من المنتظر أن يتم خلال الأسابيع المقبلة، بعث 20 مشروعا تنمويا متعثرا ببلدية قسنطينة، حيث ظلت هذه العمليات غير منطلقة ومتوقفة منذ سنوات، رغم تخصيص اعتمادات مالية لها تقارب 60 مليار سنتيم، وذكر رئيس الدائرة للنصر، أن هذه المشاريع لها علاقة مباشرة بتحسين الإطار المعيشي للمواطنين، وستتم متابعتها إلى غاية إنجازها بشكل نهائي.
وذكر رئيس دائرة قسنطينة، شبوي جلول في اتصال بالنصر، أنه قد تم عقد اجتماع أمس، بحضور رئيس البلدية ومختلف المسؤولين، حيث تم تشكيل لجنة لدراسة وضعية البرامج التنموية البلدية، إذ أكد أن الهدف من اللقاء هو بعث المشاريع غير المنطلقة، فضلا عن إعادة تلك المتوقفة.
ولفت المتحدث، إلى أن كل المشاريع محل المناقشة لها صلة مباشرة بتحسين الإطار المعيشي للمواطن، لاسيما ما يتعلق بتهيئة الأحياء والطرقات وأشغال التطهير، مشيرا إلى أن كل هذه العمليات ستبعث في أقرب الآجال لاسيما وأن الأغلفة المالية متوفرة، كما أنها مسجلة منذ سنوات لكنها مثلما قال، لم تنجز لأسباب مختلفة ومتعددة.
وعرضت دائرة قسنطينة المشاريع المتوقفة، والتي يوجد من بينها ما سجل سنة 2011، حيث يعرف مشروع دار الشباب بحي بن شرقي الذي رصد له غلاف مالي بأزيد من 4.2 ملايير سنتيم تأخرا كبيرا، رغم تسجيل العملية قبل أزيد من 10 سنوات، كما أن أشغال تهيئة قاعات العلاج والتي سبق وأن طرحت بمختلف دورات المجلس لم تنطلق إلى اليوم، إذ رصد لتهيئة قاعة علاج بأحد الأحياء 410 مليون سنتيم، كما خصص لأخرى بحي رحماني عاشور 360 مليون سنتيم.
وسجلت بلدية قسنطنية عمليات لتهيئة قاعات العلاج ابتداء من عام 2018 إذ لم ينجز إلى اليوم مشروع تهيئة قاعة «بن عميرة» والتي رصد لها غلاف مالي بـ 1.3 مليار سنتيم كما لم يستغل مبلغ بـ 120 مليون سنتيم خصص لقاعة العلاج محجوب إسماعيل.
ومن بين المشاريع غير المنطلقة، مشروع سجل في عام 2018 وخصص له غلاف مالي بـ 16.6 مليار سنتيم، وذلك لإنجاز شبكات التطهير بأحياء سيساوي 1 و 2 وباشتارزي وحي الزيادية، علما أن سكان هذه المناطق يشتكون باستمرار من عدم التكفل بمطالبهم، وهو نفس الأمر المسجل بعملية متابعة وإنجاز شبكة التطهير بالشطر الثاني بحي بن شرقي المسجل العام الماضي والذي رصد له مبلغ يفوق 3.5 ملايير سنتيم.
ورغم معاناة سكان حجرة بن عروس الواقعة بالقرب من المنية من انعدام التهيئة وشبكات التطهير والربط بالمياه منذ عقود، إلا أن الغلاف المالي المخصص لربطه بشبكة المياه والمقدر بـ 7.5 ملايير سنتيم لم يستغل رغم تسجيل المشروع في عام 2011، وهو نفس الشأن بالنسبة لإنجاز شبكات التطهير التي خصص لها مبلغ يتجاوز 4 ملايير سنتيم، غير أن هذه العملية سجلت العام الماضي فقط.
وتتعلق المشاريع المتبقية بعمليات تحسين الربط بشبكة الشرب بحي الدقسي بغلاف مالي يقدر بـ 700 مليون سنتيم، فضلا عن تخصيص 1.6 مليار سنتيم لإنجاز حاجز الخرسانة بالطريق الرابط بين معبر ماسينيسا وحي بلحاج باتجاه محور الدوران المؤدي إلى جامعة قسنطنية 3، وكذا مبلغ لإنجاز دراسة بـ 700 مليون سنتيم تحضيرا لإنجاز طريق يربط جبل الوحش بفج الريح، فضلا عن رصد 3 ملايير سنتيم لمتابعة وتهيئة الطرقات بالشطر الثاني لحي بوصوف.
وسيتم أيضا الدفع بالمشاريع المتعثرة بالتحصيصات، على غرار تهيئة الطريق المؤدي إلى 54 شالي بحي بوكفوس من خلال رصد غلاف مالي يقدر بـ 2.5 مليار سنتيم، فضلا عن ملياري سنتيم بحي الأمل بتحصيص أول نوفمبر من أجل إنجاز شبكات التطهير، ومثل ذات المبلغ لنفس العملية بالجهة العليا لحي لوناما، مع الدفع بمشروع التطهير المسجل بغلاف مالي قدر بـ 1.3 مليار سنتيم بتحصيص اللوز، بأرض بن حمودة.
وسيتم بعث مشروع إنجاز مبنى إداري بحي بن شرقي خصص له مبلغ 3.2 ملايير سنتيم، وكذا 2.4 مليار سنتيم لبناء ممر علوي للراجلين على مستوى حي زواغي، ليصل المبلغ الإجمالي لكل المشاريع إلى قرابة 60 مليار سنتيم.
وأوضح رئيس الدائرة، أن المشاريع المعنية ستكون محل متابعة دورية إلى غاية استكمالها وتسليمها بشكل نهائي، علما أن الاجتماع حضره الأمين العام للبلدية ومسؤولي الإنجازات والشؤون المالية والصيانة والوسائل العامة، كما حضره رؤساء الأقسام الفرعية لقطاعات الموارد المائية، التجهيزات العمومية، التعمير و البناء، والأشغال العمومية.
وتم إثر هذا اللقاء، تنظيم جلسة عمل مع مدير التعمير الهندسة المعمارية و البناء لولاية قسنطينة، حيث تمت مناقشة المشاريع التنموي، التي استفادت منها بلدية قسنطينة ضمن البرنامج القطاعي للتعمير و البناء، وذلك بحضور رئيس المجلس الشعبي شراف بن ساري ومختلف المسؤولين.
وتجدر الإشارة، إلى أن مجلس بلدية قسنطينة يلجأ في كل مرة إلى تطهير مدونة المشاريع غير المنجزة، إذ يسجل في كل مرة عدم استغلال الأغلفة المالية بسبب التأخر في إطلاق العمليات إثر ارتفاع تكاليفها مقارنة بسنة تسجيل المشروع، وهو ما طرحه رئيس البلدية السابق.
وتم في آخر دورة للمجلس السابق إلغاء مداولة لمشروع ربط حي برج السمار بأعالي المدينة بشبكة الكهرباء، حيث تم تخصيص غلاف مالي بمليار ونصف في عام 2019 لفائدة قرابة 200 عائلة، لكن عرقلة الإجراءات الإدارية وعدم إعداد دفتر الشروط، تسبب في إلغاء المداولة الخاصة بإبرام الصفقة مع مؤسسة سونلغاز إذ تضاعفت تكاليف الإنجاز بثلاث مرات.
لقمان/ق