أوقفت قوات الأمن في مداهمات ليلية شملت غالبية أحياء بلدية عين سمارة بقسنطينة عددا من الأشخاص في قضايا استهلاك مخدرات و حجزت مؤثرات عقلية، في حين تم استخدام نظام البحث الآلي للكشف عن الأشخاص والمركبات المبحوث عنها.
ونظمت ليلة أمس الأول، المديرية الولائية للأمن بقسنطينة في إطار التدابير المتخذة لتأمين نهاية السنة الميلادية مداهمات شرطية استمرت لثلاث ساعات و مست غالبية محيط مدينة عين اسمارة، حيث صرح رئيس خلية الاتصال الملازم الأول بن خليفة بلال، أن هذه العملية تأتي في إطار تعزيز التدابير الأمنية بالمدينة كما أن المديرية الولائية اختارت عين اسمارة لتحسيس المواطن أكثر بالأمن .
وتجمعت قوات الشرطة في البداية بمقر الأمن الولائي في الخامسة مساء قبل أن ننطلق إلى مقر الأمن الحضري الخارجي بعين اسمارة، أين نظم اجتماع تنسيقي وتحضيري للعمليات التي سيجرى إنجازها بالوسط الحضري والغابات المحيطة به، حيث أكد رئيس فرقة قمع الإجرام محافظ الشرطة بن زمولي هشام، على ضرورة التحلي بالانضباط والصرامة في التدخل مع احترام التدابير الوقائية من فيروس كورونا.
وبغرض التمويه والعمل بعنصر المفاجأة، تم الاستعانة بعناصر أمن بالزي المدني وهو ما أدى إلى الإطاحة بمروج للأقراص المهلوسة على مستوى حي حريشة عمار الذي يعد أكبر أحياء المدينة كما يعرف بنشاط بيع المهلوسات.
ورافقنا قوات الشرطة وسط الظلام بأحد زوايا العمارات، أين تقدم شاب في الثلاثينيات من عنصر الأمن بالزي المدني وعرض عليه بيع أقراص قائلا"ما تريد أن أبيع لك" وفي لمح البصر رصد ذلك الشاب عناصر الأمن مرتدية الزي الرسمي ليحاول الفرار بين البنايات لكن سرعان ما تم توقيفه و ضبطت لديه مهلوسات مهيأة للترويج مع سلاح أبيض ومبلغ مالي.
وذكر رئيس الأمن الحضري الخارجي لعين اسماره محافظ الشرطة عاشور عباس، الذي رافقناه بمركبته طول فترة المداهمات، إن الاعتماد على عنصر التمويه كثيرا ما أدى إلى الإطاحة بالمروجين ومرتكبي الجرائم، وأبرز أن عين اسمارة تعتبر مدينة هادئة نوعا ما، إذ قليلا ما تسجل بها جرائم منظمة أو حرب عصابات، إذ تقتصر غالبية التدخلات في الجرائم الحضرية البسيطة كترويج المهلوسات على نطاق ضيق أو الشجارات الفردية، مشيرا إلى أن مجهودات الشرطة فضلا عن العمل الاستباقي قد أدى إلى استتاب الأمن في المدينة ذات الكثافة السكانية المرتفعة.
وتنقلنا إلى حي 1650 مسكنا والذي يطلق بعض سكانه عليه اسم « كولومبيا» حيث تم إخضاع العشرات من الشباب إلى التفتيش في حين تم تمشيط المحلات المهجورة، أين عثر على مسروقات مرمية، وأكد لنا أعوان الشرطة أن ما عثر عليه قد يكون دليلا لتفكيك خيوط جريمة مبلغ عنها، إذ كثيرا ما تم الوصول إلى المجرمين بهذه الطريقة.
وأوقفت الشرطة شابا وبحوزته قرصين مهلوسين، حيث كان بصدد الخروج من محل حلاقة، لكنه أكد أنه يحوز على وصفة طبية تثبت اقتناؤه لها بشكل شرعي لكن الشرطة أوقفته للتحقيق مع حجز مبلغ مالي.
شباب يصفرون لتنبيه مروّجي المهلوسات
وبأحد الأحياء، حاول أحد الشباب الذي كان بمحل لبيع البيتزا إخفاء قطعة من المخدرات تحت الخاتم لكن فطنة أحد الأعوان مكنت من ضبطها ليتم توقيفه وإحالته على التحقيق، في حين قام شاب آخر كان بداخل السيارة ببلع قطعة من المخدرات فور وصول الشرطة إليه إذ كشف بعد ملاحظة لون « الكيف» على لسانه.
ومشطت قوات الشرطة كل الغابات الحضرية المحيطة بالمدينة، والتي سبق وأن اشتكى سكان عين اسمارة من تحولها إلى بؤر لترويج الممنوعات وبيع الكحول بشكل غير قانوني، لكن وعلى الرغم من دخول عناصر فرقتي قمع الإجرام والبحث والتحري إليها بشكل مفاجئ ومباغت، إلا أننا لم نجد أي شخص بالمكان .
وبالعديد من المواقع، لاحظنا أن شبابا يقومون بالتصفير وإطلاق أصوات فور مرور مركبات الشرطة وذلك من أجل تنبيه مروجي المهلوسات في حين كان يقوم الأعوان بالنزول في مكان بعيد عن الهدف ثم التوجه بسرعة في دوريات راجلة إلى مداخل العمارات والأماكن المشبوهة.
وطيلة فترة المداهمات، كان النظام الالكتروني الآلي للبحث عن المركبات الموضوع بسيارة محافظ الشرطة، يكشف عن أي مركبة من خلال لوحة الترقيم، في حين تم استخدام نظام البحث الآلي عن المركبات والأشخاص للكشف عن المشتبه بهم، حيث ذكر عون الشرطة المكلف بالعمل به أنه جهاز يحتوي على قاعدة بيانات موسعة لكل الأشخاص والمركبات المبحوث عنها عبر التراب الوطني، مشيرا إلى أن الكثير من القضايا عولجت بعد استخدامه. لقمان/ق