تحولت الساحة الخلفية للعمارات الواقعة بحي الإخوة بوشامة بوسط مدينة قسنطينة، إلى مكب للنفايات المنزلية والردوم، لتصبح بذلك بؤرة لتجمع البعوض الناقل للأمراض والأوبئة التي تهدد صحة العائلات.
ولاحظنا خلال تواجدنا بـ «الباطيمة البيضاء» كما تسمى والتي تضم 8 مداخل، اهتراء قنوات الصرف الصحي، ما تسبب في تسرب المياه القذرة مشكلة بركا تطفو فوقها الأوساخ، ناهيك عن انبعاث روائح كريهة منها و انتشار الحشرات والقوارض.
وتحوّلت الساحة الخلفية للعمارات المكونة من 14 طابقا، إلى أشبه بمفرغة مفتوحة، تملؤها المهملات المنزلية الصلبة كالأواني وحتى قطع من الأجهزة الكهرومنزلية، وهي نفايات شاهدنا سكانا يرمونها من الشرفات أثناء تواجدنا بالمكان،
وعبر لنا سكان عن تذمرهم الشديد، جراء سقوط أشياء صلبة على عمال النظافة الذين يعرضون أنفسهم يوميا للخطر تحت الشرفات، في ظل تحجج قاطنين في الطوابق العليا بصعوبة النزول لرمي القمامة في ظل تعطل المصاعد وعدم صيانتها. وقال لنا شيخ وجدناه أمام مدخل العمارة التي يبلغ عدد قاطنيها 200 عائلة، «المصاعد معطلة منذ أكثر من 35 سنة، وبسبب المرض أستغرق أكثر من ساعة للوصول إلى شقتي».
و قرب الملعب الذي أعيد إنجازه منذ سنتين، قابلنا أطفال وشباب، أكدوا أنهم يتعرضون في كل مرة لإصابات بليغة جراء رمي المخلفات المنزلية عليهم، كما أدت المياه القذرة التي تحيط بالمكان إلى إصابة أصدقاء لهم بعدوى جرثومية، مضيفين أنهم لا يستطيعون اللعب بعد أذان المغرب لانعدام الإنارة بالمكان.
و أكد مندوب القطاع الحضري المنظر الجميل، حسان حوام، في اتصال بالنصر، أن مصالحه لم تتلق أي شكوى من قبل السكان حول وجود تسربات لمياه الصرف الصحي، فيما أوضحت المكلفة بالإعلام على مستوى مديرية الاستغلال والتطهير لشركة «سياكو»، أن تسيير شبكة الصرف الصحي بداخل وبمحيط العمارة ليس من صلاحية المؤسسة، رغم ذلك فإنها قامت بعدة تدخلات تطوعية لتنظيف المنطقة، تلبية لمطالب المواطنين.
لينة دلول
