جرت بمقر ولاية عنابة، أول أمس، جلسات مطولة لمناقشة مشاريع هامة وإستراتيجية، خاصة بتهيئة الواجهة البحرية ومراجعة مخططات شغل الأراضي وربطها بوسائل النقل وانجاز شبكة طرقات جديدة، إلى جانب التركيز على مشروع تهيئة شاطئ سيدي سالم، الذي جرت به صفقة إسناد المشروع، في انتظار انطلاق الأشغال.
وأقرت اللجنة الولائية لمناقشة مخططات التهيئة برئاسة والي الولاية، عبد القادر جلاوي، عقب مراجعة دراسة مخططات شغل الأراضي، على مستوى سيدي عيسى، الطاباكوب، حقل مارس وسط المدينة، المدخل الغربي ومخطط لتهيئة الواجهة البحرية لشاطئ سيدي سالم، عدة تدابير من شأنها الاستغلال الأمثل للأوعية العقارية في خلق مشاريع متكاملة تلبي مختلف احتياجات الولاية ذات الأثر الاقتصادي والاجتماعي الإيجابي، مع الحفاظ على معالم المدينة وإضفاء لمسة التجديد التي تتوافق مع البرامج الكبرى والإستراتيجية للسلطات العليا في البلاد.
وتقرر خلال النقاشات المتعلقة بتهيئة الواجهة البحرية الممتدة من شاطئ الخروبة إلى غاية جنان الباي بسرايدي، الاستغلال الأمثل للمقومات السياحية التي يزخر بها الشريط الساحلي للولاية وفي مقدمتها الخليج البحري، لاستحداث أقطاب سياحية كبرى متكاملة تجمع بين التنوع والعصرنة، مع الأخذ بعين الاعتبار تحديد الأوعية العقارية لخلق عديد المرافق، سواء عن طريق الاستثمار العمومي أو الخاص والتي تشمل مرافق الرياضات المائية، على غرار الحوض المائي ( للغطس) المقترح من قبل مكتب الدراسات بمنطقة «بال ازوير» وأيضا خلق مسار للدراجات الهوائية، في إطار تثمين مختلف الرياضات والتشجيع عليها، مع استحداث فضاءات ترفيه ونزهة للعائلات، للاستمتاع بجمال الشريط الساحلي والطبيعة الخلابة، سواء لساكنة المدينة أو زوارها وانجاز مراكز تجارية، مواقف السيارات، الفنادق والمنتجعات السياحية.
كما اقترحت اللجنة، إنشاء قطار سياحي مصغر يمر عبر العديد من المعالم العمرانية والسياحية، لتسهيل التعريف بالمدينة من جهة والمساهمة في سلاسة حركة المرور من جهة أخرى والتأكيد على ضرورة التفكير في ربط الأقطاب والمناطق السياحية ببعضها البعض، عبر الشريط الساحلي وشبكات الطرقات الوطنية والولائية والبلدية .
كما اقترح والي الولاية، مشاريع عدة ذات طابع سياحي، لانجازها مستقبلا على المدى القصير والمتوسط والطويل، من بينها فنادق بمواصفات تعكس ثقافة المدينة، موازاة مع مناطق خضراء ومناطق ترفيه واستراحة تكون صديقة للبيئة، مطاعم سياحية ومقاهي وشرفات مطلة على البحر وخلق مناطق مختلطة تتضمن بحوافها موقفا للسيارات بطاقة استيعاب كبيرة تناسب التوافد الكبير على الولاية.
كما أشار، جلاوي، إلى ضرورة أن تكون المعايير المعتمدة في المرافق السياحية والخدماتية، بما يسمح بحركية سياحية وتجارية وثقافية على مدار كامل مدار السنة، في إطار إضفاء الفعالية من هذه المخططات الكبرى والإستراتيجية.
وبالمناسبة، حظي شاطئ سيدي سالم بعناية، خاصة في اللقاءات الأخيرة، لاسيما وأن رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، يتكلم دائما عن ولاية عنابة وعلى ضرورة الاهتمام بحي سيدي سالم العتيق، حيث ستنطلق أشغال التهيئة على مستوى الواجهة البحرية لشاطئ سيدي سالم، ليكون جاهزا لاستقبال المصطافين هذا الموسم 2025.
وحسب مديرية التعمير، صاحبة المشروع، فإن عملية التهيئة وإلى جانب إعادة الاعتبار للأرصفة والإنارة العمومية ومسارات النزول والصعود، والتشجير والتزيين، ستشمل إنجاز أكشاك جديدة، دورات مياه، مراكز الحراسة الخاصة بالأمن الوطني والحماية المدنية.
وفي السياق، سيستقطب شاطئ سيدي سالم الممتد على طول 6 كلم إلى غاية شاطئ البطاح التابع لبلدية الشط في ولاية الطارف، المصطافين كل موسم بأعداد هائلة، خاصة في عطلة نهاية الأسبوع ونظرا للموقع الهام للشاطئ والمقومات الطبيعية التي يزخر بها، فقد تم تسجيل مشاريع سياحية هامة على مستوى المنطقة، منها القرية السياحية ومنتجعات وفنادق ومشاريع أخرى من شأنها تغيير وجه الحي العتيق، حيث ناقش والي عنابة الأسبوع الماضي، العراقيل التي كانت تواجه انجاز القرية السياحية، حيث يجري رفعها بهدف تجسيد المشروع ومنها وجود التجمعات الفوضوية وكذا إسطبلات تربية الحيوانات.
وبحسب مديرية السياحية، فقد تم تصنيف سيدي سالم كمنطقة توسع سياحي، حيث صدر المرسوم التنفيذي الخاص بها، بالإضافة إلى وجود مخططات التهيئة، ما يسمح بإطلاق استثمارات حقيقية من دون عراقيل.
كما تم اختيار موقع إنجاز ميناء النزهة، بعد رفع التجميد عن هذا المشروع الهام، بين بلديتي البوني وعنابة بسيدي سالم، بمراعاة عدة نقاط، تتعلق بارتفاع الكثافة السكانية بالبلديتين وتقريب هذا الفضاء الخاص بالنزهة البحرية للمواطن وكذا الزائر للولاية، بالإضافة إلى سهولة الولوج إليه عبر محور الدوران سيدي إبراهيم وكذا ملاحق جسر جوانو العملاق، للمساهمة في تطوير والاستقطاب السياحي للولاية، حيث خصص الغلاف المالي خلال السنة المالية 2023 وينتظر البدء في الأشغال مع إنهاء توسعة الميناء التجاري، في إطار المشروع الضخم لاستغلال الفوسفات.
حسين دريدح