طويلة تعرض لها محيط المصب الكبير المتربع على مساحة تفوق الألف كلم مربع.
و أضافت، لبيبة ويناز، أمام دورة المجلس الشعبي الولائي، بأنه يتعين على قطاعات الزراعة و الموارد المائية و السقي، الاستعداد للوضع القادم، و البحث عن بدائل أخرى، و حشد كل الإمكانات المتاحة لتخفيف من وطأة الأزمة المائية التي تعيشها الولاية.
و قد انخفض احتياطي سد بوحمدان بقالمة إلى ما دون 30 بالمائة من طاقته القصوى المقدرة بأكثر من 180 مليون متر مكعب المياه، الموجهة للشرب و سقي المحاصيل الزراعية، بسهل سيبوس المسقي.
و يبدي المشرفون على شؤون ولاية قالمة قلقا كبيرا تجاه أزمة المياه بالمنطقة، محذرين من تأثير موجة الجفاف الحالية على قطاع مياه الشرب أيضا، إذا لم يتعافى السد هذا الشتاء.
و يتوقع أن يعيد المزارعون العاملون بسهل سيبوس المسقي، النظر في برنامج العمل الموسمي، و تقليص المساحات المخصصة للزراعات المسقية كالطماطم الصناعية، و الخضر و الفواكه، و التحول إلى زراعات أخرى أقل استهلاكا للمياه، كالقمح و الأعلاف، حتى لا تتكرر تجربة 2017 عندما هوى احتياطي السد إلى أقل من 20 مليون متر مكعب، و توقف ضخ مياه السقي الى حقول الطماطم الصناعية، و خرج المزارعون في احتجاجات مطالبة بإيجاد بدائل أخرى لإنقاذهم من الإفلاس.
و مازال المزارعون و سكان قالمة ينتظرون إنجاز مشروع تحويل مياه وادي الشارف إلى سد بوحمدان، عبر قناة للضخ و الجر عبر مرتفعات عين احساينية، و فج الريح، لتعبئة السد و التخفيف من وطأة مواسم الجفاف المتعاقبة على المنطقة منذ عدة سنوات.
و سيزداد الضغط على السد الكبير العام القادم، عندما تبدأ القناة العملاقة الثانية في ضخ و جر مياه الشرب إلى مدن و قرى سهل الجنوب الكبير، بقوة قد تصل إلى 500 لتر في الثانية الواحدة، و عندها سيرتفع حجم الاستهلاك السنوي إلى أكثر من 50 مليون متر مكعب من مياه الشرب و السقي، إلى جانب التبخر الذي يذهب بكميات هائلة من احتياطي السد كل صيف.
فريد.غ