أبرزت فرق للجيش الوطني الشعبي أوّل أمس بقسنطينة، قدرات قتالية فائقة، تكشف عن التكوين النوعي الذي يتمتع به أفراد المؤسسة، وذلك في عروض قدمت خلال تنظيم أبواب مفتوحة على الرياضة العسكرية تفاعل معها الحاضرون بقوة، وجاءت الفعالية لتعزيز رابطة الجمهوربالمؤسسة العسكرية.
واحتضن المركّب الجهوي للرياضة العسكرية مخلوف مانع الناحية العسكرية الخامسة بقسنطينة فعاليات الأبواب المفتوحة حول الرياضة العسكرية، إذ تضمّن البرنامج باقة متنوّعة من العروض في الرياضات القتالية، استهلّت بتقديم المنتخب الجهوي العسكري للـ»كاراتي دو» رفقة نادي الصنوبر الرياضي أصاغر عرضا تضمّن تمارين الدّفاع عن النّفس، استعراضات في «كاتا» فردي، «كيميتي» وأيضا «كاتا» جماعي.
واستعرض المنتخب الجهوي العسكري للـ»جيدو» مع جمعية هلال علي منجلي للأصاغر مجموعة من أساليب الرياضة تمثّلت في الـ»كاتا»، حركات «ناجيكومي»، تمارين الدفاع عن النّفس، فضلا عن إجراء منازلة، كما قدّم أفراد النادي الرياضي السريع لرياضة «النانشاكو»للقتال الكامل لقطات استعراضية أظهروا خلالها كفاءة عالية وتحكما في التقنيات.
وتضمّن البرنامج كذلك عرضا في المصارعة تكفّل بتقديمه المنتخب الوطني الجهوي العسكري للمصارعة المشتركة للناحية العسكرية الخامسة، وقدّم أفراده لمحات متنوّعة منها حركات الجمباز، تقنيات المصارعة الحرة تشمل حركات الهجوم، الدفاع، الهجوم الجانبي والمضاعف، فضلا عن تقنيات المصارعة «الإغريقو رومانية» مع إجراء منازلتين في النوعين، كما تمّ تقديم عرض في رفع الأثقال من طرف أعضاء المنتخب الجهوي للناحية العسكرية الخامسة، زيادة على عرض في «الكيك بوكسينغ» لفريق مشعل شباب قسنطينة.
وقُدّم ضمن عرض في «التايكواندو» سيناريو يبرز بعض تقنيات الدفاع عن النّفس ومنازلة، أيضا جرى تقديم استعراض في رياضة «الكونغ فو»، فضلا عن عرض لفرقة الشل للدرك الوطني.
واختتم الجزء الأول من الفعالية باستعرضات في رياضة «الكوكسول»، شملت القتال المتلاحم ثلاثة ضد واحد، القفز وسط حلقة وعلى الحواجز، تكسير القرميد بالرّأس في قتال متلاحم آخر، تمرين لتحرّر أحد الأفراد من الأسر مربوط بسلسة ومكبّل اليدين ومحاط كذلك بمجموعة من الأفراد، أيضا نفّذ تمرين لتكسير خشبة بعد أن يقفز المؤدي في الهواء لبعض الأمتار مستندا على خشبة شكّلت له قاعدة للقفز.
وقام أعضاء «الكوكسول» للمظليين بتنفيذ استعراض تمر فيه سيارة فوق جسد مقاتل، كذلك تمرين لرمي الخناجر على أهداف ثابتة وأخرى متحركة، تكسير الحجارة على أجساد المقاتلين بوضعيات مختلفة، فضلا عن تكسير القرميد. وانتقل المشهد إلى خارج القاعة أين قدّم عرض للدراجات الهوائية، بالإضافة إلى خمسة عروض للدرك الوطني خاصة بالثنائيات السينوتقنية لاختصاصي مخدرات وكوكايين وكذا تقفي الأثر وشملت سيناريوهات مختلفة، حيث تمثّل الأوّل في محاكاة موقف للقبض على شخصين مشبوهين مع قيام الكلب باكتشاف وجود مخدرات ينبّه على إثر ذلك أفراد الدورية، كما يقوم أحد الموقوفين بالهرب فيتم إعطاء الأمر للكلب للقبض على الشخص.
ونفّذ ثنائي سينو تقني مختص في تقفي الأثر محاكاة لتمرين يتعلّق بالقبض على مختطف أحد الأطفال، إذ يقوم الكلب بشم أغراض الطفل المختطف لحفظ رائحته ثم ينطلق في البحث فيجد قبعته، وبمواصلة البحث يتم العثور على الطفل، ومن خلال المعلومات التي قدّمها الطفل حول جهة الهروب التي سلكها الخاطف وكذا شم رائحة الشريط اللاصق الذي كان على فمه، تمكّن الكلب من إيجاد علبة سجائر وولاعة تخصّ الخاطف، عُرضت على الكلب كذلك لينجح هذا الأخير في العثور على الخاطف وتوقيفه من طرف أفراد الدورية.
ويندرج السيناريو الثالث في إطار عمل شرطة المرور، حيث يتم توقيف حافلة لنقل المسافرين ومراقبة الوثائق، فيتم الاستعانة بثنائي سينو تقني في عملية تفتيش الحافلة والأمتعة، إذ يتم العثور على المخدرات في حقيبة ظهر تخصّ أحد المسافرين، وقدّم أمام الحضور استعراض للكلب وهو يقفز على الحواجز ويمر من داخل حلقات أسطوانية، حيث يبرز التمرين كيفية تحكّم المسيّر في الكلب وامتثال هذا الأخير للأوامر، فضلا عن عرض آخر يتعلّق بطاعة الكلب وانضباطه في وضعيات متنوّعة.
وحقّقت المنتخبات الجهوية للناحية العسكرية الخامسة ورياضيوها نتائج باهرة في البطولات والكؤوس الوطنية لهذا الموسم، إذ نال منتخب «الكاراتي دو» ثلاث ميداليات برونزية عند الفردي في البطولة الوطنية، كذلك المرتبة الثالثة حسب الفرق، كما تحصّل أحد رياضيي منتخب «الجيدو» على ميداليتين برونزيتين في البطولة الوطنية ضمن الفردي، فيما توّج منتخب المصارعة المشتركة بالمرتبة الثالثة خلال الكأس الوطنية، كما نال 10 ميداليات منها 4 ذهبيات ضمن فعاليات البطولة الوطنية، بينما حقّق ضابط الصف المتعاقد عبد الرحيم سعداوي الميدالية الذهبية في منافستي البطولة والكأس الوطنيتين العسكريتين، أما المنتخب الجهوي فتحصّل على الميدالية البرونزية ضمن المنافستين.
وعرفت الفعالية حضورا قويا وتفاعلا كبيرا مع مختلف العروض المقدّمة، خاصة من جانب الأطفال وأعضاء الكشافة، الذين تجاوبوا وتعالت صيحاتهم منبهرين بخفة الحركة وكفاءة الأداء، خاصة في استعراض «الكوكسول» حيث زادتهم دهشة قوة وصلابة أجساد المؤدين التي أبانوا عنها من خلال الحركات «الأكروباتية» المقدّمة.
وذكر في كلمته رئيس مكتب العمليات للأركان الناحية العسكرية الخامسة، العميد موساوي هشام، أنّ تنظيم هذه النشاطات الاتصالية يندرج ضمن السياسة التي تبنّتها القيادة العليا للجيش الشعبي الوطني لتعزيز رابطة الجيش والأمة، الرامية لتقريب المواطن من الإدارة العسكرية، إذ سيكون الجمهور أمام فرصة التعرّف عن كثب على إحدى مكوّناتها المتمثلة في الرياضة العسكرية، التي شرّفت الجزائر في المحافل الدولية، عكست مدى الاهتمام الذي توليه القيادة للمجال، كذلك الاطلاع على الإمكانيات المادية والبشرية والهياكل التي سخّرت لتكوين رياضيين بمستوى عالي، تمثّل المؤسسة العسكرية بأفضل شكل، بحيث تضمن الجاهزية القتالية لأداء المهام على أحسن وجه. إسلام. ق
