سجلت ولاية برج بوعريريج، تراجعا في منتوج الحبوب، خلال العامين الفارطين، إلى أدنى مستوياتها بسبب الجفاف، مقارنة بالسنوات التي كانت محاصيل الحبوب من قمح وشعير تصل إلى مليون قنطار، في حين بلغت خلال موسم الحصاد والدرس الجاري، حوالي 200 ألف قنطار ويتوقع أن تصل إلى 300 ألف قنطار مع اختتام الموسم على أبعد تقدير.
ويسجل انكماش في كميات المنتوج، رغم الجهود المبذولة على مدار العامين الفارطين والتسهيلات الممنوحة للمزارعين والفلاحين، والتي أتت بثمارها خلال الموسم الفلاحي الجاري إذا ما قورن بالموسم الفارط، بعد توسيع المساحات المسقية ومنح رخص لحفر الآبار وتوفير الأسمدة والبذور، غير أن هذه الجهود اصطدمت بموجة الجفاف التي تشهدها الولاية، لاسيما خلال فترة نمو المحاصيل، حيث استبشر المزارعون بمعدلات التساقط خلال شهر فيفري، غير أن السماء شحت بعد ذلك، في عز فترة النمو، ما تسبب في تضرر عشرات الهكتارات من الأراضي المزروعة، خصوصا على مستوى المنطقة الجنوبية، ناهيك عن تسجيل نقص في مردودية المحاصيل بالمناطق الأخرى، ما جعل كميات المحاصيل تخالف التوقعات والمجهودات المبذولة.
يحدث هذا، رغم إطلاق مديرية المصالح الفلاحية، بالتنسيق مع مختلف المديريات والمصالح، برنامجا لتوفير مياه السقي ورفع الحظر مؤقتا عن تراخيص حفر الآبار المستغلة في النشاط الفلاحي، بالإضافة إلى الإجراءات المتخذة لتطوير الإنتاج الزراعي، بتدارك التأخر المسجل في تسجيل مشاريع لربط المستثمرات الفلاحية والزراعية بشبكة الكهرباء، وخروج لجان بالتنسيق بين مديرية الطاقة ومؤسسة توزيع الكهرباء والغاز، لجرد وإحصاء الطلبات ومعاينة مختلف المستثمرات والإصغاء لمطالب وانشغالات الفلاحين والمزارعين، ومعاينة المشاريع التي بقيت معطلة
وتم جرد أغلب المشاكل والعوائق، التي كان من بينها بعد المستثمرات الفلاحية عن شبكات الكهرباء، وارتفاع تكاليف توصيلها، وهي العوائق التي تم تداركها، غير أن التبعية المناخية للقطاع وأولويات استغلال المياه الجوفية والسطحية في تموين الساكنة، مع تواصل موجة الجفاف لسنوات، تسببت في تضرر عشرات الهكتارات من الأراضي المزروعة والمستغلة في شعبة الحبوب، وبالأخص محصول القمح والشعير، بعد تضرر مساحات واسعة تعادل نصف المساحة المزروعة بالولاية، ما أدى إلى استغلالها في الرعي أو عزوف الفلاحين عن حصادها لقلة مردودها، إذ تتجاوز تكلفة الحصاد والدرس وربط حزم التبن، ما يتم جنيه من محصول، فضلا عن عدم نضوج حبات القمح والشعير عبر العديد من المستثمرات والبساتين.
وتجدر الإشارة، إلى أن منتوج الموسم الفلاحي الجاري، ارتفع رغم الظروف المناخية غير المناسبة، بحوالي 5 أضعاف، مقارنة بالسنة الفارطة التي لم تتجاوز فيها الكمية التي تم جمعها من محاصيل الحبوب 60 ألف قنطار، في وقت تقدر قدرات التخزين والجمع بالولاية، بأزيد من 2 مليون قنطار على مستوى تعاونية الحبوب والبقول الجافة ببلدية عين تسيرة بطاقة تخزين تصل 420 ألف قنطار، ومخازن التعاونية على مستوى عاصمة الولاية بطاقة تفوق 1.5 مليون قنطار، بالإضافة إلى أزيد من 20 ألف قنطار بمجمعات الحبوب ببلدية بئر قاصد علي، فضلا عن المشاريع الجديدة لتدعيم قدرات التخزين بالولاية.
وقد سبق وأن أطلقت المديرية الوصية، في إطار جهودها للتخلص التدريجي من التبعية المناخية، عملية تشخيص ومسح شامل للآبار والأنقاب ودراسة وتحديد مخزون المياه الباطنية على مستوى الولاية، لمضاعفة المساحات المسقية، فضلا عن التعجيل باستغلال كميات المياه المعالجة، على مستوى محطات تصفية المياه المستعملة لاستغلالها في عمليات السقي، حيث ينتظر استلام محطة التصفية بالمدخل الجنوبي لمدينة البرج التي تأخرت عملية تأهيلها وإعادة تهيئتها لعدة سنوات، للتخفيف من معاناة الفلاحين من شح المياه وحالة الجفاف، من خلال تخصيص كميات المياه المعالجة لعمليات السقي في الحوض الجنوبي للولاية الذي يشمل بلديات الحمادية، القصور والعش.
و في ما يتعلق بموسم الحصاد والدرس الذي لا يزال متواصلا، بالمناطق النائية والقرى التي عادة ما تشهد نقصا في الحاصدات التي تصلها بعد إتمام العملية بالأراضي المستوية والمساحات الشاسعة، فقد شهد الموسم الجاري تدعيم العتاد الفلاحي، من خلال توفير 454 آلة حصاد منها 88 مقتناة في إطار برنامج التجديد، و 1574 مقطورة لنقل المنتوج و476 آلة لجمع وربط التبن، 184 آلة لجمع التبن، 964 آلة حش و342 صهريجا.
ع/بوعبد الله