ناشدت المجاهدة «أم هاني بوستة»، المعروفة بتسمية الشهيدة الحية بعد أن نجت من التعذيب و الذبح خلال الحقبة الاستعمارية الفرنسية، السلطات العليا، للتدخل و ترحيلها من السكن الهش الذي تقطن به في بلدية تكوت بولاية باتنة، بعد أن كانت السلطات العمومية لولاية باتنة قد اتخذت قرارا قبل خمس سنوات لإنجاز سكن لائق لها و هو السكن الذي تجاوزت نسبة إنجازه 90 بالمائة قبل أن تتوقف الأشغال منذ سنتين.
المجاهدة «أم هاني»، كانت «النصر»، قد وقفت على معاناتها بالمسكن الذي تقطنه والذي لا يحفظ كرامتها حيث تعيش رفقة ابنتها الوحيدة فيه وسط جدران مشققة ومهددة بالسقوط بغرفة وحيدة فيما جزء من المسكن سقفه عبارة عن لوحة بلاستيكية و تعد المجاهدة إحدى الرموز اللواتي شاركن في الثورة في صمت بعمل لوجيستيكي كانت تقوم به رفقة زوجها الذي سقط شهيدا بعد التفطن لأمرهما وقد نجت هي من مذبحة بعد أن ظن عساكر الاستعمار أنهم تخلصوا منها.
و لطالما شكل توفير سكن لائق يأوي المجاهدة أم هاني رفقة ابنتها، حلمها الذي راودها طيلة عمرها، وكان لقرار إنجاز سكن جديد يجمعها وابنتها بمثابة الخبر الذي أثلج صدرها قبل خمس سنوات و أبهج القرار أيضا سكان المنطقة لرد الاعتبار والجميل للمجاهدة، غير أن معاناة أم هاني بوستة طالت دون أن تدري متى يتم ترحيلها، بسبب توقف الأشغال رغم أنها شارفت على الانتهاء دون استكمالها، في حين تصارع المجاهدة مع تقدمها في السن المرض دون أن ينقطع أملها بتحقيق حلمها.
من جهتها علمت النصر من مسؤول بدائرة تكوت أن سبب توقف الأشغال رفض تسليم السكن من طرف مقاولة أسندت لها الأشغال من طرف الوكالة الولائية للتسيير والتنظيم العقاريين و الحضريين، التي كلفتها مديرية المجاهدين بإنجاز المشروع بأمر من والي أسبق لولاية باتنة تكريما للمجاهدة.
و يرجع سبب عدم تسليم السكن لعدم تلقي المقاولة لمستحقاتها المالية، وأفاد ذات المسؤول بأن حالة الانسداد حول إجراءات السكن حالت دون تسليمه على الرغم من تطوع جمعيات ومقاولات لاستكمال الرتوشات الأخيرة و تجهيزه و أكد ذات المسؤول بأنه سيتم إيجاد حل لاستلام سكن المجاهدة. يـاسين عبوبو
