استقبلت المؤسسات الاستشفائية بولاية برج بوعريريج، منذ مطلع العام الجاري، 126 حالة إصابة بالحمى المالطية وهي عدوى تنتقل من الحيوان إلى الإنسان عن طريق شرب الحليب غير المغلي أو عن طريق التلامس .
وأشارت طبيبة مختصة في علم الأوبئة بمديرية الصحة، الدكتورة، شاوش صبيرة، خلال اليوم التحسيسي المنظم من قبل جمعية حماية المستهلك، بقاعة المداولات التابعة للمجلس الشعبي الولائي لتوعية المواطنين بخطورة العدوى والمرض وطرق الوقاية منه، إلى الانتشار المحير للعدوى، رغم الإجراءات الوقائية المتخذة، داعية إلى إتباع النصائح وتجنب استهلاك الحليب ومشتقاته دون تعقيمه وتغليته، فضلا عن تجنب الاحتكاك بالحيوانات المصابة، لما للعدوى من تأثيرات وأعراض خطيرة على صحة الإنسان، كاشفة عن تسجيل العدد المذكور من حالات الإصابة بالمرض خلال الأشهر الفارطة.
من جانبه أكدت مديرية التجارة أن المشرع الجزائري وضع جملة من الضوابط التشريعية، لاسيما في مرسوم 1972 الذي يمنع بيع الحليب النيئ، ويضع شروطا لبيعه مع التأكيد على ضرورة بيع المبستر والمعقم، لتفادي تسجيل مثل هذه الأمراض والحفاظ على صحة المواطنين .
وفي تدخلها أكدت المفتشة البيطرية آمال صديقي، المسؤولة عن الوحدة القاعدية للنظافة الغذائية بمديرية المصالح الفلاحية، على أهمية اليوم الدراسي للخروج بتوصيات حول سبل الوقاية وتفادي استهلاك الحليب الطازج وغير المبستر، مشيرة إلى أن حالات العدوى وانتقال المرض من الحيوان إلى إنسان في ارتفاع، ما يدعو إلى التكثيف من الحملات التوعوية والوقائية، بالإضافة إلى الخرجات الرقابية والإجراءات المتخذة لتلقيح قطعان الأبقار والماشية، وطرق التعامل مع الحيوانات المصابة.
وأشارت المتحدثة إلى أن مصلحة التفتيش البيطري قامت منذ بداية العام الجاري، باختبار 8916 رأسا من الأبقار و248 ماعز، بالإضافة إلى 101 من المواشي المشتبه في إصابتها، أين تم إحصاء العديد من البؤر، وتسجيل إصابة 78 بقرة و115 عنزة و23 شاة، تم التخلص منها عن طريق الذبح، ومواصلة المتابعة الصحية للبؤر المكتشفة، مع استغلال المناسبات والفرص لنشر الوعي الصحي للمربين عن خطورة هذا الداء الذي يصيب الإنسان باعتباره مرضا معد.
للعلم فإن الحمى المالطية هي نوع من البكتيريا تسمى ( بروسيلا) تصيب الإنسان ويمكنها العيش داخل الجسم وخارجه، وتصيب بصفة أكثر الأشخاص الذين يشتغلون في مجال تربية الأبقار والمواشي، والعاملين في المسالخ وأصحاب القصابات ومستهلكي الحليب النيئ ومشتقاته، إذ تنتقل العدوى بعدة طرق منها شرب الحليب غير المغلي وعن طريق استنشاق الرذاذ الملوث بالبكتيريا من أماكن الحيوانات المصابة، فضلا عن دخول البكتيريا المسببة للمرض عن طريق الجراح.
ودعا المشاركون في هذا اليوم التحسيسي، إلى ضرورة إتباع الطرق الوقائية، من خلال الانخراط في حملات التلقيح لقطعان الأبقار والماشية، والتأكد من خلوها من هذا الداء وإعطائها التطعيمات الضرورية والتبليغ عن حالات الإصابة بالمرض وإتباع الطرق الصحية في تناول الحليب المغلي أو المبستر قبل شربه، ولبس القفازات ووضع الكمامات بين الفلاحين والموالين عند الاشتباه بوجود الإصابة بين الحيوانات قبل التخلص منها عن طريق الذبح، والاهتمام بالنظافة العامة والتعقيم المستمر للمذابح ومستودعات وزرائب تربية الأبقار والمواشي .
ع/بوعبد الله