اشتكى سائقو الحافلات النشطة على خط وسط مدينة قسنطينة وحي القمّاص من مزاحمة الناقلين غير الشرعيين لهم، حيث توقف حوالي خمسين بالمائة من زملائهم، في حين احتل الباعة الفوضويون بعض المحطات الخاصة بهم.
وذكر لنا أصحاب حافلات أن عددهم قد تراجع من حوالي أربعين إلى عشرين ناقلا ينشط أغلبيتهم على الخط المتوجه نحو محطة زعموش، بينما لم تبق إلا حافلتان تنقل إلى محطة خميستي التي تراجع بها النشاط كثيرا. وعزا محدثونا وضعيتهم التي وصفوها بالسيئة إلى احتلال سائقي سيارات «الفرود» للعديد من محطاتهم في الجزء الممتد من الدقسي إلى القماص من الخط المخصص لهم، مثل المحطة القريبة من مركز البريد بالدقسي، والتي صار فيها للناقلين غير الشرعيين رئيس محطة ويعملون بطريقة منظمة وكأنها محطة قانونية لسيارات الأجرة، مثلما وصفها محدثونا.
وقال أصحاب الحافلات الذين تحدثنا إليهم، أن الباعة الفوضويين احتلوا عددا من المحطات الخاصة بهم، على غرار الواقعة بالقرب من مسجد حمزة بحي الدقسي، حيث تحولت إلى مكان لبيع الخضر من طرف بعض أصحاب الشاحنات، ما يضطر سائقي الحافلات إلى الركن في الطريق ويتسبب في ازدحام مروري وفوضى خصوصا خلال ساعات الذروة، في حين أكدوا لنا أنهم صاروا يتوقفون عن العمل قبل نهاية ساعات الدوام ومن بينهم من يعمل لنصف يوم فقط بسبب تراجع عدد الركاب. وذكر محدثونا أنهم احتجوا منذ أشهر ونظموا عدة إضرابات عن العمل للمطالبة بوضع حل للمشاكل المسجلة، لكن الأمر تفاقم منذ ذلك الوقت إلى اليوم بحسبهم.
وأفاد الأمين الولائي للاتحاد الوطني للناقلين بقسنطينة، موسى بوسميد، في اتصال بالنصر، أن مشكلة سيارات «الفرود» مسجلة بمختلف النقاط من الولاية ولا تخص خط القماص - وسط المدينة فقط، مُضيفا أن أصحاب بعض الحافلات اضطروا إلى التّخلي عن الخطوط التي استفادوا منها بسبب نقص عدد الركاب وتراجع المداخيل نتيجة المنافسة غير الشرعية من طرف أصحاب سيارات «الفرود».
وأضاف نفس المصدر أن بعض سائقي الحافلات وجدوا أنفسهم مضطرين للجوء إلى بعض السلوكيات التي أصبحت تُزعج الركّاب، مثل إطالة التوقف في المحطات و»المماطلة» لجمع أكبر عدد ممكن من الركاب، في حين أوضح أن البعض أصبحوا يمارسون نشاط «الفرود» باستعمال سياراتهم وتركوا النقل بالحافلات.
سامي.ح