أكد وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، أمس الجمعة من قسنطينة، أن دائرته الوزارية ماضية في التخزين الرقمي للشهادات الحية وكل ما يتعلق بالذاكرة الوطنية من أجل الحفاظ على هذا الموروث ولكي يبقى متاحا لشباب اليوم ورجال المستقبل، مشددا على ضرورة توريث الثقافة التاريخية للشباب.
وصرح أمس، العيد ربيقة، عند حلوله ضيفا على الإذاعة الجزائرية بقسنطينة، خلال زيارة عمل وتفقد قادته إلى الولاية، قام خلالها بزيارة مقبرة الشهداء ببلدية زيغود يوسف، وأشرف على إطلاق تصوير فيلم القائد الشهيد زيغود يوسف، أن حفظ وتدوين الذاكرة الوطنية مسألة متشعبة، معددا الوسائل المستغلة في هذا الغرض.
وأضاف الوزير، أنه من أكثر الأساليب نجاعة، هو مجال السمعي البصري، ما جعل الوزارة تولي أهمية بالغة للتوثيق السمعي البصري، واعتبر المتحدث، الشهادات الحية عنصرا أساسيا من عناصر حفظ الذاكرة الوطنية، ما أدى إلى تسجيل عددا معتبرا من الشهادات الوطنية، مؤكدا أن الوزارة تعمل الآن في سياق علمي وأكاديمي لترتيب أفضل من طرف أهل الاختصاص، والعمل على استغلاله أحسن استغلال، وأضاف أن الكثير من المؤرخين في مجال السينما، يعتمدون على الشهادات الحية سواء تعلق الأمر بالإنتاج الوثائقي أو الأفلام والأعمال المطولة، لأنها تعتبر من روافد كتابة التاريخ وحفظه وحفظ الذاكرة الوطنية.
وأوضح العيد ربيقة، أن السيد رئيس الجمهورية أوصى، باعتماد التخزين الرقمي للشهادات الحية كأولوية من أوليات القطاع، مضيفا أن الأمر لا يتعلق فقط بالشهادات الحية بل بكل ما يتصل بالذاكرة الوطنية، وقال: "نحن الآن في هذا المسعى والاتجاه ولقد سطرنا برامج خاصة وقد مضينا قدما في هذا الموضوع ولقد باشرنا أولا بعمل وطني شامل فيما يخص الشهادات الحية وكمرحلة أولى تم جمعها على مستوى مركزي والآن هي في مرحلة التحليل والتصنيف والترتيب لنذهب بعدها إلى تخزينها حتى تكون متاحة ومحفوظة حتى نبقيها لأجيالنا".
كماصرح المتحدث، بخصوص الرعاية الاجتماعية والصحية للمجاهدين، وقال: "نحن اليوم بصدد إحياء هذه المناسبة الوطنية وهي يوم المجاهد، نحن في أعتاب مرحلة حساسة والمجاهدين اليوم في سن متقدمة ويعانون من أمراض أصيبوا بها جراء مشاركتهم في الثورة التحريرية المباركة، وتقتضي منا مرافقة صحية ومعنوية، وفي اعتقادي وكل الجزائريين هو دين على الدولة نظير ما قدمه هؤلاء الأبطال".
وأضاف أن الشعار المعتمد هذه السنة هو " المجاهد فخر الأمة"، ومن حق هذه الفئة تخصيص يوم وطني تتذكرهم الدولة بموجبه، متمنيا أن يتم متابعتهم ومرافقتهم صحيا، وأن يتم تقديم ما يجب أن يقدم لهم ودعا جميع الهيئات ومؤسسات الدولة لأن تولي رعاية خاصة لهؤلاء، قائلا إن كل مجاهد يحمل شارة المجاهد لا بد من أن يحظى برعاية خاصة لأنه شرف الأمة ويجب منحه تسهيلات لقاء الخدمة الأبدية التي يتشرف كل جزائري بذكرها أينما حل.
وقدم الوزير نصيحة لأبناء الوطن من الشباب، مطالبا إياهم بالسير على نهج الشهداء والمجاهدين، من خلال استذكار بطولاتهم والعمل وفق السير التي تركوها ناصعة ومرصعة في سجل التاريخ، وقال: "أبناؤنا بحاجة ماسة إلى مراجعة التاريخ، وأن تكون لهم ثقافة تاريخية يعتمدون عليها في الحاضر والمستقبل، وهي من المسائل التي نوليها عناية وبتوجيهات سامية مقدمة من طرف رئيس الجمهورية".
وأعطى الوزير شارة انطلاقة تصوير فيلم عن البطل الشهيد زيغود يوسف ببلدية زيغود يوسف في قسنطينة، كما شهد لقطات مصورة، بحضور عدد من الفنانين جاؤوا كضيوف شرف على غرار الفنان حسان كشاش وسارة لعلامة ومحمد الطاهر زاوي، وسط جمع غفير من سكان البلدية الذين أبوا إلا أن يكونوا حاضرين أثناء تصوير الفيلم الثوري الذي يروي قصة كفاح ابن منطقتهم. حاتم / ب