يشمل بلديات تبسة، الحمامات، بولحاف الدير: إنشاء محيط للسقي لإعادة استعمال المياه النقية من محطة عين زرّوق

كشفت مديرة الري لولاية تبسة « صونية رحاحلية» للنصر، أنه تم، مؤخرا، الانتهاء من دراسة مشروع محيط سقي، يتربع على مساحة 3 آلاف هكتار، لإعادة استعمال المياه النقية من محطة عين زرّوق ببلدية عاصمة الولاية، حيث أن هذه الدراسة كانت نهائية وشاملة لكل المراحل وبدون أي تحفظات. وأوضحت المتحدثة خلال احتفال الولاية باليوم العالمي للماء واليوم الدولي للغابات، أنه تم بالمناسبة، تنظيم عدة نشاطات حول الأمن المائي، من بينها عرض دراسة تتعلق بمحيط السقي على مستوى محطة التصفية بعين زرّوق، تحت إشراف والي الولاية ومشروع ربط المحطات الرئيسية بمحطة تصفية المياه المستعملة بعين زرّوق، مضيفة أن مشروع إنشاء محيط للسقي على مساحة 3 آلاف هكتار، بالاعتماد على المياه المستعملة بعد معالجتها، يمثل خطوة عملية ونموذجا حقيقيا لتجسيد الإستراتيجية الوطنية الرامية إلى توظيف المياه المعالجة في السقي الفلاحي، مشيرة إلى أن تصفية المياه المستعملة لعين زروق بطاقة 48 ألف متر مكعب يوميا والتي دخلت حيز الاستغلال، من المنتظر أن تمون مشروع محيط السقي المبرمج الذي سيضفي حركية كبيرة بالمنطقة والتي سوف تكون تحت رقابة توجيهات الإرشاد الفلاحي والمختصين من كل القطاعات المعنية للفلاحين، بخصوص نوعية المزروعات التي يمكن أن تستفيد منها بعض الأشجار أو المحاصيل.
وأفادت مديرة الري، بأن مشروع محيط للسقي الفلاحي، يشمل بلديات تبسة، الحمامات وبولحاف الدير، بالاعتماد على المياه المستعملة المعالجة، حيث سيكون هذا المشروع نموذجا حقيقيا لإظهار الأهمية الكبيرة التي تمثلها المياه المستعملة المعالجة كوسيلة فعالة في مكافحة ظاهرة الشح المائي وسيتم الشروع في تجسيد هذا المشروع لاحقا على مراحل، ستكون له آثار اقتصادية واجتماعية متعددة، في مقدمتها استحداث مناصب عمل دائمة في القطاع الفلاحي، مضيفا أن المحيط الفلاحي سيتم إسناد تسييره بعد تهيئته للديوان الوطني للسقي وصرف المياه، حيث سيتم إنشاء فرع له بتبسة والذي سيتكفل أيضا بتكوين الفلاحين في تقنيات السقي، كما ستستفيد الأراضي الفلاحية أيضا من الوحل المنشط الذي يتم إنتاجه داخل محطة التصفية. وأشارت المسؤولة إلى أن مشروع التصفية قد خرج من عنق الزجاجة بتحقيق وتيرة إنجاز 100 بالمائة على مستوى جميع أجنحة المشروع وتقدمت وتيرة إنجاز عملية القنوات بعد دراسة دقيقة، مضيفة أن مشروع محطة التصفية مرتبط بالأهداف الإستراتيجية لقطاع الفلاحة ومساعي توسيع المساحات المسقية التي لا تتجاوز نسبة 10 بالمائة من الأراضي المستغلة في الفلاحة، كما تشكل نقطة تحول جديدة في الخروج من الفلاحة التقليدية إلى تسيير المستثمرات الفلاحية بطريقة علمية، تبحث عن آفاق واعدة بالرفع من مستوى الإنتاج كمّا ونوعا، من خلال فتح مشروع محطة التصفية لوحدة إنتاجية صغيرة لمعالجة فضلات المياه القذرة وتحويلها لمواد تستفيد منها مختلف المزروعات. وبخصوص استفادة أصحاب المستثمرات من مواد التسميد التي تنتجها هذه المحطة بعد دخولها مرحلة الاستغلال، أكدت المتحدثة أن الفضلات الصلبة المعالجة بالمحطة، تكون بها عدة شوائب ومواد سامة، يمكن أن تهدد صحة الإنسان أو حتى النباتات في حد ذاتها وهو ما يفرض معالجة علمية تقنية صارمة لاستبعاد واستخراج هذه الشوائب وتحديد قائمة المزروعات التي يمكن استغلالها فيها.
ع.نصيب