تتوفر ولاية باتنة على 600 موقع أثري مصنف، ما جعلها منطقة يقصدها مهربو الآثار والتحف، من أجل سرقة الموروث الثقافي المادي، و يستهدف المجرمون المواقع الأثرية غير المحمية، من أجل تهريب القطع المعدنية النادرة و أحجار عليها نقوش و خاصة الرؤوس الرخامية لمجموعة من الأباطرة.
و أكد المفتش الرئيسي حريز مراد، رئيس مكتب العلاقات العامة و نظام المعلومات بمفتشية أقسام الجمارك بباتنة، خلال تنظيم متحف سيرتا بالتنسيق مع المديرية الجهوية للجمارك بقسنطينة، رابع دورة تكوينية دراسية لفائدة إطارات الجمارك، والأولى لفائدة إطارات الدرك الوطني، أن ولاية باتنة مستهدفة من طرف مهربي الآثار، لأنها غنية بالمتاحف و الموروث الثقافي، مؤكدا أنه تم إحصاء أزيد من 600 موقع أثري مصنف بالولاية، من طرف القائمين على الجانب الثقافي في الولاية.
و أضاف المتحدث، أن المهربون يتعمدون سرقة بعض الآثار خفيفة الوزن، على غرار الأحجار المنقوشة والقطع المعدنية التي غالبا ما تكون نقود تعود إلى الفترة النوميدية و الويندالية و الإسلامية، ممثلا بمدينة سريانة التي كانت تحت الحكم الفاطمي، وتعرف بأنها غنية بالنقود النادرة.
و أوضح المتحدث أن أبرز ما يستهدفه المهربون، هو الرؤوس الرخامية لمجموعة من الأباطرة من متحف تيمقاد، والذي تعرض لعدة سرقات منذ انجازه، كما هو الحال مع متحف لومبار الذي يبقى مغلقا لأنه عبارة عن بناية قديمة لا تستوعب الزائرين، و أضاف أن أبرز السرقات تتمثل أيضا في الشمعدانات و التماثيل الصغيرة البرونزية أو الفخارية، مذكّرا باسترجاع رأس من الرؤوس الرخامية من دولة أوروبية مؤخرا.
و يستهدف المهربون المواقع الأثرية غير المحمية، حسب المتحدث، و الذي أضاف أن مصالحه تركّز على المشاركة في محاربة تهريب الموروث الثقافي المادي، رفقة الشركاء الفاعلين على غرار الأمن والدرك الوطنيين من أجل الحد من استنزاف الموروث الثقافي المادي.
و توقف مصالح الجمارك بباتنة، غالبا المهربين على مستوى الحواجز الثابتة أو خلال دوريات فجائية تقوم بها، و يتم اكتشاف الجرم بعد عمليات تفتيش، يتفطن خلالها الجمركي أن الشخص بصدد تهريب موروث ثقافي مادي، وهذا بفضل مثل هذه الدورات التكوينية الدراسية التي تسمح بأداء الجمركي مهامه بكل احترافية، مختتما حديثه بتوجيه دعوة إلى المواطن الذي يعتبره شريكا ممتازا، يطالبه فيها بالوعي من أجل حماية الموروث الثقافي و التاريخي.
حاتم / ب