تعرضت مساحات واسعة من حقول القمح بقالمة، إلى غزو حشائش البروم بعدة أقاليم منتجة لهذا المحصول الغذائي الاستراتيجي، حسب ما أفاد به مهندسون زراعيون يتابعون الوضع عن كثب و يحاولون إيجاد الحلول و معرفة الأسباب التي أدت إلى انتشار البروم على نطاق واسع هذا الموسم.
و قد غطت هذه العشبة الضارة حقولا بأكملها وسط حيرة المزارعين الذين استعملوا المعالجة الكيماوية لكنها لم تكن مجدية، حيث واصل البروم نموه و انتشاره مدمرا نبتة القمح التي لم تعد تظهر بالحقول المتضررة.
و يعتقد المهندسون الزراعيون بقالمة بأن الإخلال بالدورة الزراعية، و تكرار عمليات زرع القمح في الحقل الواحد عدة سنوات متتالية ربما يكون السبب الرئيسي لنمو عشبة البروم، التي لا يوجد علاج مناسب لها في الوقت الحالي، فهي عصية على المعالجة الكيماوية، و يمكن الحد منها فقط بتطبيق صارم للدورة الزراعية و تنويع المحاصيل بالحقل الواحد بين سنة و أخرى، و تنظيف البذور قبل اعتمادها و تسليمها للمزارعين.
و قال المهندس الزراعي ثامر بوجاهم للنصر بأن البروم نبتة أحادية الفلقة كالقمح و الشعير و الخرطال و هو ضار و سريع الانتشار و مدمر لمحاصيل القمح، مضيفا بأن التصفية الجيدة للبذور قبل الزرع، و تطبيق الدورة الزراعية تعد من بين الحلول الممكنة للقضاء على البروم و الحد من انتشاره.
و أوضح المتحدث بأن عشبة البروم تخنق نباتات القمح، و تحجب عنها عامل التركيب الضوئي و تمنع عنها الغذاء، مما يؤدي إلى دمار هائل بحقل القمح المصاب، و قد يكون المردود معدوما بالكامل.
و حذر ثامر بوجاهم من أن انتشار البروم بكل الأقاليم المنتجة للقمح بولاية قالمة تقريبا، ستكون له آثار وخيمة أيضا على المواسم الزراعية القادمة، إذا ارتكبت نفس الأخطاء كخرق الدورة الزراعية و استعمال البذور الملوثة بالبروم.
و إلى جانب البروم الضار انتشر مرض فطري آخر بحقول القمح بقالمة يسمى تعفن الجذور المؤدي إلى تفحم سنابل القمح في مرحلة الإزهار، و بدت مساحات واسعة من القمح بيضاء اللون بعد أن اكتسحها المرض الفطري الذي لا يقل خطورة عن البروم.
فريد.غ