تعتزم بلدية قالمة، إطلاق عملية كبرى بداية من، اليوم السبت، لتنظيف الضواحي السكنية الغارقة في النفايات، بينها ضواحي وادي المعيز، الأمير عبد القادر، بوروايح، الكرمات، عين الدفلى و وسط المدينة، الذي يعد الأنظف مقارنة بباقي الضواحي التي تعرف وضعا بيئيا متأزما.
و ذلك بعد أن اجتاحت النفايات الطرقات و الساحات العامة و المساحات الخضراء، في استهتار كبير من السكان الذين لم يعودوا يهتمون بنظافة المحيط العمراني كما كان عليه الحال خلال السنوات الماضية، عندما كان الحس البيئي و الحضاري من التقاليد العريقة بالمدينة التي صنفت قبل 35 عاما كأحسن مدينة جزائرية من حيث النظافة و الإنارة.
و دعت بلدية قالمة جمعيات الأحياء و كل السكان للمساعدة في تنظيف المدينة، و تحمل مسؤولية نظافة المحيط العمراني الذي تأثر كثيرا بالكم الهائل من النفايات البلاستيكية و حتى النفايات الخاصة القادمة من المنازل و المتاجر و وسائل النقل، التي فاقمت الوضع أكثر و لم تعد مخاطرها مقتصرة على الانبعاثات الغازية، بل تعدتها إلى تلويث الطرقات و محطات المسافرين بكميات كبيرة من النفايات، كما يحدث بالمحطة البرية الشمالية و محطة باب سكيكدة و المحطة المقابلة لمديرية التربية، و محطة ملعب علي عبدة، حيث تفرغ الحافلات و سيارات الأجرة كميات هائلة من أعقاب السجائر و قارورات المياه المعدنية، و علب المشروبات الغازية و العصائر و بقايا الأكل، بفضاءات التوقف تاركة عبئا ثقيلا على فرق النظافة التي لم تعد قادرة على مواجهة الوضع، و أصبحت في حاجة إلى دعم مستمر عن طريق حملات التطوع التي تنظم بين فترة و أخرى للتخفيف من وطأة الوضع البيئي المتفاقم.
و تعد ضواحي باب سكيكدة، الأمير عبد القادر، الإخوة رحابي، وادي المعيز، القطب الجنوبي، أحياء عين الدفلى، بوروايح، المحطة البرية الشمالية، شارع التطوع، التحاصيص الواقعة قرب الجامعة، من أكثر المناطق تضررا من النفايات المتكونة من البلاستيك و الكارطون و حتى العجلات المطاطية، و بعض أنواع النفايات الخاصة كالتجهيزات الالكترونية و حتى المواد الطبية التي أصبحت ترمى وسط النفايات المنزلية المعتادة.
و يأمل سكان مدينة قالمة في إطلاق عمليات سقي مكثفة لإنقاذ ما تبقى من المساحات الخضراء التي أتى عليها الجفاف و أصابها بالتصحر، حتى صارت هدفا لحرائق الصيف كما يحدث بحدائق الأمير عبد القادر التي كانت من أجمل الفضاءات الخضراء بالمدينة.
فريد.غ