قررت الوكالة العقارية لولاية قسنطينة إعادة النظر في الصفقة الخاصة بعملية تهيئة تحصيص المنية الذي ما يزال يراوح مكانه منذ أكثر من ثلاثين سنة، حيث تعمل على بعث المشروع مجددا ضمن صفقة تهيئة واحدة، في حين باشر مكتب الدراسات الجديد نشاطه على مستوى التحصيص، وأكد مدير الهيئة أن الدراسة ستستكمل في غضون أسبوعين.
وأكد مدير الوكالة العقارية لولاية قسنطينة، نور الدين فيلالي، في حديث مع النصر، أن مصالحه قد سعت من قبل إلى تقسيم المشروع إلى حصص من أجل الشروع في العملية انطلاقا من الجزء العلوي نحو جهة الشمال، لكونه لا يشهد مشكلة النزاع القضائي مع الأفراد الذين يدافعون عن ملكيتهم للأراضي، ثم استكمال الأجزاء الأخرى، لكن العملية لم تتم، في حين تعمل الوكالة على إعادة بعث المشروع ضمن صفقة واحدة مقسمة إلى أجزاء. ونبه المسؤول أن صفقة التهيئة قد فسخت مع المقاولة السابقة، حيث شدد على أن مصالحه تسعى إلى الوصول إلى تسوية نهائية لوضعية التحصيص بالتنسيق مع جميع الأطراف المعنية به.
ونبه نفس المصدر أن الوكالة قد أطلقت استشارة مؤخرا وعينت بموجبها مكتب دراسات جديد لإنجاز الدراسة الخاصة بتهيئة التحصيص، حيث أوضح أنه قد باشر عمله وسيُتم الدراسة في غضون 15 يوما «على أقصى تقدير». وأضاف نفس المصدر أن المقترح كان يقوم على جعل العملية في حصة واحدة مقسمة على أجزاء، ما سيمكن من الحصول على المطابقة الخاصة بكل جزء بمجرد استلامه، ويتيح لأصحاب القطع الحصول على رخص البناء من البلدية.
وقد قدمت الوكالة العقارية طلب رخصة تعديلية لمشروع التهيئة للتحصيص المذكور العام ما قبل الماضي عبر الشباك الموحد، حيث تأجل الفصل في الطلب خلال اجتماع عقد في 26 سبتمبر من العام الماضي إلى غاية رفع جملة من التحفظات، أبرزها تحديد مساحة التحصيص التي تم تغييرها بالنسبة لقرار رخصة التجزئة المسلمة، بما يتطابق مع السندات التي تثبت الملكية العقارية، وعدم اعتراض جميع أصحاب الحصص التي مسها التعديل والحائزين على عقود ملكية مشهرة.
وقد قدمت الوكالة بداية شهر ديسمبر من العام الماضي رفعا للتحفظات المذكورة، إلا أنه تم الإشارة إلى استمرار الإشكال حول التحفظين الأساسيين المتمثلين في تقديم 43 تصريحا بعدم الاعتراض من أصل 68 حصة المعنية بالتعديل سواء بتغيير الموقع أو المساحة، فضلا عن وجود تناقض في المساحة الإجمالية للملكية العقارية بين الوثائق المقدمة أو المصرح عنها. وقد أكد لنا مدير الوكالة أن عدد البنايات الفوضوية المنجزة في محيط التحصيص يتجاوز المئة، في حين شدد على أن مصالحه تنسق مع أعضاء الجمعية الممثلة للمستفيدين من أجل حل المشاكل المسجلة والوصول إلى تسوية نهائية.
ويذكر أن عملية التهيئة قد انطلقت في الجزء العلوي من تحصيص المنية منذ حوالي خمس سنوات، حيث باشرت مقاولة إنجاز الشبكات وتهيئة المسالك الداخلية، قبل أن تتوقف بسبب اعتراضات من أفراد يدافعون عن ملكيتهم للأراضي، بعد أن تمت تهيئة جزء بسيط من الموقع، الذي يضم أكثر من 400 قطعة أرضية، استفاد منها أصحابها نهاية الثمانينيات، وتحصل عدد كبير منهم على عقود ملكية نهائية ومشهرة، في حين ما يزال غياب التهيئة يحول دون حصولهم على رخص بناء من أجل مباشرة الانتفاع من القطع المذكورة، حيث يعتبر تحصيص «المنية» من الملفات الشائكة والقديمة. وقد سعت الإدارة الجديدة للوكالة العقارية منذ تنصيبها في 2020 إلى إيجاد صيغة أخرى لإيجاد حل من أجل تهيئة الجزء الذي لا يتضمن نزاعا قضائيا.
سامي.ح