أطلقت محافظة الغابات بولاية برج بوعريريج، عمليات لإنجاز أحواض مائية وسط الغابات، عبر مختلف المناطق، لاستغلال مياهها في عمليات السقي خلال حملات التشجير، فضلا عن استعمالها في إخماد النيران و الحد من مخاطر الحرائق التي عادة ما يزيد عددها خلال موسم الحر.
و قد تم انجاز أحد الأحواض المائية الكبيرة بالغابات المتواجدة في بلدية المنصورة و محيط غابات البيبان في الجهة الغربية للولاية، التي شهدت خلال صائفة العام الماضي و السنوات الفارطة نشوب العديد من الحرائق، ما تسبب في خسائر فادحة و إتلاف مساحات واسعة تقدر بعشرات الهكتارات من الأشجار بالغابات و الأدغال، ما استدعى اتخاذ تدابير و إجراءات وقائية و استباقية تفاديا لتكرارها، بما فيها تدعيم الرقابة على مستوى الأبراج المخصصة لذات الغرض و تدعيم شبكة الطرقات الغابية و انجاز أحواض للمياه، لتسهيل عمل فرق النجدة و الإطفاء، التي كانت تواجه صعوبات في الوصول إلى بؤر الحرائق، بالنظر إلى صعوبة التضاريس، قبل أن يتم شق طرقات و مسالك وسط الغابات و تدعيم مخزون المياه بالمنطقة تحسبا لأي احتمالات بنشوب الحرائق مستقبلا، بغية تسهيل عمليات التدخل و التزود بالمياه لإخماد النيران .
و زيادة على هذا، تستغل محافظة الغابات هذه الأحواض في عمليات السقي، على غرار ما قامت به مؤخرا، بمناسبة الاحتفالات باليوم العالمي للجبال، أين اطلقت حملة تشجير واسعة بالغابات، كما قامت بتسييج الحوض المائي المنجز بالمنطقة و سقي الأشجار المغروسة من المياه المجمعة بهذا الحوض، بالتنسيق مع الفدرالية الولائية للصيادين ممثلة في جمعيات الصيد و ذلك لتجنب استغلاله في السباحة و ما قد ينجم عنها من حوادث الغرق للأطفال الصغار، فضلا عن حماية الحيوانات البرية من السقوط فيه، بالنظر إلى عمقه الكبير و صعوبة خروجها منه.
و بالموازاة مع هذه العملية، تم تنظيم جولات سياحية و حملات تشجير، تدخل في إطار التشجيع على السياحة الجبلية بالغابات و الجبال المتواجدة عبر إقليم الولاية، تحت شعار (سياحة مستدامة في الجبال)، على مستوى منطقة بومسعدة و غابة الدولة بمنطقة بني يعدل ببلدية الجعافرة، أين قام المشاركون في هذه المبادرة، بغرس 2500 شجيرة من صنف الصنوبر الحلبي، على مساحة قدرها 205 هكتارات، تعويضا عن المساحات الغابية التي أتلفت بفعل الحرائق خلال السنوات الفارطة.
و عرفت هذه المبادرة، مشاركة واسعة لفعاليات المجتمع المدني و السلطات المحلية بدائرة الجعافرة و المؤسسات التربوية و الكشافة الإسلامية و غيرها من الجمعيات المهتمة بالبيئة و أعيان المنطقة .
ع/بوعبدالله