تدعّم قطاع الطاقة الكهربائية بقالمة، بمحطة جديدة للقضاء على العجز المسجل بعدة بلديات تقع بالإقليم الغربي والجنوبي، ارتفعت بها الكثافة السكانية، وعجزت بها المحولات القديمة عن تلبية الطلب المتزايد على الكهرباء
في فترات الذروة التي تعرفها المنطقة كل صيف.
المحطة الجديدة التي انطلقت بها أشغال البناء، تقع ببلدية هواري بومدين، وتبلغ قدرتها 220 كيلوفولط ويمكنها خفض القدرة المستعملة إلى 60 كيلوفولط، حيث ستستفيد منها عدة محولات جديدة سيتم بناؤها مستقبلا بالأحواض السكانية التي تعاني من عجز في الطاقة منذ عدة سنوات.
وقال موظفون بالشركة، التي تنجز أشغال الهندسة المدنية، للنصر يوم الاثنين، بأنهم يتوقعون إنهاء العمل في غضون أشهر قليلة، ستكون بعدها الأرضية جاهزة لاستقبال المعدات وخطوط الإمداد الجديدة، التي يعول عليها سكان الإقليم الغربي والإقليم الجنوبي لتحسين الخدمة، وإنهاء معاناة طويلة مع الانقطاعات المتكررة التي تحدث كل صيف عندما ترتفع درجات الحرارة وأثناء التقلبات الجوية أيضا.
ويواجه المهندسون أرضية صخرية صعبة قد تؤخر بناء المنشآت التي ستستقبل معدات المحطة العملاقة، التي تضاف لمحطة بني مزلين المنجزة منذ عدة سنوات، لتغطية العجز المسجل بالحوض السكاني الكبير بمدن قالمة، بوشقوف، هليوبوليس، بلخير، بومهرة احمد، وغيرها من البلديات الواقعة بسهل سيبوس المترامي الأطراف.
وتسابق الجرافات والحفارات العملاقة الزمن لتحطيم الكتل الصخرية الصلبة، وهدم جزء من الجبل المطل على مدينة هواري بومدين، لإنشاء مساحة مستوية من الخرسانة، وفق حسابات هندسة دقيقة وضعها مصمم المحطة بعناية، حتى لا تحدث مشاكل في الحسابات عندما يحين موعد تركيب المعدات.
وقد وفر مشروع الطاقة الجديد فرص عمل لسكان المنطقة وخاصة لأصحاب معدات الأشغال العمومية الذين يعانون من تراجع فرص العمل في السنوات الأخيرة، حيث ظلوا يعتمدون على مشاريع كبرى بقطاعات الطرقات والبناء والري، قبل أن يتراجع نشاط هذه القطاعات في السنوات الأخيرة، حيث يوشك أغلب المشاريع القديمة على الانتهاء.
ويتوقع سكان المنطقة المزيد من فرص العمل عندما تحين مرحلة تركيب معدات المحطة وبناء المحولات عبر مختلف البلديات. وستؤمن محطة الطاقة الجديدة ببلدية هواري بومدين حاجيات السكان من الكهرباء على مدى السنوات القادمة، في ظل الارتفاع المتزايد للاستهلاك تحت تأثير الكثافة السكانية وتزايد مرافق الخدمات والمشاريع الاقتصادية المستهلكة للطاقة.
وتعمل عدة قطاعات بقالمة على التكيف مع العجز المسجل في الطاقة الكهربائية، بالتحول إلى الطاقة الكهروضوئية المستديمة لإنارة الطرقات ومرافق الخدمات، كالمدارس والإدارات المختلفة، في تحول واعد نحو اقتصاد الطاقة الذي صار حتمية في ظل التغيرات المناخية المتسارعة، وارتفاع تكاليف الطاقة التقليدية والتزايد المستمر للكثافة السكانية بالحواضر الكبرى.
فريد.غ