شهدت ولاية الطارف مساء الجمعة، تهاطل أمطار غزيرة، تسببت في فيضانات عبر عدد من الأحياء حيث غمرت السيول عشرات المنازل، إضافة إلى تسجيل عرقلة في حركة المرور ببعض المحاور، خاصة غلق الطريق الوطني رقم 44 الرابط بين مدينتي القالة وعنابة جراء ارتفاع منسوب المياه بعدة نقاط سوداء.
وقد غمرت السيول الجارفة التجمع الريفي “داي لقرع” ببلدية القالة، بعد أن اجتاحت المياه المتدفقة المنازل متسببة في إتلاف الأغراض من أفرشة وتجهيزات، في حين تدخلت مصالح الحماية المدنية بالاستعانة بالزوارق المطاطية لإجلاء شخصين (رجل وامرأة ) بعد أن حاصرتهما المياه، علاوة على إجلاء 7 عائلات نحو أماكن أمنية إلى حين زوال الخطر.
وكانت الأضرار بليغة وكبيرة ببلدية السوارخ، أين غرقت جل أحياء المدينة والتجمعات الثانوية في فيضانات عارمة وبرك المياه المحولة بالأتربة والمتاريس التي جرفتها معها السيول بعد فيضان واد أم العرق، المصنف كأحد أهم النقاط السوداء التي تهدد المنطقة في الأيام الماطرة في الفيضانات.
وأكد رئيس البلدي خضراوي عبد الحكيم للنصر، عدم تسجيل خسائر في الأٍرواح، لكن الأضرار المادية كانت كبيرة، بعد أن غمرت السيول الأحياء والشوارع التي تحولت إلى مسابح بفعل الفيضانات التي اجتاحتها من كل جانب ، مع تسجيل انقطاعات في التزود بالمياه وشل الحركة على مداخل ومخارج البلدية.
وقال المير، إن الأمور عادت إلى حالتها الطبيعية بعد انخفاض منسوب المياه عبر المجاري والأودية، في حين تواصل فرق الحماية المدنية امتصاص المياه من المؤسسات العمومية ومنازل المواطنين والشوارع، وهذا بعد تم التكفل بإجلاء وتحويل عشرات العائلات نحو أماكن أمنية إلى حين زوال الخطر، فيما فرت فيه عائلات أخرى لدى ذويها خوفا من أي طارئ.
كما غرقت أحياء بلدية بحيرة الطيور وتجمعاتها الثانوية الريفية في فيضانات عارمة، اجتاحتها بالشكل الذي فرض العزلة على السكان الذين التزم أغلبهم بيوتهم، مع تسجيل صعوبة كبيرة في الحركة وقطع الطريق الوطني عند منطقة الفيض بعد ارتفاع منسوب مياه الأمطار، هذا وتم إجلاء عائلات حاصرتها السيول وتحويل عائلات أخرى نحو مراكز إيواء مؤقتة بعد تسرب المياه إلى منازلهم، في وقت تتواصل فيه عمليات امتصاص المياه من المناطق والأحياء المتضررة، مع توزيع مساعدات على العائلات المتضررة.
وأمام التهاطل الغزير للأمطار، تم تشكيل خلية أزمة على مستوى الولاية، في حين قام الوالي بزيارات ميدانية لمعاينة مخلفات التقلبات الجوية والوقوف على الأوضاع وظروف التكفل بالمتضررين، مسديا تعليمات بالتكفل بكل العائلات التي مستها الأمطار وتسخير كل الإمكانيات ووضعها في حالة تأهب للتدخل عند أي طارئ، هذا فيما صرح الوالي محمد مزيان للنصر، أمس، عدم تسجيل أي خسائر في الأرواح والممتلكات، عدا بعض الأضرار الطفيفة تخص تسرب السيول إلى المنازل، مشيرا إلى اتخاذ كل التدابير لمجابهة كل الاحتمالات الناجمة عن الاضطراب الجوي، فيما شرعت فرق الصيانة للأشغال العمومية والبلديات في إزالة الأتربة والحجارة والمتاريس من الطرقات والشوارع مع عودة الحركة إلى نشاطها الطبيعي بأغلب مناطق الولاية التي أحصي بها تضرر عدة مرافق بفعل الأمطار الغزيرة، لاسيما المدارس والمنشات القاعدية بعد أن تجاوزت الكمية المتساقطة 70ملم، متسببة في تساقط الأشجار وتوقف ضخ المياه بعدة مناطق.
من جهتها، تدخلت مصالح الأشغال العمومية بالجرافات والآليات لإعادة فتح الطريق الوطني رقم 82، الرابط بين سوق أهراس والطارف بالمكان المسمى “الفج” ببلدية بوحجار مع حدود ولاية سوق أهراس، زيادة على إزالة أجزاء من الحزام الأسمنتي الفاصل بالطريق المزدوج الوطني 44، عند منطقتي “الفيض” وداي لقرع، لتسريع مرور المياه والسماح بعودة الحركة بعد شلها لساعات.
وأشارت مصالح الحماية المدنية إلى تسجيل أكثر من 20 تدخلا خلال الساعات الفارطة عبر7 بلديات تخص أغلبها إجلاء أشخاص حاصرتهم السيول وامتصاص المياه من الأحياء والمؤسسات العمومية والشوارع والطرقات، خاصة بكل من عين العسل، القالة والسوارخ وبحيرة الطيور وبن مهيدي والذرعان وبالريحان، مع القيام بعمليات استطلاعية لمراقبة الوضعية عن كثب .
نوري.ح