داهمت، أول أمس، فرق المجموعة الإقليمية للدرك الوطني بعنابة، شاطئ جنان الباي المعروف بوادي بقراط بسرايدي، على خلفية التجاوزات المسجلة، وذلك لتعزيز تأمين موسم الاصطياف ومحاربة الاستغلال العشوائي للمواقع السياحية وتطهيرها من قبضة عصابات الشواطئ، التي احتلت أماكن وأجّرت مضلات وملحقاتها للمصطافين مقابل مبالغ مالية.
وحسب مديرية السياحة، فستعمل خلية اليقظة لموسم الاصطياف خلال هذه الفترة، على تطبيقا مبدأ مجانية الشواطئ، عن طريق المراقبة اليومية والتدخل، لإنهاء مظاهر الاحتلال وكراء عتاد البحر بحجز مساحات شاسعة، حيث تم تنفيذ مداهمة لشاطئ جنان الباي، بعد عدة إنذارات من قبل مصالح البلدية للالتزام بدفتر الشروط الخاص بممارسة الأنشطة على مستوى الشاطئ، ما أسفر عن حجز أكثر من 100 كرسي و 40 شمسية وخيم وطاولات بلاستيكية.
وأكدت ذات المصادر بأن العملية متواصلة على مستوى كامل الشريط الساحلي بالتنسيق مع مصالح الدرك الوطني والشرطة، ضمن الإجراءات الردعية الرامية إلى مكافحة الاستغلال غير القانوني للشواطئ، وبذل مزيد من المجهودات اعتمادا على مخطط عمل يرتكز على الجانب الوقائي، والمحافظة على أرواح وممتلكات المواطنين والصحة العمومية، وتحسين مستوى ونوعية الخدمات.
وتعمل وحدات الشرطة والدرك الوطني على ضمان مجانية الشواطئ، والتصدي لأي تجاوزات أو مضايقات قد يتعرض لها المصطافون، وإبعاد أصحاب المضلات والمحتلين. ولمست النصر على مستوى عدة شواطئ تسجيل تجاوزات، إذ لا تستطيع العائلات وضع عتاد البحر في الخطوط الثلاثة الأمامية، بسبب قيام أصحاب المضلات باحتلالها مند الصباح الباكر على غرار ما هو مسجل في الخروبة وبلفودار، ما يجبر المواطنين على دفع ثمن الكراء، أو البقاء في الخلف، وفي هذا الشأن قامت البلدية بإلغاء رخص كراء العتاد بهذين الشاطئين.
وفرضت مصالح الدرك الوطني والشرطة، تعليمة كراء عتاد البحر بعيدا عن الشاطئ دون احتلال المساحات، حيث رخصت البلدية في إقليم اختصاص الشرطة بـ «شابي» و»السانكلو»، لأربعة أشخاص لكراء المضلات بمدخل الشاطئ، من أجل تقنين العملية، ومنع أي احتلال أو وضع طاولات أو كراسي، وفرض كرائها على المصطافين.
ويقوم شباب على مستوى شاطئ «شابي» ليلا، باحتلال الرمال في منتصفه من أجل السهرات، باستغلال وجود طلب من العائلات لتناول وجبة العشاء في الهواء الطلق بدل البيت. وتتابع وزارة الداخلية والجماعات المحلية بالتنسيق مع وزارة الدفاع الوطني ممثلة في جهاز الدرك الوطني، في إطار توقيع اتفاقية مشتركة، تنفيذ تعليمة مجانية الشواطئ على أرض الواقع، والتصدي لأي مضايقات أو ظواهر سلبية.
وفي هذا الشأن سطرت قيادة المجموعة الإقليمية للدرك الوطني بعنابة، مخططا عملياتيا خاصا طيلة موسم الاصطياف بالتعاون مع مصالح الشرطة ومختلف القطاعات، تزامنا مع التوافد الكبير على الشواطئ خلال شهر أوت، حيث يرتكز على تعزيز الحماية والمراقبة لشبكة الطرقات والأماكن التي تعرف توافدا كبيرا من طرف المواطنين، خاصة أن ولاية عنابة منطقة سياحية تشهد إقبالا متزايدا من الولايات الأخرى، بالإضافة إلى التشكيلات المتحركة بهدف تأمين ومراقبة المناطق التي تعرف توافدا كثيفا للمصطافين، وكذا الأماكن المعزولة غير المحروسة التي تستقطب المنحرفين.
وفي ذات السياق وجه وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية لجميع ولاة الولايات الساحلية، تعليمات لحماية المصطافين من أخطار الغرق في الشواطئ، وتعزيز الترتيبات الخاصة بحراستها، لاسيما بتمديد ساعات الحراسة لأعوان الحماية المدنية، من خلال تعديل التوقيت الجاري العمل به بتقديمه بساعة في الفترة الصباحية وتأخيره بساعة في الفترة المسائية.
حسين دريدح