بادرت مختلف المصالح وعلى رأسها مديرية الحماية المدنية بولاية سطيف، إلى تفعيل الدور التوعوي والتحسيسي، للتقليل من الحوادث المنزلية الناجمة عن سوء استغلال شبكة الغاز، لاسيما خلال فترة التقلبات الجوية والعواصف الثلجية الأخيرة، إذ سجلت مصالح النجدة في أقل من أسبوع عديد حوادث الاختناقات بالغاز، التي تسببت في وفاة زوجين وعشرات المختنقين، ناهيك عن تسجيل حادث انفجار عنيف للغاز وسط المدينة، مخلفا انهيار بناية وإصابة ثلاثة أشخاص.
وأمام هذا الوضع، كثفت وحدات الحماية المدنية بالتنسيق مع مختلف المصالح والهيئات من نشاطها التوعوي، إذ استغلت منابر المساجد وصلاة الجمعة، لتوعية المواطنين بمخاطر هذه الظاهرة التي أخذت في التصاعد، بالإضافة إلى توعية مستعملي الطرقات والتلاميذ بالمؤسسات التربوية، ومدهم بمختلف النصائح لمراقبة شبكات توصيل الغاز داخل المنازل وتوفير التهوية لصد مخاطر الاختناقات والقاتل الصامت.
ويأتي هذا بعدما شهدت الولاية تصاعدا ملحوظا في حوادث الاختناق والتسمم بغاز أحادي أكسيد الكربون، الناجمة عن سوء استخدام شبكات الغاز داخل المنازل، خاصة خلال فترة التقلبات الجوية والعواصف الثلجية الأخيرة، حيث خلفت هذه الحوادث المؤلمة، حصيلة ثقيلة، ما جعل السلطات المحلية تدق ناقوس الخطر، مع توجيه تعليمات بضرورة تفعيل دور الحملات التوعوية للحد من هذه الظاهرة المتزايدة.
وسجلت الولاية في الأيام القليلة الأخيرة، سلسلة من الحوادث المأساوية، كان أبرزها وفاة زوجين مسنين بدشرة ذراع تارومنت جراء استنشاق غاز أحادي أكسيد الكربون المنبعث من مدفأة منزلية، بالإضافة إلى حادث انفجار الغاز الذي أدى إلى انهيار بناية وسط مدينة سطيف، واصابة ثلاثة أشخاص بجروح وحروق، يضاف إليها حوادث تسمم أخرى في مناطق متفرقة مثل عين ولمان وقصر الأبطال، حيث تعرض مواطنون للتسمم بغازات الاحتراق المنبعثة من سخانات المياه وأجهزة التدفئة غير المطابقة للمواصفات.
ففي، بلدية عين ولمان، أشارت مصالح الحماية المدنية، إلى تسجيل حادث تسمم منزلي، بغازات الاحتراق التي كان يطرحها سخان الماء الموضوع في المطبخ وغير المزود بأنبوب لتصريفها خارج المنزل، بحي بعيرة،ما أدى إلى إصابة أم وإبنيها الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و39 سنة، وقبلها اختناق ثلاثة أفراد من عائلة واحدة، بمنزلهم المتواجدبقصر الأبطالجنوب الولاية، كما أصيب شاب يبلغ من العمر 23 سنة بالتسمم بغازات محترقة منبعثة من جهاز التدفئة الموصول بقارورة غاز البوتان والموضوع في غرفة النوم، بمرجة العرش وتسجيل حادثة اختناق أخرى بأولاد محلة، بسبب خلل في تصريف الغازات المحترقة من مدفأة المنزل، ما تسبب في اختناق شيخ وزوجته البالغين من العمر 92و79سنة على التوالي.
وفي ظل هذا الوضع المقلق، برزت أهمية الحملات التوعوية التي تقوم بها مصالح الحماية المدنية بالتعاون مع مختلف الجهات المعنية، فمنذ بداية موجة التقلبات الجوية، كثفت من نشاطاتها التحسيسية في مختلف بلديات الولاية، مستهدفة المواطنين في الأسواق والمساجد والأماكن العامة وعبر الطرقات وبالمؤسسات التربوية، لتوعيتهم بمخاطر الاستخدام غير السليم لأجهزة التدفئة وتسخين المياه والطهي، مع التركيز على ضرورة اتباع إرشادات السلامة، كالتأكد من سلامة الأجهزة وصيانتها بانتظام من قبل فنيين متخصصين وتهوية المنازل بشكل جيد وعدم استعمال الأجهزة التي لا تتوفر على قنوات لتصريف الغازات المحترقة، وتجنب وضع المدافئ في غرف النوم.
وقد كان لافتا الدور الذي لعبه الأئمة في المساجد، من خلال تقديم دروس تحسيسية قبل صلاة الجمعة، لتوعية المصلين بمخاطر الغاز، ما يدل حسب ما أكدته مصالح الحماية المدنية، على أهمية تضافر جهود جميع الأطراف من أجل تحقيق الوعي المجتمعي المطلوب، موجهة في مختلف تدخلاتها أهم النصائح والإجراءات الوقائية الواجب إتباعها والتي من أبرزها التركيب السليملأجهزة التدفئة من خلال الاستعانة بحرفي متخصص، مع التأكد من مطابقة الأجهزة للمواصفات وتوفير قنوات لتصريف الغازات المحترقة، وتجنب استخدام الأنابيب المطاطية في توصيل الغاز، مع ضرورة إجراء صيانة دورية للأجهزة للتأكد من سلامتها، والحرص على تهوية المنازل بشكل جيد، خاصة أثناء تشغيل أجهزة التدفئة وعدم إهمال تركيب كواشف غاز أحادي أكسيد الكربون في المنازل. عثمان/ب