أعادت كميات الأمطار المتهاطلة بغزارة، خلال الأيام و الساعات الأخيرة، على إقليم ولاية برج بوعريريج، بصيص الأمل للقائمين على قطاع الموارد المائية و للمواطنين، بتجاوز الأزمة، بعدما بلغت وضعية السدود دائرة الخطر، خاصة سد عين زادة الذي تراجع منسوبه إلى أدنى المستويات بأقل من 9 مليون متر مكعب.
و أكد مدير الموارد المائية للنصر، أن معدلات التساقط المسجلة خلال الأيام الأخيرة، و بالأخص الكميات المتساقطة يوم أمس، بكميات بلغت حسب مصالح الأرصاد الجوية معدلات تصل 80 ملم بعدد من الولايات بما فيها ولاية برج بوعريريج، أعطت متنفسا و أعادت الأمل من جديد، بعد فترة عصيبة كانفيها منسوب المياه على مستوى السدود يشهد انخفاضا متزايدا، إلى درجة بروز مخاوف من مواجهة أزمة عطش حقيقية بفعل الجفاف، حتى خلال فترات التساقط الموسمية التي عادة ما كانت تتساقط فيها الأمطار بغزارة مع بداية فصل الخريف، ما يساعد على امتلاء السدود مجددا بعد فصل الصيف الذي يشهد تزايدا للطلب على المياه و شحا في مواردها على مدار العامين الفارطين حتى في عز فصل الشتاء، جعل منسوب مياه السدود يتضاءل تدريجيا، مع تزايد في الاستهلاك اليومي لكميات هامة دون أن يتم تعويضها من الموارد المتاحة التي ترتكز في مجملها على التبعية المناخية و بالأساس مياه الأمطار و الثلوج، إذ انخفض منسوب مياه سد عين زادة إلى مستويات غير مسبوقة، حسب ما أكده ذات المدير، بكمية لم تتجاوز 8 ملايين و 400 ألف متر مكعب خلال الفترة الأخيرة و أقل من 13 مليون متر مكعب خلال فصل الصيف، في حين كانت خلال سنوات فارطة لا تقل عن 25 مليون إلى 30 مليون متر مكعب في أسوء الأحوال، ما خلف مخاوف كثيرة على مدار الأشهر الفارطة، لا سيما خلال موسم الحر الذي شهدت فيه البلديات الممونة من سد عين زادة ارتباكا في عمليات التوزيع بلغ ببعض التجمعات السكانية و الأحياء المتواجدة بالمناطق العلوية إلى أزمة حقيقية تتجاوز فترات الانقطاع بها إلى مدة تتراوح بين أسبوع إلى الشهر، بما فيها أحياء سكنية بعاصمة الولاية.
و هو ما دفع بالسلطات الولائية إلى نقل الانشغال لأعلى مستوى و إلى الوزارة الوصية، في إنذار صريح ببروز مؤشرات أزمة عطش على الأبواب، مع الحرص و السعي الدائم لإيجاد حل لها، ما عجل باتخاذ قرارات بتحويل كميات هامة من المياه من سد موان بولاية سطيف إلى سد عين زادة الواقع ببلدية عين تاغروت بولاية برج بوعريريج، عبر ثلاث مراحل و بكمية إجمالية قدرت بأزيد من 5 ملايين و 300 ألف متر مكعب، الأمر الذي خفف من حدة الأزمة و أتاح متنفسا لتسييرها، قبل بداية الانفراج الذي بدت مؤشراتها في زيادة معدلات تساقط الأمطار خلال الأسابيع الاخيرة، و تعليق الأمل مجددا على ارتفاع معدلات التساقط خلال فصل الشتاء و بالأخص تساقط كميات هامة من الثلوج، بعدما سجلت الولاية حالة جفاف غير مسبوقة على مدار السنوات الفارطة .
و أكد مدير الموارد المائية، أن تساقط الأمطار بكميات معتبرة، سيساعد بصفة مؤكدة من انعاش القطاع وزيادة مخزون المياه بالسدود، ما يعطي أريحية في التسيير و يزيد من الحصص الموجهة إلى المواطنين، مع العلم بأنه و زيادة على تراجع منسوب مياه سد عين زادة إلىأدنى المستويات، فقد عرف زيادة بالموازاة مع ذلك في عدد البلديات الممونة منه، إذ كانت لا تتعدى الخمس بلديات و ارتفع عددها إلى 12 بلدية خلال السنوات الفارطة، بفضل المشاريع المنجزة لتزويد عديد البلديات من مياه هذا السد، على غرار بلديات دائرة رأس الوادي و مجانة و حسناوة، فضلا عن المشاريع التي مازالت في طور الأشغال على غرار بلدية الحمادية.
و يرتقب أن يحقق قطاع الموارد المائية انتعاشا من حيث منسوب المياه بالسدود، خاصة و ان الولاية تجاوزت تداعيات أزمة حقيقية على مدار اشهر كاملة، بلغت حد المخاوف من عدم القدرة على تلبية احتياجات الساكنة، لكنها بدأت في التلاشي مع بروز بوادر لموسم ممطر قد يساعد على امتلاء السدود، خاصة وأن الولاية محاطة بالعديد من المجمعات والسدود، و تعبرها عديد الأودية التي عادة ما تستعيد نشاطها خلال فصل الشتاء، على غرار الأودية العابرة من بلدية اليشير و القصور و الحمادية و العش إلى سد القصب الواقع باقليم ولاية المسيلة، و الأودية التي تصب من أعالي جبال البيبان وتلك المارة ببلديات دائرة المنصورة، وتصب في سد تيلسديت الواقع بإقليم ولاية البويرة، الذي يمون أغلب بلديات الدائرة بفضل المشروع الهام المجسد خلال السنوات الفارطة الذي استهلك أزيد من ألف مليار سنتيم، للقضاء على مشكل ندرة المياه ببلديات دائرة المنصورة، يضاف لذلك استعادة الأودية الواقعة بالجهة الشمالية من مجانة الى منطقة المشرع و وادي الشوف إلى سد تيشي حاف و الأودية التي تصب من منطقة برج زمورة إلى هذا السد الواقع بإقليم ولاية بجاية و الذي يمون بلديات دائرة الجعافرة بالمياه، ما يؤشر حسب ما ذهب اليه ذات المدير إلى تسجيل ارتفاع في منسوب المياه بالسدود قد يساعد على تحسين تزويد المواطنين بهذه المادة الضرورية على المدى القريب و لم لا امتلاء السدود و ارتفاع منسوبها خلال موسم التساقط لتحقيق مخزون يكفي لضمان وتلبية احتياجات الساكنة مستقبلا . ع/بوعبدالله