بدأت محافظة الغابات بقالمة، عملية واسعة لتعداد حيوان الأيل البربري بالمحمية الطبيعية بني صالح الواقعة شرقي الولاية، و ذلك في إطار الجهود الرامية إلى حماية هذا الحيوان النادر و المحمي بموجب القوانين السارية المفعول.
و عملت فرق المحافظة بالتنسيق مع المديرية العامة للغابات ومركز الصيد بزرالدة على مدى يومين كاملين ابتداء من الساعة 19 سا إلى 22 سا مساء لتحديد مواقع الأيل البربري على مستوى المحمية و إنجاز الإحصاء السنوي بالاعتماد على الطريقة العلمية والمتمثلة في سماع النزيب أو ما يعرف بـ «ليزيكوت دو برامز»، حيث جرت العملية بمشاركة أساتذة و باحثين جامعيين تفعيلا لاتفاقيات الإطار المبرمة بين الجامعات و محافظة الغابات، حيث شارك أستاذان من المدرسة العليا للغابات بخنشلة، و أربعة أساتذة من جامعة الشريف مساعدية بسوق أهراس، و عدد مماثل من أساتذة جامعة 8 ماي 1945 بقالمة، و رئيس فدرالية الصيادين لولاية قالمة و ما لا يقل عن 40 عونا من محفظة الغابات بقالمة.
و قد تم تسخير كل الإمكانات لإنجاح عملية التعداد و تقييم الوضع الميداني الذي سيتم على ضوئه اتخاذ المزيد من الإجراءات لحماية هذا الحيوان النادر و زيادة أعداده لتعويض النقص الكبير الذي عرفه الأيل البربري في السنوات الأخيرة بسبب الحرائق و المطاردة المستمرة و هي عوامل أدت إلى هجرة ما تبقى من الرؤوس.
و تستعمل فرق التعداد خرائط دقيقة لتحديد مصدر الأصوات المختلفة التي يطلقها أفراد الأيل البربري في ساعات المساء و الليل، و من ثم القيام بإحصاء الرؤوس التي تعيش في المحمية المتربعة على مساحة تتجاوز 12 ألف هكتار من الغابات الكثيفة التي تعد رئة الشرق الجزائري.
و ظلت الحرائق التي تتعرض لها المحمية كل صيف من أكبر المخاطر المهددة لبيئة الأيل البربري، أجمل حيوان بشمال إفريقيا، إلى جانب التغيرات المناخية و اعتداءات الإنسان العدو الأول للطبيعة.
و تعمل محافظة الغابات على المزيد من البرامج لتنمية قطعان الأيل البربري، و ذلك من خلال فرض الرقابة المشددة على المحمية و التصدي لكل محاولات الصيد، و شق الخنادق المضادة للحرائق و فتح المزيد من المسالك الغابية، و توفير المياه و تشكيل البيئة الملائمة لهذا الحيوان الذي يمثل عصب التنوع البيولوجي و التوازن الإيكولوجي بمحمية بني صالح الشهيرة.
فريد.غ
