سلطت محكمة الجنايات الابتدائية بمجلس قضاء أم البواقي، ، عشية أمس الأول، أحكاما متفاوتة وصلت إلى 30 سنة سجنا نافذا، في حق أفراد عصابة ملثمة نفذت عملية سطو بمدينة عين مليلة على طريقة الأفلام السينمائية وباستعمال أسلحة نارية، أين ترصدت أعوان شركة سونلغاز لحظة توجههم لمركز البريد الرئيسي لإيداع مبلغ مالي في حساب المؤسسة، وقام بالتهجم عليهم وسلبهم مبلغا ماليا.
هيئة المحكمة قضت بإدانة كلا من (ع.م.أ) 33 سنة و(ب.ط.ح) 30 سنة و(ك.م.أ) 34 سنة بعقوبة 10 سنوات سجنا نافذا، فيما أدين المتهم (ك.و) 45 سنة المتواجد في حالة فرار غيابيا بعقوبة 30 سنة سجنا نافذا، وهم الذين تمت متابعتهم بجنايتي تكوين جمعية أشرار لغرض الإعداد لجناية والسرقة مع حمل سلاح ظاهر، فيما أدين المتهم (ع.ف) 25 سنة المتابع بجنحة السرقة بعقوبة عام حبسا نافذا، والتمس ممثل النيابة العامة توقيع عقوبة 3 سنوات سجنا للمتهم الأخير وعقوبة 30 سنة سجنا لبقية المتهمين.
القضية ترجع بتاريخها للثامن عشرة من شهر سبتمبر من السنة الماضية، عندما تلقت مصالح المناوبة بأمن دائرة عين مليلة اتصالا في حدود الساعة الثالثة و48 دقيقة مساء، يكشف عن وقوع عملية سرقة عن طريق العنف وباستعمال سلاح ناري يتمثل في مسدس تقليدي الصنع، أين تم استهداف أموال خاصة بشركة سونلغاز في محيط مدخل البريد المركزي وسط المدينة، لتنطلق تحقيقات مكثفة بعد فرار الفاعلين لوجهة مجهولة باستعمال مركبة، وبينت التحريات بأن الجناة فروا على متن مركبة من نوع «رونو ميغان»، بعد أن استولوا على مبلغ مالي يقدر بـ140 مليون سنتيم من أصل مبلغ إجمالي يقدر بـ566 مليون سنتيم، وهو الذي يمثل تحصيل فواتير استهلاك الكهرباء وكان عوني شركة الكهرباء بصدد إيداعه في حساب الشركة، وتمكنت شرطة عين مليلة بالعودة لكاميرات المراقبة المثبتة في محيط مركز البريد الرئيسي من كشف مخطط العصابة، التي خططت لعملية الترصد ومتابعة عوني شركة الكهرباء، أين قطعوا الطريق أمام أعوان المؤسسة مرتدين أقنعة تغطي وجوههم وإطلاق عيارات نارية لتخويف أحد أعوان المؤسسة الذي كان يحمل علبة كارتونية بها المبلغ المالي، مع إشهار الأسلحة أمام المارة لمنع تدخلهم لنجدة العونين اللذان احتميا بمركبة المؤسسة، ليرمي بعدها العون العلبة الكارتونية ويقوم الفاعلون بجمع الأموال المبعثرة، والفرار بعدها.
ونجح المحققون في إماطة اللثام عن هوية الجناة، بداية بحامل المسدس الناري المدعو (ك.و) الذي صدر في حقه أمر بالقبض لا يزال ساري المفعول، وهو الذي فر لحظة ارتكاب عملية السطو على متن حافلة لنقل المسافرين تشتغل على خط حي النور ووسط المدينة، كما بينت التحقيقات بأن المركبة ترجع ملكيتها للمتهم (ع.م.أ) والتي تم توقيفها في اليوم الموالي من قبل مصالح أمن دائرة عين كرشة بمدخل المدينة يقودها الميكانيكي المسمى (ب.ط.ح) والذي برر قيادته للمركبة، بتجريبها بعد إصلاحها بورشته بعد أن طلب منه المدعو (ع.م.أ) إصلاحها، وهو الذي تم توقيفه بعد ذلك عائدا من سكيكدة بطلب من والده، وتواصلت بعدها تحقيقات عناصر الأمن أين استندت إلى سجل المكالمات الهاتفية، الذي أثبت تخطيط العصابة لعملية السطو أياما قبل عملية التنفيذ، وحاول المتورطون في القضية إنكار التهم المنسوبة إليهم في مراحل التحقيق الابتدائي، غير أن تضارب تصريحاتهم مع سجل مكالماتهم الهاتفية وتسجيلات كاميرات المراقبة حال دون ذلك، ليعودوا أمام هيئة المحكمة ويعترفوا جميعا بالتهم المنسوبة إليهم، كما اعترف المتهم الخامس بأخذه مبلغ 5.1 ملايين سنتيم وجده مرميا في محيط مركز البريد دون أن يتورط حسبه مع أفراد العصابة سواء في التخطيط أو لحظة التنفيذ والفرار.
أحمد ذيب