طالب أمس، مديرو مدارس ابتدائية بقسنطينة بالانفصال عن البلديات بسبب «نقائص التسيير» المسجلة معها، في حين أكدوا أن التفويج قد خفّف مؤقتا من وطأة الاكتظاظ في بعض المؤسسات، كما تحدث أمين نقابتهم عن ضغوطات تعرض لها المديرون من أولياء من أجل تفويج أبنائهم في الوقت الأنسب لهم.
وتجمع العشرات من مديري المؤسسات الابتدائية من مختلف بلديات قسنطينة خلال الفترة الصباحية أمام مدخل مديرية التربية، حيث أوضحوا أنها وقفة وطنية منظمة من طرف نقابة مديري الابتدائيات التي حصلت على اعتمادها خلال العام الجاري، في حين ذكر الأمين الولائي للنقابة، عزوز كاوة، أن المطلب الأساسي يتمثل في الانفصال عن الجماعات المحلية. وتضمن بيان الوقفة الذي أصدرته النقابة أن ظروف الدخول المدرسي الحالي أبانت عن «قصور» في السياسة المنتهجة في تسيير المدرسة الابتدائية، وكشفت عن «عشوائية» في التعامل مع الوضع الوبائي غير المسبوق.
وسجلت النقابة “غيابا تاما للجماعات المحلية في توفير الموارد المادية والبشرية، ما ولد حالة من القلق في الوسط المدرسي خاصة بعد موجة الإصابات التي سجلت بالمؤسسات وسط إهمال ولا مبالاة في التكفل بها”.
وتضمنت لائحة المطالب إلحاق تسيير المدارس بوزارة التربية مباشرة وإعادة الاعتبار لمديري المدارس من حيث المكانة والتصنيف والمنح وإعفاء المدير من التدريس نهائيا، وحل مشكلة السكنات الوظيفية وتدعيم الابتدائيات بالأعوان والمشرفين والعمال المؤهلين.
وصرح لنا الأمين الولائي للنقابة أن جميع المطالب المطروحة في العريضة الوطنية تشمل قسنطينة، باستثناء مشكلة المديرين الذين يدرّسون، غير المسجلة بتاتا في الولاية، في حين أوضح أن كثيرا من بلدياتها لا توفر المتطلبات الضرورية إلا بكميات قليلة، فضلا عن وجود مدارس لم تحصل على اعتماداتها المالية إلى غاية اليوم. وأضاف نفس المصدر أن بعض المديرين مضطرون إلى بذل مبالغ من أموالهم الخاصة من أجل تغطية العجز.
وأضاف محدثنا أن مديري مدارس في الولاية واجهوا مشاكل مع أولياء تلاميذ مارسوا عليهم ضغوطا من أجل ضبط التفويج في الأقسام التي ينتمي إليها أبناؤهم بما يناسب توقيتهم، رغم تأكيده أن المديرين يأخذون بعين الاعتبار وضعية الأولياء الذين لهم أبناء في نفس المؤسسة وفي صفين مختلفين، ويطابقون بين المواقيت حتى يخففون عن أوليائهم.
واعتبر نفس المصدر أن التفويج ساهم في تخفيف الاكتظاظ بالعديد من المدارس التي تعرف عددا معتبرا من التلاميذ في نقاط مختلفة، لكنه أكد أن الأمر مؤقت وستعود الظروف إلى حالها السابقة عندما تنتهي الجائحة، كما نبه أن مؤسسات تربوية جديدة تفتقر إلى أدنى المتطلبات. وقد ذكرت مديرة مدرسة مشاركة في الوقفة أن بعض الابتدائيات لا تتوفر حتى على الربط بشبكة الانترنيت من أجل تسيير شؤونها الإدارية، ما يضطر المديرين إلى تحملها بمصاريفهم الخاصة.
سامي .ح