يشتكي منتجو الزيتون بولاية الطارف، من استمرار مشكلة التسويق وسط مخاوف من تراجع الإنتاج هذا الموسم بسبب نقص المعاصر، ما دفع بالعديد منهم إلى العزوف عن جني المحصول رغم جودته العالية.
وذكر بعض المنتجين في لقاء مع النصر، أنهم يواجهون متاعب كبيرة في جنى المحصول منذ انطلاق الحملة منذ أسابيع، مشيرين إلى عدم تدخل الجهات المعنية لحل مشكلة التسويق أمام غلق وحدات التحويل أبوابها، حيث توجد بالولاية معصرة واحدة لا تلبي حسبهم الطلب، ما يضطر المنتجين إلى بيع المحصول الذي يمثل مصدر عيشهم الوحيد «بأبخس الأثمان» تجنبا لتعفنه وتلفه.
كما يضطر البعض إلى التنقل لتسويق محصوله بمعاصر الولايات المجاورة كقالمة و سوق أهراس، رغم ارتفاع الأعباء، في مسعى لإنقاذ موسمهم من الخسائر، ويحدث هذا، حسبهم، بالرغم من الشكاوى المرفوعة للجهات المعنية من أجل إيجاد آليات تحفظ على هذه الشعبة من الزوال، خاصة أمام تراجع الإنتاج من سنة لأخرى رغم خصوصيات الولاية كونها جبلية بامتياز و تُعد منتجة للزيتون المعروف بجودته و أنواعه.
و لم تتعد الكميات التي تم جمعها من بداية حملة الجني، حوالي 9 آلاف قنطار على مساحة 820 هكتارا، أغلبها تُعرض على الطرقات لبيعها مباشرة للمواطنين بعد أن تعذر على المنتجين تسويقها للمعاصر، فيما قالت مصادر من الاتحاد المحلي للفلاحين إن المشاكل التي يتخبط فيها المنتجون خصوصا المتعلقة بالتسويق والتحويل، باتت تهدد مستقبل الشعبة رغم إمكانيات الولاية الهائلة في هذا المجال، وأضاف المصدر أن هناك مساع لمرافقة الفلاحين لتجاوز الصعوبات، في انتظار التكفل النهائي بإيجاد الحلول.
و استعجل ممثلون عن المنتجين تدخل الوصاية لإيجاد الحلول الناجعة و السريعة لمشكلة التسويق والتحويل، التي باتت ترهن مصير الشعبة رغم قيمتها الاقتصادية، مع الدعوة إلى استفادتهم من الدعم لتطوير نشاطهم، خصوصا ما تعلق بالمكننة، حيث ما يزال الزيتون يُجمع بطرق تقليدية.
وأكدت مصادر من غرفة الفلاحة، أن 30 بالمائة من إنتاج الزيتون يسوق محليا، والباقي يباع خارج الولاية، كما توجد كميات أخرى يتخلى أصحابها عن جنيها بسبب العوائق المطروحة، مضيفة أن أولى المؤشرات تنذر بضعف المردود، وهو ما كان له الأثر على ارتفاع سعر اللتر الواحد من زيت الزيتون و الذي قفز من 600 دينار إلى 700 دينار هذا الموسم. من جهتها، أكدت مديرية مصالح الفلاحية اتخاذ كل الإجراءات لإنجاح حملة جني الزيتون، خاصة ما تعلق بمرافقة المنتجين لتسويق محصولهم نحو وحدات المعاصر المحلية وتلك الموجودة خارج الولاية، كما أقرت المصالح المعنية بمشكلة التسويق المطروحة رغم قيامها بدعوة الفلاحين و تحفيزهم على إنشاء معاصر مع الاستفادة من دعم الدولة.
و أضافت المصالح المعنية، أنها تعمل بالتنسيق مع ممثلي المهنيين من أجل التكفل بكل المشاكل التي قد تعيق عملية الجني و التحويل التي يتوقع خلالها هذا الموسم إنتاج ما يقارب 75500 قنطار، منها حوالي 30 ألف قنطار من زيت المائدة، وذلك على مساحة تقدر بـ 5120 هكتارا تمثل 80 بالمائة من إجمالي أراضي أشجار الزيتون التي تناهز 6 آلاف هكتار، فيما يتوقع هذا الموسم جمع حوالي 8 آلاف لتر من الزيت، بما يساوي أكثر من 60 ألف قنطار من مجموع المحصول.
نوري.ح
