استعاد حي المذبح القديم بمدينة قالمة جماله و حيويته التجارية و الاجتماعية، و صار بوجه جديد عقب مشروع للتطوير و التحسين الحضري بواحد من أقدم الأحياء الشعبية بالمدينة الآخذة في التوسع و التمدد في كل الاتجاهات.
وقد أنهت الشركات بناء الأرصفة و تعبيد الطرقات الرئيسية و الشوارع الفرعية، و بناء نظام للحماية من الفيضانات، و تركيب نظام للإنارة، و اختفت أكوام النفايات و عادت المحال التجارية إلى النشاط من جديد بعد إغلاق استمر سنوات طويلة بسبب تردي وضعية الطرقات و عزوف الناس عن الذهاب إلى هذا الحي العريق الذي كان مركزا تجاريا هاما قبل ظهور الأقطاب السكانية و التجارية الجديدة.
و قال سكان حي «الباطوار» التسمية الشعبية المتوارثة منذ القدم، بأنهم سعداء اليوم بعد معاناة طويلة مع النفايات و الطرقات المنهارة و الفيضانات و الانكسارات بشبكات مياه الشرب، و الظلام الذي يكتسح الحي العريق كل ليلة، حتى ان بعض السكان القدامى قرروا الرحيل إلى الأحياء الجديدة للعيش هناك و ممارسة الأنشطة التجارية المختلفة.
من مقر قيادة الدرك الوطني إلى مفترق طريق شارع التطوع، طرقات معبدة و نظيفة و محال تجارية تستعيد نشاطها باحتشام بعد إغلاق دام طويلا، و حركة غير معتادة للسكان و الزوار الذين اكتشفوا أخيرا جمال «الباطوار» الذي سكنته الفنانة العالمية الألمانية «بيتينا هاينن عياش» و بقيت فيه حتى رحيلها الأبدي، بعد مسيرة حافلة بالإنجازات الفنية العالمية التي بدأتها من ضاحية باب سكيكدة حيث يقع حي المذبح القديم الذي يخفي بين أزقته تاريخ قالمة على مدى عقود طويلة من الزمن.
و يتوقع سكان «الباطوار» انتعاش حركة البناء و التجارة و سوق العقار بعد مشروع التحسين الحضري، آملين في التسوية القانونية للعديد من البنايات و مساعدة أصحابها على إطلاق مشاريع استثمارية و ترميم المنازل القديمة، و تحويل المذبح القديم إلى قطب عمراني جميل على البوابة الشمالية للمدينة التي تسعى لاستعادة جمالها المفقود و تاريخها العريق الذي تعاقبت عليه حضارات كثيرة مازالت آثارها إلى اليوم بالقلعة الرومانية و حول «الباطوار» الذي كاد سكان قالمة ان ينسوه بعد ان ساء حاله و صار موحشا مهجورا. فريد.غ
