زارت لجنة محلية متعددة الأطراف، ترأستها والية قالمة حورية عقون، يوم أمس الثلاثاء مدرجا قديما تستخدمه طائرات الإطفاء يقع بسهل بلخير، لإجراء معاينة ميدانية للموقع، ومناقشة مقترح يهدف إلى إعادة تنشيطه من جديد، في إطار الجهود الرامية إلى مكافحة الحرائق التي تخلف المزيد من الخسائر بالغطاء النباتي والمحاصيل الزراعية كل صيف.
وقالت السلطات الولائية عقب زيارة المعانية، بأنه وحرصا على تنفيذ إستراتيجية السلطات العليا للبلاد في مجال الوقاية ومكافحة الحرائق، وتبعا للاقتراحات المدرجة بالمخطط الاستباقي المحلي لمكافحة حرائق الغابات، قامت والي الولاية رفقة السلطات الأمنية والعسكرية، بزيارة معاينة لمهبط الطائرات ببلدية بلخير، وهذا في سياق الضبط وبدقة لكافة الترتيبات لمختلف المعايير المعمول بها، لاستفادة الولاية وتمكينها من تسجيل مشروع بناء وتهيئة وإعادة الاعتبار لهذا المرفق الهام، واستغلاله كأرضية للهبوط والتزود بالمياه لإخماد الحرائق، التي تندلع كل صيف بالمنطقة.
وقد جرت مناقشات ميدانية بالموقع القديم لمدرج الطائرات، تتعلق بعدة عوامل ومعايير تقنية هامة، وجب أخذها بعين الاعتبار، تدخل كلها في إنجاز وتهيئة مسار المهبط، قصد ضمان تغطية جوية أكثر فاعلية، حيث شددت مسؤولة الولاية على ضرورة التقيد بكل المعايير المطلوبة كوضوح الرؤية، إذ أن موقع المهبط استراتيجي يتوسط سلسلة جبلية ومحمية طبيعية محيطة بالولاية، ومن مميزاته عدم تعارضه مع التضاريس الوعرة، كما أنه يتوفر على المورد المائي لتأمين وتموين خزان ملحق بالمدرج، لتزويد الطائرات بالمياه.
واتفق الجميع على أنه بالإمكان توفير مختلف الشبكات، من كهرباء، و وقود، وشبكة الألياف البصرية، لضمان التغطية والربط بنظام الاتصالات الخاص بالملاحة الجوية. وأكدت السلطات الولائية حرصها على المتابعة الدقيقة لمخرجات المعاينة الميدانية، لاسيما في ما يتعلق بالتنسيق بين المصالح المعنية كل في ما يخصه، ومع طيارين مختصين لتحديد كافة الترتيبات اللازمة بالدقة المطلوبة.
مدرج الطائرات القديم يبلغ طوله نحو 1.6 كلم يتوسط سهلا زراعيا واسعا، وظل يشتغل سنوات طويلة بعد استقلال البلاد، حيث اتخذته طائرات الإطفاء قاعدة لها، منه تنطلق كل صيف لإخماد حرائق الغابات بقالمة، وحتى بالولايات المجاورة، ومع مرور الزمن توقف نشاط المدرج واختفت تلك الطائرات الصفراء، التي ظلت تحلق في سماء المنطقة للمراقبة والتدخل السريع لإخماد البؤر الأولى للحرائق قبل أن تتوسع.
وكانت ولاية قالمة قد تدعمت مؤخرا بمهبط للطائرات العمودية ببلدية عين بن بيضاء، على تخوم المحمية الطبيعية الشهيرة بني صالح، وأصبح المهبط جاهزا للعمل بعد وضع طبقة الخرسانة وتوفير المياه بحاجز مجاور.
فريد.غ
