أصدرت بلدية سرايدي بعنابة، أمس، مخالفات وتوقيفا مؤقتا للتراخيص، في حق بعض مستغلي شاطئ جنان الباي المعروف بـ «واد بقراط» وقامت بتوجيه إعذارات لآخرين، على خلفية قيام أشخاص بإزعاج المصطافين عند دخول موقف السيارات ومحاولة أخذهم لأماكن ممارسة النشاط التجــاري.
وحسب تصريح رئيس بلدية سرايدي، علي راشدي، للنصر، فقد قامت لجنة السياحة بإصدار قرار الغلق وسحب التراخيص لمدة ثلاثة أيام، في حق المستغلين المخالفين، كإجراء أولي وفي حالة تكرار المخالفة، يتم سحب الرخصة بشكل نهائي.
وقد عقد رئيس بلدية سيرايدي رفقة رئيس دائرة عنابة ومدير السياحة وممثل الدرك الوطني ومتصرف الشاطئ، قبل يومين، لقاء على مستوى شاطئ جنان الباي، مع المستفيدين من تراخيص لممارسة النشاط التجاري، حيث وجهت لهم توجيهات وتعليمات صارمة، تقضي بعدم إزعاج المصطافين والتقيد بدفتر الشروط، قبل إصدارات عقوبات في حقهم، تصل إلى حد إلغاء رخصة ممارسة النشاط.
وأكد رئيس بلدية سيرايدي، أن مصالحه لاحظت في الفترة الأخيرة، قيام بعض مستغلي الشاطئ، بتوظيف منحرفين وغرباء، من أجل إرغام أصحاب المركبات على دفع ثمن الركن، رغم عبورهم على مدخل الشاطئ المؤطر من قبل عمال البلدية، حيث تتم عملية الدفع مرة واحدة، بالإضافة إلى التجاوزات المتعلقة بكراء عتاد الشاطئ والخدمات الأخرى، حيث طالبت مصالح البلدية من أصحاب النشاطات التجارية على مستوى الشاطئ، بتقديم بطاقات هوية لكل العاملين معهم ومنحهم لباس عمل مميز وكذا شارات، حتى يسهل التعامل معهم وكذا تعريفهم لدى المصالح الأمنية لتحديد المسؤوليات في حال وقوع أي مضايقات.
وقال رئيس البلدية «لقد تفاجأت لدى زيارتي للشاطئ، بوجود أشخاص غرباء لم يسبق مشاهدتهم في بلدية سرايدي، كأنهم قادمون لممارسة البلطجة» وهو ما تم التصدي له حسب رئيس البلدية ووضع الجميع أمام الأمر الواقع والالتزام بالقانون.
وأكد، راشدي، أن جميع المصالح تسهر على توفير ظروف الراحة للمصطافين، خاصة وأن شاطئ جنان الباي يعد قبلة للمصطافين من جميع الولايات، لموقعه الخلاب وتوفير جميع وسائل الراحة والنزهة، مشيرا في تصريحه، إلى أن البلدية تدرس إمكانية كراء جزء من الشاطئ العام المقبل، مع صدور المرسوم التنفيذي الجديد الخاص بعقود الامتياز للرفع من مستوى الخدمات أكثر.
وفي سياق متصل، يجري هذه الأيام، إتمام أشغال تهيئة طريق جنان الباي من جهة الايدوغ، حيث تم تدعيم سند الطريق بالحجارة وتحديد مقطع وضع الطبقة الزفتية وقنوات صرف مياه الأمطار والمقاطع التي ستتم معالجتها وإصلاحها، وسيتم فتح الطريق حسب رئيس البلدية أمام السياح والمصطافين قبل نهاية الشهر الجاري، فيما يبقى الطريق الرئيسي المؤدي إلى الشاطئ يعمل بشكل طبيعي وفي وضعية جيدة بعد إعادة تهيئته في فترة سابقة.
ويعرف شاطئ جنان الباي، الذي تمت تسميته نسبة لباي قسنطينة كانت سلطته آنذاك تمتد إلى كامل ولايات الشرق الجزائري، إقبالا هائلا للمصطافين خاصة في عطلة نهاية الأسبوع، أين تجد العائلات والمصطافون الباحثون عن الراحة والمتعة في شاطئ «واد بقراط»، الخيار الأمثل لما يتوفر عليه من خصوصية، حيث يُزاوج بين زرقة البحر وقربه من الغابة، كما يستقطب الشباب الباحثين عن الهدوء والاستمتاع بالسباحة، هروبا من باقي الشواطئ التي تكثر فيها المضايقات والضجيج وزحمة المرور وغياب أماكن لركن السيارات، إلى جانب وجود التغطية الأمنية، حيث تخصص المجموعة الإقليمية للدرك الوطني كل موسم، فرقة لتأمين الشاطئ وكذا الدوريات المتنقلة لفرقة الدرك بسرايدي.
ويحتوي الشاطئ على مضلات شمسية تقليدية مصنوعة يدويا مغطاة بعشب مجفف ينمو على ضفاف الوديان ويشق واد صغير طريقه إلى البحر ينخفض مستوى الماء فيه صيفا، وينفذ وسط رمال البحر حيث يستغله بعض المواطنين لغسل سياراتهم.
حسين دريدح